السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الصعب أحيانًا التعامل مع الحقائق التي لابد
أن يتقبلها المرء!
تجاهلها صعب، والتعامل معها بتلقائية صعب، وحتى
محاولة التظاهر بعدم معرفتها صعب..
لكنه ليس مستحيلًا..
مددت كلا ذراعي أقوم بشد عضلاتي في تحمية سريعة
قبل أن أبدأ دورتي للركض صباحًا..
مازالت أحداث الأمس لا تفارق بالي وكأني لازلت
أعيشها والمفارقة المضحكة أن كل ذكرياتي المحجوبة بدأت في العودة شيء فشيء وكأن أثر
آديت لم يكن سوى مفتاح لقفل حُجزت خلفه ذكريات طفولتي.
تلك الأيام التي أمضيتها نائمة في الواقع وزائرة
في أرض المنفى أصاحب أتريوس في رحلته المميته. أحيانًا ما يدهشني كيفية عمل القدر!
من كان ليظن أن الشخص الذي حاول أتريوس بشده دفعه
لكراهيته منذ البداية هو ذاته الشخص الذي كان له رفيقًا في وحدته!
شارلوك!
ضحكت وأنا أتذكر كيف أنني كنت مستمتعة بهويتي
الجديدة مع أتريوس كشارلوك، لذات انتصاري عندما أنجح في دفعه للابتسام أو مجاراتي في الحديث.
تمامًا كما أفعل الآن، مازال نجاحي في إضحاكه
يدفع البهجة داخلي..
عقدت حاجبي وقد قفز لعقلي شيء آخر، ألهذا كان
أتريوس يسألني عادةً إن كنا تقابلنا من قبل؟
ربما نسي شارلوك تمامًا او أنني تغيرت كثيرًا
عندما أصبحت أكبر عمرًا! أن عرف أتريوس أنني ذات الشخص.. ما نوع التعبير الذي قد
يرسمه على وجهه يا ترى.
حسنًا.. لن يعرف، لا أعلم بالضبط كيف سيتفاعل مع
الأمر ولكن من المخاطرة الذهاب قائلة : مرحبًا أتريوس، أتتذكر المنفى الذي افنيت
حياتك فيه؟ نعم أنا رفيقتك و.. أوه لقد عرفت كل شيء عن ماضيك وحياتك لذلك.. مرحى!
يمكنني توقع تسعة وتسعون رد فعل وكلها تحتوي على
طريقة للابتعاد عني وتجاهلي ووضع مسافة بيننا والتصرف بحذر وهذا آخر ما أريد من
أتريوس فعله في هذا الوقت.
توقفت أفكاري عن التدفق ما إن شعرت بهيئة لأحدهم
خلفي وكان هذا مريب لأنني لم أسمع صوت خطوات لذلك التفت بشكل غريزي ممسكة باليد
التي امتدت نحو كتفي وكدت أسحب صاحبها نحو الأرض إلا أنني توقفت في الثانية
الأخيرة
"زوندي!"
هتفت باستغراب بينما حدق هو بيدي التي قبضت على
معصمة وقال: "إلهي تمتلكين رد فعل ممتاز!" تركت معصمه معتذرة وقلت: "وأنت تملك خفة مثيرة للفزع".
أطلق ضحكة صغيرة وتمتم "سأعتبره
إطراءً" ابتسمت قائلة: "إنه كذلك".
"ماذا تفعلين في هذا الوقت المبكر؟"
سأل لأرفع كتفي مجيبة "أهرول وأنت؟" حدق بعيدًا لثوانٍ وقال: "أحاول
التوقف عن التفكير".
ارتفع حاجبي ببعض التعجب "أهناك ما يشغل
بالك؟" ابتسم بسخرية وقال: "أهناك مالا يشغل بالك؟" ضحكت وقد فهمت
المغزى وتمتمت "أنت محق".
بالحديث عن الأمر، لا أظن أنني أعرف الكثير عن
زوندي، أنه أكثر الأشخاص هدوء لذلك من الصعب كثيرًا ملاحظته بيننا وهذا دفع بعض
الإحساس بالسوء داخلي.
"يمكنك مرافقتي إن أردت، تساعدني الهرولة في
تصفية بعض الأفكار المزعجة" دعوته بترحيب ليأخذ ثوانٍ يفكر في الأمر ولكن
لابد أن الهرولة معي أفضل من التحديق لسقف غرفتك لساعات غارق في أفكارك السوداوية.
"لا أرى مانع" وافق مبتسمًا لأمازحه
قائلة: " لا تقلق سأترفق بك قليلًا ستكون هرولة بسيطة" ابتسم بهدوء مجيب
"أظن أن كونك إبنة التوبازيوس جعلك تستخفين بنا كثيرًا" سقطت ابتسامتي
وكدت أنفي مدافعة ولكن تعبيره جعلني اتنهد عندما أدركت أنه يمازحني ليس إلا.
بدأ كلنا في الهرولة حول الغابة المحيطة بالمنزل
ولم ألحظ أي نية له في المساهمة في بدأ حديث بيننا فقد كان هادئ كعادته لذلك بادرت
أنا لفتح حديث قائلة:
"إذًا.. كيف تبذل في تدريباتك؟" التفت
نحوي متفاجئ قبل أن تهرب من بين شفتيه ضحكة وقال: "أهذه فكرتك عن المبادرة
بحديث؟".
يمكنني القول أن وجهي انفجر إحارجًا مما دفعه
بدوره للإنفجار ضحكًا. "تبًا لك" تمتمت بخجل ليهدء ويعتذر "لالا،
لا بأس لكني شعرت لوهلة أنني أهرول برفقة أوكتيفيان" تبًا! أهذا ما أصبحت
عليه؟ الجندي المجنون بالتدريبات.
"ماذا تريد مني أن أفعل؟ من الصعب البدء
بحديث" اومأ بلا بأس ولكنه تمتم بصوت مسموع "لم يبدو صعبًا مع
أتريوس" اتسعت عيني بصدمه بينما هو انفجر ضاحكًا مجددًا واعتذر بسرعة "أعتذر
أردت فقط مضايقتك".
تنهدت يائسة فقد وجد الجميع تقريبًا طريقة جيدة
لمضايقتي "نحن فقط أصدقاء".
صحت ليومأ بعدم اقتناع واضح "ماذا عنك
إذً؟" سألت وقد دفعت خطواتي لتصبح أسرع فأجاريه "ماذا عني؟" سأل
دون النظر نحوي لأقول: "لا أظن أنني أعرف شي عنك، كل ما أعرفه أنك من مملكة
الأموات و.. لديك مهارة جيدة في إعادة إنماء جسدك و.." صمت لثواني قبل أن
أردف: "قطع أتريوس رأسك".
قهقه لجملتي الأخيرة وهز رأسه قائلًا: "علي
الاعتراف لقد ترك الأمر صدمة من نوعًا ما ضده لم تذهب إلا بعد وقت طويل"
ابتسمت متمته "أسألني أنا".
صمت لثواني قبل أن يرفع كتفيه مجيبًا: "لا
يوجد الكثير لتعرفيه عني" دحرجت عيني وهتفت متذمرة "لابد من وجود شيء
ما، لا تكن خجولًا، ماذا كنت تفعل قبل أن تصبح فارسًا منحوسًا؟"
ضحك بقوة لجملتي الأخير وتلك المرة الأولى التي
أرى زوندي يضحك فيها بصوت عالي مع شخص آخر غير لافيان وتينر جام مما اسعدني
قليلًا.
"حسنًا، لقد كنت كثير الترحال لذلك يمكنك
القول أنني لم أبقَ في مكان واحد" توقفت عن الهروله ونظرت نحوه باستغراب
مكرره "ترحال؟ انت؟" أومأ والتفت يهرول بطريقه عكسيه حتى يتمكن من النظر
لوجهي "ماذا؟ ألا تبدو المغامرة أمر يناسبني؟".
قهقهت وقلت: "ليس كذلك ولكنني ظننتك ذاك
النوع الذي يفضل الاستقرار والهدوء" عدت أهرول لألحق به بينما استمع له يقول
"أنا بالفعل أحب الهدوء والاستقرار، لكن بعد وقت طويل، بعد أن أتمكن من رؤية
كل شيء يمكن رؤيته".
حسنًا هذه نبرة لم أسمع زوندي يتحدث بها معي من
قبل، يبدو أنني وجدت ما يفضله رفيقي الميت "أتعني أنك من النوع
المتجول؟" أومأ وقال: "لنقل أن حب المغامرة ليس ما يدفعني، في الواقع أنه
نوع من أنواع الفضول".
لم أعقب على حديثه وتركته ينهي ما يقوله
"تعلمين، تلك الرغبة في رؤية كل ركن في هذا العالم! التجول وحيدًا ومقابلة
الغرباء الذين يتركون أثرًا مميزًا في حياتك، فتتابعين السفر بينما أثرهم يبقى
معك، أتعلمين حقًا كم أن الممالك شاسعه؟ عشرة ممالك يمكن للشخص التنقل بينهم، ألا
يدفعك الأمر للتساؤل ماذا تخفي كل مملكة على أرضها من معجزات؟".
لم ألحظ أن كلانا أبطأ من هرولته وبأنني أصبحت
مسحورة تمامًا بما يقول، فلقد نسيت لوهله أنني أيضًا لطالما كنت مدفوعة بفضول لذلك
سحرني حديثه بالكامل.
ابتسم ابتسامة صغيرة وقال: "إن الأمر يجري في
دمائي، فقد كانت والدتي تحب الأمر ذاته، ربما كان دافعها مختلف قليلًا عن دافعي،
فقد أحبت المغامرة والشعور بالحماس والتورط في المتاعب لذلك سافرت لباقع كثيرة،
أما دافعي كان رغبة في رؤية كل شيء، إيجاد تلك الأمكان الخفية الهادئة التي لم تقع
قدم مخلوق عليها بعد".
والدة زوندي كان رحالة أيضًا؟ هذا جديد كليًا
ولكن لما يتحدث بصيغة الماض؟
"أتوقفت والدتك عن الترحال؟" سألت
لتبهت ابتسامته قليلًا وبدت نبرته تحمل نوع من أنواع الحسرة "اضطرت لذلك، فقد
أصابها مرض سيء، مما منعها من التحرك، بمعنى أصح منع قدميها من الحركة".
ارتفع حاجبي بشدة وأردت صفع نفسي للسؤال.
أيمكن للأموات المرض؟ ألم تكن خلاياهم تتجدد؟
أردت السؤال بشدة ولكن سأبدو وقحة لذلك ابتلعت سؤالي.
بدا وكأنه قرأ أفكاري مما دفعه لضحك قائلًا: "يمكنك السؤال كما تريدن، نعم يحزنني ما حدث لأمي لكنها متصالحة تمامًا فقد
رأت كفايتها من العالم كما تقول" أومات بتفهم ليردف مجيب على السؤال الذي لم
افصح عنه "نعم خلايا أجسدنا تتجدد مما يمنحنا مناعة قوية ولكن أخبرتك.. أنها
عشرة ممالك، لا تعلمين ماذا تخفِ لك، في أحد الرحلات يبدو أن والدتي أُصيبت بنوع
من الأمراض والذي عادة لا يتفاعل مع اجسادنا ولكنه لسبب غريب تفاعل مع جسد والدتي
ومنع أي نوع من أنواع التجدد لقدميها، توقفت عن الحركة وأصبحت قعيدة ومهما حاولنا
علاجها فلا شيء يجدِ نفعًا".
هذا حقًا مؤسف. تنهدت تلقائيًا مما دفعه للابتسام والتربيت على ظهري "لا داعٍ للإحباط فمازالت أمي تملك ذات الشخصية العنيدة والتي تحكم المنزل بيد من حديد" ضحكت قائلة: "أعرف عما تتحدث، أملك واحدة في موطني" ارتفع حاجبه في نوع من التعجب قبل أن يقول بإعجاب "عرفت لما تملكين شخصية صعبة الميراس".
اتسعت عيني وصحت به بينما أصفع كتفه ليتجنبها
بسرعة وهو يضحك "أنا صعبة الميراس؟" رفع كتفيه وقال "أربعون بالمئة
من الوقت.. نعم أنتِ كذلك".
أوتش، هذا قاسٍ نوعًا ما.
"ولكن لابد ان تصبحي هكذا مع الوقت"
توقفت عن الهرولة ألتقط أنفاسي كما فعل ونظرت نحوه متسائلة ليشرح "أعني أي
شخص كان ليوضع في موضعك لابد أنه يكون صعب الميراس حتى يتمكن من النجاة، لذلك لا
بأس أتفهم تمامًا سلوك".
ارتفع حاجبي وكررت قائلة "موضعي؟" أومأ
وأجاب: "كإبنة التوبازيوس، أعني نعم تم جرنا جميعًا فأصبحنا فرسًا بين ليلة
وضحاها ولكن إن كنت إبنًا للتوبازيوس أظنني سألوذ بالفرار مختبئ في بقعة ما فمن
بإمكانه تحمل مسؤولية مجموعة من المجانين مثلنا؟"
ضحكت ليبتسم ويكمل "في وضع كهذا إما أن
تُدهس أو تَدهس، وشكر للإله أنكِ لم تُدهسِ" زفرت نفسًا "أعتقد أنك محق،
ربما من الصعب التحكم في أعصابك في موقف كهذا ولكني أحاول" رفعت كتفي في
النهاية ليربت عليها قائلًا "أنتِ تنجحين بالفعل لا تقلقِ، يمكن للجميع
ملاحظة تطورك المثير للدهشه، مما يقودنا لموضوع اردت الحديث عنه..."
"عن ماذا بالضبط؟" قلت متسائلة ليحك
مؤخرة رأسه ببعض الإرتباك ويقول: "لقد تحدثتِ عن تدريب سنخوضه في الأكادمية
لأسبوع" أوه تبا! لقد نسيت الأمر تمامًا من المفترض أن نبدأ غدًا..
"يبدو أنكِ نسيتِ الأمر بالفعل" واو!
كانت تعبيري واضحًا جدًا؟
"حسنًا لنقل أنني انشغلت نوعًا ما.."
حاولت التهرب قبل أن أغير دفة الحديث قائلة: "إذًا! ما الأمر الذي تريد معرفته عن التدريب؟"
أقحم كلتا يديه في جيبه وقال: "لا أريد
المعرفة بل أريد الطلب، أريد أن يتم تدريبي بشكل خاص على القتال اليدوي"
ارتفع كلتا حاجبي وسألت باستغراب "لك ذلك ولكن أيمكنني أن أسأل لما
بالضبط؟"
"حسنًا إن أحد نقاط قوتي الاشتباك قريب
المدى لكني لا أحظى بالكثير من الفرص لتدرب عليه بعد تدريب الحكيمة الأخير كما أن
الاشتباك القريب يلهيني قليلًا عن أسلوب الدفاع الذي أعتمد عليه كثيرًا بسبب سهولة
تجدد جسدي" نقل ثقل جسده من قدم لأخرى ونظر بعيدًا وكأنه يحصِ كل ما لديه
لقوله..
"أيضًا، أسلوبي الدفاعي يتطور كثيرًا عندما
أقاتل بشكل أكبر ولكن من الصعب على الآخرين مجاراة طريقة قتالي فهي مختلفة نوعًا
ما وهذا ما يدفعهم إما لتوجيهي بشكل خاطئ أو محاولة ثنيي عن الطريقتي ومجاراة
طريقتهم".
مثير للاهتمام..
لا أتذكر أنني شهدت زوندي يقاتل كثيرًا إذا
تعمدنا تجاهل فترة تدريب الحكيمة فحينها ملاحظاتي القتالية لم تكن في أفضل أحوالها
حتى أتمكن من الحكم عليه جيدًا.
كل ما أتذكره أنه كان يعرض جسده للخطر مستخدمًا
طرق دفاعيه ومع انتهاء التدريب أصبح بإمكانه الإعتماد أكثر على الهجوم ولكن لا
أتذكر أي طريقة مميزه في قتاله.
وهنا لمعت فكرة رائعة في رأسي..
ارتفعت عيني نحوه بابتسامة مستمتعة بينما راقب
وجهي بترقب.
"سأعطيك ما طلبت بشرط" لاحظت ارتفاع
طفيف في إحد حاجبيه فقد ظن أنني سأقبل فما المانع على أي حال، لكن لما لا نعطي
الأمور بعض المتعة؟
حك رقبته ببعض الضيق ولكنه قال: "ماهو؟"
انحنيت قبل أن أخرج خنجرًا صغيرًا أحتفظ به في حزام حذائي الجلدي وأليقته نحوه
ليلتقطه بسرعة.
"أريد رؤية طريقة قتالك جيدًا لذلك.. حاول
جرحي جرح واحد في أي مكان بالخنجر قبل مرور خمسة عشر دقيقة وحينها لك ما
تريد" لنكن واقعيين، فاز أم خسر سأعطيه بالتأكيد ما يريد، من الجيد أن يعرف
الشخص ماهي نقاط قوته وضعفه ويسعى في إنمائها فمن أنا لأوقفه؟
لكن لا أتذكر أني قاتلت مع أو ضد زوندي يومًا
وهذا يدفع بعض الأدرينالين لجسدي.
ظل يبحلق في الخنجر ببعض الدهشه لأقول: "وإن
فزت أنا، فلي طلب أيضًا" ارتفعت عينه نحوي بسرعة وفضول وقال: "ماهو؟".
حركت وزني من قدم لاخرى بسرعة في محاولة لتحميتها
مجددًا بعد أن توقفنا عن الهرولة لعشر دقائق وأجبت مستمعة "ستعرف في النهاية
ففي كلا الحالتين جميعنا يعرف من الفائز" زوندي ليس شخص من السهل استفزازه،
ولكن من السهل إثارة فضوله!
لكن ابتسامته الآن كانت مستمتعة أكثر من مستغربة.
حرك الخنجر من يد لأخرى وقال: "قلت لك أنكِ
تستخفين بنا" حركت كتفي بقوة أحاول تلين عضلاتِ وابتعدت مسافة عنه في استعداد
فأنا على يقين من موافقته وقلت مبتسمة: "أثبت العكس إذا أيها الرحال".
وضع الخنجر في جيبه ونزع السترة القماشية من فوق
جسدة كاشفًا عن قميصه التحتي منزوع الأكمام و ذراعية التي أدركت للتو أنها ليست
بالنحف الذي ظننته!
ثبت السترة حول خصرة وأنتزع الخنجر من جيبه
ممسكًا به في وضعية هجوم وقال: "اعتبارًا لكونك ابنة التوبازيوس فلا تتوقعي أن
أتساهل معك" أخرجت نفسًا بحماس وأجبت: "لاعتبرتها إهانة" أومأ
باستحسان وقال بنبرة لم اعتد سماعها من زوندي "أنبدأ؟"
نظرت لعينه المبتسمة وأومأت برأسي قائلة: "الآن".
في ثانية كان قد تقدم نحوي في سرعة مرعبة ولوح
بالخنجر أمام وجهي، إدراكي للأمر بسرعة دفعني لأخذ مسافة بعيدة عنه وقبل أن يقع
جسدي للخلف توازنت على كلتا قدماي وقفزت بعيدًا.
كانت ذات الابتسامة اللطيفة تعلو محياه ولكن
الهالة حوله ليست كذلك!
لا أعلم مدى أصبح إدراكي بهالة الآخرين قويًا
ولكن يمكنني ملاحظة النية الواضحة في الهجوم وهالته التي اختلفت تمامًا الآن.
ركض نحوي مجددًا وهذه المرة لم ألحظ الخنجر حتى
في يديه فيبدو أنه ينوي التلاحم بيدين عاريتين حاليًا لذلك رحبت بالأمر.
حاول تسديد لكمه واضحة لمعدتي لأصدها بسرعة
ولكنها شتتني عن قدمه التي اندفعت بقوة نحو وجهي مما دفعني بسرعة لوضع ذراعي أمام
وجهي كوسيلة دفاع سريعة.
إندفع جسدي للخلف بقوة مفزعة وحاولت تثبيت قدمي
فوق الأرض حتى لا أُلقى بعيدًا.
تبًا يا رجل هذا سيترك ندبه.
"هل آلمتك؟" ارتفع حاجبي لنبرته
المراعية عكس شخصيته الآن لذلك اندفعت بقوة نحوه وحاولت رد الركلة بأخرى لكنه أمسك
بقدمي بمهارة وألقى بجسدي بعيدًا لأعيد توازني قبل أن أقع أرضًا.
"لن تقوم بسؤال العدو إن كان بخير بعد لكمه
صحيح؟" حاولت استفزازه مبتسمة قبل أن أعاود الهجوم عليه.
صد لكمتي بسرعه وحاول اللكم في المقابل ولكني
تصديتها بسهولة، تبادل كل منا اللكمات لمدة ورغم ابتسامته إلا أني لاحظت أنزعاجه
لوهله.
كدت ألكم وجهه لكنه بطريقة لم أستطع حتى فهمها
أزاح يدي بعيدًا بكف يده قبل أن تتحرك نحو رقبتي موجهة ضربة قوية لفكي ويده الأخرى
التفت ممسكًا بكتفي وبطريقة لم أرى أحد يفعلها من قبل أحكم قبضته على كتفي ورفع
جسدي بسرعة قبل أن يلقيه فوق الأرضية.
بقيت على ظهري لثوانِ غير مدركة ما فعل!
من العادي بالنسبة لي إلتقاط حركة الخصم بسهولة ولكن كل ما شرحته للتو لاحظته بصعوبة وكأن زوندي فجأه تضاعفت سرعته
بطريقة ما.
اتسعت عيني عندما أدركت أنه استغل تشتتي وأخرج
خنجره وانحنى بسرعة ليحاول جرحي لذلك التفت بسرعة وامسكت معصمه بقوة أحاول منعه.
"توقفِ عن الاشتباك جسديًا معي واستخدمي
قوتك كلها، لن يترفق الإريبوس بي كما.. سانتصر بهذه الطريقة" رغم نبرته
الممازحه إلا أني استشعرت الجدية وبعض السخط فيها.
ركلت معدته بقوه ليقفز عني بعيدًا وأقفز أنا على
قدمي مجددًا.
"لك ما تريد" قلت بكل سرور قبل أن
أستعدي بعض الجذور من تحت الأرض في نية للهجوم عليه.
ابتسم بهدوء قبل أن يغمض عينه ويتنفس بهدوء
وطريقة غريب.
اتسعت عيني وأنا أرها..
الهواء، الهالة، الطاقة من حوله وداخله لثواني
لشدتها أصبحت مرئية لي، في هذه اللحظة كان زوندي كمن يسخر طاقة المكان كلها من
حوله له فقط.
فارق بين قدميه وتراجع كلا كتفيه للخلف وانحني نحو الأرض أكثر حيث كان مصدر الطاقة أكبر بكثير، وكأنه يعرف بالظبط أين
مكان الطاقة الأكبر بينما كلا يديه تجهزتا
بجانبه في نية واضحة للهجوم.
لم أرى وضعية قتال كهذه في
حياتي!
هذا الوضع غير مسبق وفي
اللحظة التي فتح عينه ينظر لعيني موجة الطاقة الضخمة حوله بدت وكأنها موجهة
بالكامل نحوي وهذا ما دفع جسدي لتحرك بتلقائية مفزعة وكأني في مواجهة فعليه مع
العدو.
حركت يدي دون ترك فرصة له
ليتقدم كما كنت أنوي، تحركت الجذور الأربعة نحوه بسرعة لمنعه من التقدم أكثر.
حرك جسده بسرعة ومازال جسده
على مستوى منخفض من الأرضية، أمسك أحد جذوري لتلتف حول ذراعة قبل أن ينحني لينزلق
فوق الأرضية متجنبًا الثلاث جذور الأخرى وينتزع الرابعة التي التفت حول يده لتتمزق
بعيدًا عن الأرض.
قبل أن أتحرك ضرب بالجذر
نحوي ليلتف حول قدمي ويسحبني نحوه.
جسدي ارتطم بالارضية بقوة
لذلك بسرعة أطلقت مجوة من الهواء الحادة لأقطع الجذور حول قدمي وأقفز للخلف ليخدش
الخنجر الأرضية عوضًا عني.
تنفست بسرعة وحاولت التفكير
في خطوتي القادمه لكني أرى تقنية القتال هذه للمرة الأولى.
ركض نحوي بسرعة مخيفة لذلك
حركت يدي لأصنع صخرة ضخمه وأدفع بها نحو جسده، ألقى بكامل جسده للأسفل قبل أن يقفز
بقوة فوق الصخرة ولكنه لم يقف فوقها بل ركلها بقدمه بقوة لتندفع نحوي هذه المرة.
قمت انا بالقفز فوقها
لتجنبها وفي ثانيه صنعت أخرى لترتفع من فوق الأرض نحوي حتى أقفز فوقها عوضًا عن
الوقوع فوق الأرضية.
ما لم أتوقعه هو ظهور زوندي
أمام وجهي وقد اعتلا الصخرة مسبقًا وكأن جسده يتحرك بسرعة تجاري أفكاري!
باطن كف يده اندفع نحو
معدتي بأسلوب غير متوقع لأشعر بها تنسحق تحت كفه، أمسكت معصمه بسرعة لأحاول إلقاءه
من فوق الصخرة ولكن التف بكامل جسده خلفي مجبرًا ذراعي أيضًا للاتفاف معه وركل
الجزء الخلفي من ركبتي لأقع فوقها.
أمسك رقبتي من الخلف وحرك
جسدي كله ليلقيه من فوق الصخرة ويهبط فوقي.
بطريقة آلية عندما شعرت
بظهري يرتطم بالأرضية والخطر أمام عيني تحرك الهواء من حولي كشفرات حادة وكدت في ثوانٍ
أقطع كلتا ذراعيه ولكن منعت نفسي في الثانية الأخيرة مدركة ما كدت افعله.
إلهي إني أنجرف كثيرًا!
ما فاجأني هو إحاطت قبضته
لرقبتي وقد أخرج الخنجر بيد أخرى وقال بهدوء ينافي المجهود الذي يبذله "لا
تتوقفِ! لا تستهيني بي فالعدو لن يفعل، أنا قابل لتجدد، أفعلي كل ما يمكنك للفوز
جلنار".
اتسعت عيني عندما هبط
بالخنجر قريبًا من وجهي لأدفع الهواء بالكامل من حول جسدي ليندفع جسده بعيدًا وقبل
أن يرتطم بالأرض هبط على قدمه وحاول التخفيف من حدة اندافعه للخلف بقبضته التي
حفرت اثرها على الأرض.
"تبا" هسهت وأنا
ألحظ أنه بالفعل كاد يتمكن من إصابتي أكثر من مرة.
هل أخفضت دفاعي كثيرًا أم
أن زوندي كان قويًا كل هذا الوقت؟
لم أملك فرصة لوضع فرضياتي
لأنه تقدم نحوي بسرعة ليعاود الهجوم لذلك هاجمت بالهواء نحوه ليقوم بالقفز فوق
الصخره التي صنعتها سابقًا يحتمي بها.
التف من حولها وحاول
مباغتتي من الخلف لكني منعته وأنا ألوي معصمه، ابتسم وكأنه مسيطر على الوضع وهذا
أثار استغرابي.
أغمض عينه بالكامل مجددًا
وتغيرت طريقة تنفسه ليعود ذلك الشعور يراودني، وكأن يمتص الطاقه من حولي ولكن هذه
المرة كان يعتمد على الطاقة حول جسدي.
بدا وكأن جسده أصبح أكثر
قوة لأن اللكمة التي صددتها بكف يدي ألمتني بقوة.
حركت قدمي لأركله ولكن بدا
وكأن حركتي بطيئة جدًا مقارنة به فقد تجنبها منحنيًا للخلف بسهولة لتمر قدمي من
فوق رأسه.
تحركت يده ليضرب كتفي
الأيمن بكفه وبسرعة تليها ضربه حيث صدغي الأيسر، اهتزت رؤيتي لثوانٍ مما أعطاه
فرصة ليضرب ضربة أخرى حيث منتصف وركي الأيمن وأخيرًا اصطدم باطن كف يده بمنتصف
قفصي صدري لأشعر بأنفاسي تغادر جسدي لثواني ويندفع جسدي بعيدًا ليقع أرضًا.
حدقت بالسماء وأنا أحاول
التقاط أنفاسي بهدوء فكل نفس آخذه آلام صدري بقوة.
بحق خالق الجحيم ما هي
الطريقة التي يقاتل بها؟
أسلوب القتال ذاك لا يبدو
مألوف ولم أراه في حياتي ويبدو أنه يجدي نفعًا.
"يبدو أن أحدهم تمكن
من إوساعك ضربًا".
ارتفعت عيني ليوجين الذي
قرر الظهور وهو منحني ينظر لحالتي قبل أن ترتفع عينه للأمام ويصفر قائلًا
"أوه.. إنه مندفع".
لم أكن في حاجة لعبقري
لأعرف أن المقصود زوندي لذلك بسرعة قفزت فوق قدمي وبدون تفكير حركت شفرات الهواء
نحوه.
كان بإمكاني رؤية شفرة
الخنجر تمر من أمام عيني قبل أن تبعتد في الثانية الأخير وتطير مع ذراع زوندي الذي
حلق في بعيدًا وقد انفجرت دماء زرقاء ملطخة وجهي.
اتسعت عيني وأنا أحدق
بذراعه فوق الأرضية والتي مازالت كف يده متمسكه بالخنجر.
وفي الثانية الأخيرة ادركت
القبضة المتجهة نحوي من الجهة الأخرى لأوقفها بسرعه دون النظر نحوها وأقفز بعيدًا
بينما آخذ مسافة بعيدًا عنه.
"الآن يمكنني التوقف عن الشعور بالذنب عند مقاتلتك". قال زوندي وبدا معتذرًا.
يا رجل!
حدقت بذاعه المفقودة وقد
بدا مسترخي تمامًا رغم ملاح وجه التي انكمشت لثوانٍ.
اتسعت عيني وأنا أرى كومة
من اللحم والعظام تتحرك وتتلاحم معًا بينما تعود في خلال بعض الوقت لتأخذ شكلها
الأصلي.
"هذا مقززًا يا رجل،
كيف سأتناول فطوري الآن" أردت التنهد والنظر للأحمق أذكره أن تناول الطعام
ليس حقًا أحد خياراته.
انتزع زوندي الخنجر من بين
كف يد ذراعه المبتورة قبل أن تبدأ في التحلل بسرعة بينما تندمج مع الأعشاب فوق
الأرضية.
"الآن يمكننا القتال
بعدل" قال ممازحًا ولا يمكنني حقًا تصديق مزاج هذا الرجل أثناء القتال.
حسنًا، لن أتهاون هذه
المرة.
ركض نحوي مجددًا لأقوم
بتسخير ثلاث موجات من الرياح نحوه أغمض عينه وتنفس بهدوء ليتجنب اثنتين بسهولة
ولكن الثالثه أصابت قدمه.
هذه المرة دون بترها، لكن
مازالت الإصابة إصابة إلا أن الأمر لم يبدو مزعجًا لزوندي الذي لم يتوقف بينما
جرحه يلتئم بسهوله.
حاولت صده بجدية أكبر بينما
استخدم العناصر حتى انني فقدت السيطرة مستخدمة النيران ولكنه كان في كل مره يستعمل
هجماتي ضدي بطريقة أو أخرى.
حركته أصبحت اسرع وأصبح من
الصعب حقًا تتبع حركة الخنجر بين يده مما أثار حفيظتي لذلك وجهت ضربة قوية لمعدته
ليندفع بعيدًا ووجهت شفرة من الهواء لتصيب قدمه اليمنى وتبترها كليًا.
أعلم أن بمقدرته التجدد لكن
في كل مره أفعل هذا أشعر بالسوء الشديد.
لكن رد فعل زوندي بدأت تصبح
أكثر رعبًا.
فيبدو ان قدمًا مبتورة ليست
شيء يثير القلق، لم يتوقف لثانيه لأنه في الثانية التي بترت قدمه بدا وكانه شعر
بهوائي قادمًا نحوه.
وضع كامل ثقله على القدم
السليمة ودفع بجسده نحوي، لقد جن!
عقدت حاجبي أحاول تخمين
طريقة هجومه في ثواني فقد التف جسده في الهواء عندما ظننت أنه سيصيبني بقبضته.
اتسعت عيني وأنا أدرك ما
يفعل.
قدمه المبتورة كانت تتعافى
بسرعة وقبل أن أدرك كانت قد عادت لهيأتها الطبيعيه لترتطم بذراعي التي حركتها
كحركة أخيرة يائسة لدفاع عن وجهي.
ولأني وضعتها في طريقه في
الثانية الأخيرة فلم تكون وضعية ممتازه مما دفع ألم سيء لمعصمي.
"تبًا" عيني
اتجهت ليوجين الذي صاح، كان يحدق بزوندي بفزع قبل أن ينظر نحوي ويصرخ "أهذا
من كنت أخيفه لأسابيع؟ يا رجل لقد انتهى أمري".
أهذا حقًا كل ما يشغل عقله؟
بالتفكير في الأمر لم يتبقى
على الخمسة عشر دقيقة سوى خمس دقائق، علي الصمود أكثر فحسب.
لكن يبدو أن لزوندي رأي آخر
فلم انتبه متى أصبح بهذا القرب بينما قال: "تعبتِ بهذه السرعة؟" ولأن
طاقته تلك بدأت تعجبني اتبسمت مجيبة "أنت تحلم".
التفت بسرعة لتصدي هجمته
وأصبح كلانا يتبادل الضربات وكل مرة حاولت وضع مسافة بيننا قلصها بسرعة وحاول
الهجوم مجددًا وإصابتي بخنجرة.
لا يهم عدد المرات التي
أصيبه بيها أو أبتر أحد أطرافه كانت تجدد كالسحر ويستمر في القتال حتى مع أطراف
مفقودة.
شعرت بالاندفاع عندما لاحظت
نقطة مفتوحة يمكنني إصابته بها لكن تبدل الأمر في ثوانٍ..
فخ!
لقد تعمد تركها مفتوحة حتى
اقترب منه وفي تلك الثانية اكتسب جسده مجددًا قوة مريبة بينما ضربت كف يده مقدمة
رأسي ثم منتصف قفصي الصدري كالمرة الأولى ولكن هذه المرة كانت أصعب من سابقتها فقد
اصابني الدوار بينما شعرت بقصبتي الهوائية تضيق بشدة وكأن الهواء انحصر داخلها.
استغل لأمر ليوقعني أرضًا
مندفعًا بجسده نحوي وفي ثواني كان الخنجر ثابتًا فوق رقبتي.
لكنه لم يقم بخدشي وقد توقف
يحدق بعيني بأعين سوداء متسعة وكأنه منتشِ!
كلانا اندفع صفير سماعاتنا
داخل اذن كل منا تعلن نهاية الوقت فقد ضبط كل منا مؤقته لخمسة عشر دقيقة.
ارتخت ملامح زوندي وهم
واقفًا قبل أن يمد لي يد العون لأقف أيضًا. أخذ نفسًا عميقًا قبل ان ينظر نحوي
باعتذار قائلًا: "لقد اندفعت بكل قوتي على الرغم من أخذك للحذر في قتالي أنا
اسف" عقدت حاجبي وقلت مدافعه "لم آخذ حذري فـ.." ارتفع حاجبيه باستنكار
لطيف وقال: "إن اردتني ميتًا لفعلتها جلنار".
حسنًا التحكم بالهواء حتى
يتوقف عن التنفس ويفقد الوعي او التحكم في سوائل جسده لم أقم بأي منها حتى أنني
تحنبت استخدام النيران حتى أشعر بالقتال عادلًا.
"لكني أقسم أنك دفعتني
لوضع جسدي على المحك لوهله".
بدا وكأن جملتي واسته
قليلًا فابتسم ممتن.
"خمس وأربعون
ثانية".
التفت كلانا لصوت الذي صاح
منضمًا لنا ليبتسم كلنا حيث تقدم لافيان ممسكًا بجهاز صغير وغريب الشكل بين يده
وبجواره تينر جام الذي يصفق باعجاب.
"ماذا تقصد؟" قال
زوندي ليربت لافيان على ظهره بقوة ويقول: "وقت شفائك لأطرافك المبتورة أصبح
خمس وأربعون ثانية يا صاح، أسرع من آخر مرة بعشرون ثانية وإلتئام جروحك أصبح أسرع
بعشر ثواني أي أنها تلتئم في ثلاث وعشرون ثانية، هذا تقدم مذهل في قتال واحد".
ارتفع حاجبيه بذهول ونظر
إلى ما يبدو أنه مؤقت بين يدي لافيان.
"رائع معنا طفيلي خارق
في الفريق، أيمكن أن تجعل إلتئام جروحك أقل.. قرفًا؟" دحرجت عيني ونظرت
ليوجين الذي رفع كتفيه قائلًا: "ماذا؟ ألم تري كيف تحركت عظامه بين جلده؟ ألهي
اشعر بكامل جسدي يقشعر مجددًا".
"حسنًا يبدو أنني لم
أخسر تمامًا في النهاية" قال بسعادة ويبدو أنه كان يتدرب كثيرًا مع كل من
لافيان وتنير جام حتى تزيد سرعة تجدد جسده.
"في الواقع، أنت لم
تخسر بأي شكل من الأشكال" قلت مبتسمه وفخورة نوعًا ما لينظر الجميع نحوي
باستغراب، أزحت قميصي الذي لم تظهر عليه الدماء لسواده لأظهر جرحًا طولي حيث عظمة
الترقوة وقلت "يبدو أنك اصبتني بطريقة ما ولأنغماس كلانا في القتال لم الحظ
سوى الآن".
اتسعت اعينهم خاصة زوندي
والذي توقعت ان يصيح بسعاده لكن ظهرت عليه تعابير الأسف وقال: "إلهي لم أكن
أقصد أن يكون بهذا العمق أردت فقط خدشًا بسيطًا".
"فقط وحصريًا في منزل
الفرسان، سيتحول الرجل لقاتل مخبول ثم يعود لطيفًا بعد نهاية القتال ويعتذر"
سخر يوجين بصوت إذاعي لأتجاهله بالكامل.
"لا تقلق يا رجل
سيلتئم الجرح بسرعة" قال لافيان وأعقب "الأهم أنك انتصرت، ألم أخبرك أن
مهاراتك تحسنت؟ أيمكنك تصديقي الآن؟" هل علي الشعور بالسوء؟ لما يبدو أن
لافيان يعاملني كممتص لصدمات.
انفجار يوجين ضحكًا أجبرني
على أخذ نفسٍ عميق لتحكم في ردود فعلي "إلهي! الأمر كما لو أنه يتحدث عن كيس
لكم، إنه اليوم الذي تتحول فيه البشرية الصغيرة جلنار من أميرة الفريق لمحارب
إسبرطه" تذكري جلنار، لا يمكنك لكمه.. لا يمكنك لكمه.
"لقد كان قتال ممتعًا
حقًا" أعرب تنير جام عن إعاجبه ولكن ربت على كتفي وقال "لا تهملي
جرحك" أشعر ببعض المواساة يا رجل، شكرًا لك.
"إنه يشفق على حالك
بالكامل، أصبحتِ تحصلين على إهتمامهم شفقة لا غير" انفجر مجددًا في الضحك
وحاولت بشدة تمالك أعصابي.
"أريد حقًا سؤالك عن
شيء ما" حاولت تجاهل يوجين وقلت موجهة حديثي لزوندي ليومئ بسرعة قائلًا: "سلِ ما تريدين" إنه حقًا يشعر بالذنب، تلك الشخصية الودودة لا تمت
بصلة لمن كنت أقاتل توًا.
"ما أسلوب القتال الذي
تستخدمه؟ لم أرى شيء كهذا في حياتي" ابتسم وحك رأسه ليحيط لافيان رقبته ويقول: "امنحني شرف الإجابة". لم يمانع زوندي ذلك ليأخذ لافيان دفة الحديث
قائلًا: "إنه أحد أساليب القتال التي من الصعب لأحدهم أن يتقنها، رفيقنا هنا
كان يحب السفر والترحال كثيرًا وهذا ما دفعه لمقابلة مجموعة في مملكة المتنكرين
تعتنق هذا الأسلوب في القتال أو كما يسمونه الـ (هاشمادان)".
ابعد ذراعه عن زوندي وحاول
الشرح مردفًا "أسلوب عبقري قديم بإمكانه إما رفع مستواى جسدك أو قتلك لإنهاكه
لطاقة الجسد، يعتمد بشكل كامل على مناطق الطاقة التي تحيط بالمقاتل والعدو".
حسنًا هذا يفسر نوعًا ما الطاقة من حوله.
"إنه أسلوب يعتمد على
صلة المقاتل بجسده وبسريان الطاقة من حوله، ليس الجميع قادر على رؤية تدفق الطاقة
في العالم لذلك من خلال طريقة التنفس الصحيحة بإمكانهم الشعور بها ومع الوقت
تساعدهم وضعيات جسدهم في تسخر هذه الطاقة لتمد أجسادهم بقوة بدنية أو سرعة أو حتى
قوة اندفاع اكبر ولكنها لا يمكن أن تستمر أكثر من دقيقتين فعلى صاحبها التوقف
واراحة جسده مجددًا ثم معاودة التنفس والهجوم".
هذه المرة شرح تينر جام
مبسطًا الأمر بينما ظللت ابحلق بهم في دهشه، أهناك تقنية كهذه؟
"إنها ليست بالأمر
السهل ولا يقتنها سوى قلة وموطنها الأصلي كما قلت في مملكة المتنكرين، مشكلتها أن
الطاقة التي يختزنها الجسد من حوله إن لم ينظمها الشخص قد تدمر خلاياه جميعًا
وتردي به ميتًا لذلك يستغرق الأشخاص وقتًا طويلًا جدًا في محاولة التحكم بقدر قليل
من الطاقة حتى يتمكن أخيرًا من تسخيرها كلها أثناء القتال لذلك لن تري أحدًا
يتقنها بشدة سوى حكيم عجوز يعيش في أماكن غريبة في مملكة المتنكرين".
حدق زوندي بإنزعاج نحو لافيان
بسبب سخريته الأخيرة وقال "تحدث باحترام عن معلمي الهاشمادان لافيان".
رفع الأخير كلتا يديه باستسلام قائلًا "حسنًا لك ذلك".
تنهد ونظر نحوي قائلًا
"في أحد رحلاتي قابلت مجموعة من مقاتلي الهاشمادان، رؤيتهم يقاتلون كانت
مثيرة للإعجاب، لم أكن بدوري مهتمًا بالقتال كثيرًا ولكن الهدوء الذي يقاتلون به
والجو من حولهم كان ساحرًا لذلك بقيت معهم لمدة من الوقت أتعلم طرق قتالهم".
هذا مثير حقًا للإعجاب
"ألم تقل أن الأمر يستغرق وقتًا طويلًا لتعلمها؟" أومأ موافقًا لأسأل
قائلة: "لا أعلم بالظبط الطريقة الصحيحة لكن بدا لي أنك متمكن جدًا منها، كيف
لك ذلك؟"
حك عنقه -وقد لاحظت أنها
عادة عندما يشعر بالإحراج او عدم الارتياح- وقال: "حسنًا، ما إن بدأت تعلمها
أخبرني الجميع أن لي موهبة جيدة في نسخ ما أراه".
ضحك لافيان وقال
"جيدة! توقف عن التواضع، لقد أخبروه أنه يملك موهبه مرعبة، ليس هذا فحسب،
السبب في استغراقهم في التعلم وقتًا طويلًا كما شرحت أن الطاقة تدمر خلاياهم لذلك
يتدربون على الأمر معتمدين على كميات صغيرة من الطاقة لكن صديقنا هنا.." ربت
على كتف زوندي بفخر وأردف:
"لان جسده وخلاياه
تتجدد بسهولة فلم يبدو أن تدمير خلاياه مشكلة يمكن القلق بشأنها، فكلما تدمرت
خلايا جسده تجددت بأخرى جديده مما سمح له للوصول لقدر كبير من التحكم في الطاقة،
وبالرغم من هذا فلازال من الصعب حقًا تعلم حركات جسدهم ووضعيات قتالهم ورؤية مناطق
الطاقة في جسد العدو ولكنه يتمكن من ذلك ويهاجمها بدقه".
هذا يفسر لما شعرت أكثر من
مره وكأن أنفاسي تفارقني! لم يكن تسلسل ضرباته مصادفة، تبًا على إعادة حساباتي حول
زوندي مجددًا.
"هذا.. رائع!" لم
أجد ما يمكنني وصف الأمر به لكن لافيان وجد مفرداته لانه ضل يصف زوندي بما هو أكثر
من رائع ليشعر الأخير بالإحراج وعدم الارتياح.
"إذًا هذا هو الفتى
ذاته الذي كان يرتجف ما إن حركت ستائره، هذا ليس منزل مقاتلين! إنه سِرك
معاتيه" ألم يكن هذا الشبح نائمًا؟ لما استيقظ؟
"حسنًا الوعد وعد، بما
أنك فزت فلك طلبك، حقًا كان قتالًا جيد".
ابتسم لي شاكرًا ولكنه توقف
لثوان وقال: "جلنار" نظرت نحوه باستغراب ليقول: "أعلم أنني فزت ولكن،
ما كان طلبك؟".
ارتفع حاجبي لثوانٍ
"أوه... أردت رؤية غرفتك".
صمت جال المكان لثواني ولأن
الجملة بدت طبيعية تمامًا في عقلي خرجت بكل أرياحية ولكن يبدو أنها لم تبدو كذلك
بصوت عالٍ.
نظر الثلاثة فيما بينهم
وطرف زوندي بتفاجؤ مما دفعني لصياح بسرعة "لحظة... لا أقصد شيئًا، أعنـ..
الأمر.. لحظة واحدة، الجميع فقط تحدث عن روعة غرفتك... أعني إنه الفضول ليس
إلا" توقفت عن التبرير وأنا أشعر بوجهي يتبخر بإحراج وضحكات يوجين زينت
المشهد في الخلفية وبدأت أشعر أن ضحكاته الساخرة سترافقني طيلة حياتي في أي موقف
كهذا.
بدأ لافيان الضحك برفقة
يوجين بقوة ممسكًا بمعدته بينما حاول كل من زوندي وتينر جام منع ضحكاتهم وإخفاء
وجوهم مراعاة لي فيبدو أن الدماء اندفعت لوجهي بقوة.
"لا عليك، خسرت القتال
على أي حال" تمتمت متجنبة النظر نحوهم لينظف زوندي حلقة ويقول بنبرة يتخللها
بعض الضحك "لا بأس حقًا، يمكنك رؤيتها كما أنني لن أفوت فرصة لتباهي بغرفتي
أمام أحدهم". كنت شاكرة لمحاولاتهم في إخفاء ضحكته عكس اثنين هنا اردت دق
عنقهما.
لكز يتنر جام لافيان ليتوقف
عن الضحك أو بالمعنى الأدق ليتوقف عن إحراجي ولكني مررت بجواره ودست قدمه بقوة
لتمتزج قهقهته بصوت تأوهه ألمًا وقد انحنى ممسكًا بقدمه.
رافقني زوندي للمنزل وهذه
المرة لم يمنع ضحكته الصغيرة من الخروج بينما يلتفت نحو لافيان أكثر من مرة "استحق ذلك" تمتمت ليومئ
متفقًا.
"إذًا سيد
فائز.." قلت دون النظر نحوه ولكن بإمكاني استشعار ابتسامته "سأتحدث مع
أحدهم لإيجاد مدربٍ جيد، أفكر في تعيين إثنين لك، أحدهم يمكنه تحسين مهاراتك في
الهاشمادان والآخر سيدربك على أسلوب التصدي للقتال عن بعد وسيكون من الأفضل إن
وجدت شخصًا يتقن الاثنين".
قال زوندي تزامنًا مع دخول
كلانا للمنزل " ماذا إن أخبرتك انني أعرف واحدًا" وقفت ونظرت نحوه بسرعة
قائلة "رائع! من هو؟ سأحضره لك" زم شفتيه بأسف وقال: "لا يمكن ذلك،
إنه يعيش على مملكة المتنكرين ونوعًا ما يبدو أن تنقله لبعض الممالك محظور بما
فيها الإلترانيوس".
عقدت حاجبي باستغراب وسألت
السؤال البديهي "لما؟" تنهد وأجاب: "لم يكن ذاك الشخص الصالح في
شبابه لكنه تغيير كثيرًا وأصبح يعيش في منعزل، كما أنه.. حتى وإن أصلحنا مشكلة
تنقله فهو شخص عنيد جدًا ولن يوافق ترك المكان الذي يعيش فيه".
معلم عنيد! أهذا نوع من
الأفلام المريكية؟
"حسنًا سنجرب حظنا،
سأحول الحديث مع الأميرة في هذا الشأن وسأرى ما يمكنني فعله لأجلك يـ.."
"ما لعنتكما؟"
اجفل جسدي كما فعل زوندي والتفت كلانا حيث واندر التي صاحت وهي تنظر نحونا وقد هبطت الدرج لتو؟
نظر كلانا للآخر بصمت
مدركين أنه كان من الحكيم الإسراع للإستحمام قبل مجيء واندر.
"لا تقلقِ ليس بالشيء
الكبير" قال زوندي مهدئًا لكنها صاحت وهي تتجه نحونا "جسدها بالكامل
ملطخ بدمائك، ماذا يحدث لك أيتها الشقية؟ لأن المسكين يمكنه التجدد لا يعطيكِ أنتِ
وذاك الأهوج الحق في التدرب عليه".
اتسعت عيني وصحت مزيحه
قميصي "لقد أصابني أيضًا، التدرب على من؟ هل رأيته يقاتل من قبل؟ بالكاد
حافظت على جسدي".
كتفت ذراعيها بضيق ونظرت
نحوي بغيظ وظل زوندي بيننا يحاول تهدئه كل منا.
"لما لا تتركِ الأهوج
في حاله".
تجمد جسدي لثوانٍ لنبرته
التي ترك النوم أثره عليها كبحة قوية.
علي الاعتراف..
هذا الصباح مع زوندي ساعدني
كثيرًا في دفع كل ما يخص أتريوس لمؤخرة عقلي وظهوره الآن يدفع كل شيء مجددًا.
لما أنا مرتبكة بحق الإله؟
"كلكما خذا حمامًا
وتعالى لتناول الفطور" أمرت واندر بصرامه والتفتت لاتريوس الذي ظل يبدل عينه
بيني وبين زوندي باستغراب "وأنت توقف عن فرك عينك وقم بأخذ حمام قبل النزول
أيها الاحمق".
"كما تشائين،
أتقاتلتما؟" أجاب واندر قبل أن يوجه سؤاله نحونا "ساعدتني جلنار
قليلًا" قال زوندي مبتسمًا نحو أتريوس ليقول: "أبترتِ أطرافه؟" أومأت
بينما يخالجني شعور بالذنب لذلك وقلت: "ولكنه فاز في النهاية".
دفع لسانه ضد سقف حلقه
مصدرًا صوتًا قويًا وحرك ابهامه ناحيه عنقه قائلًا: " كان عليك التصويب على
العنق، الرأس أكثر جزء يأخذ وقتًا ليتجدد ويفقد حواسه لفتره".
من آخر الغرفة انطلق حذاء
واندر ناحية وجه اتريوس ليلتقطه الأخير بسهولة دون النظر نحوه "أتريوس
كريستفور فلورمان، أتريد الموت على يدي اليوم؟ ما نوع نصائحك هذه أيها
الأخرق".
لسبب غريب كانت تلك المرة
الأولى التي تنطق واندر باسم اتريوس كامل أمامي وتلك المرة سببت قشعريرة سيئة لي
بينما مر أمامي مشهد من ليلة أمس أردت نسيانه بالكامل.
أجفل جسدي بخفه ليد زوندي
التي أمسكت يدي وسحبني خلفه بهدوء لنتسلل نحو الدرج مستغلًا انشغال واندر بمحاولة
إصابة اتريوس بحذائها الثاني.
وضعت ابتسامتي وجاريت
خطواته للاعلى ولكن لم تفتني عين اتريوس التي تابعتنا لثوانٍ قبل أن يقرر تجاهلنا
والرد على واندر بأكثر طريقة باردة في العالم.
"إلهي واندر مشتعلة
اليوم" مزح لأضحك وقد تنفس كلانا الصعداء عندما تخطينا الطابق الأول حتى
الثاني حيث كل من غرفتي أنا و ثونار و... زوندي؟
"أغرفتك في ذات الطابق
معي؟" هتفت مستغربه ليضحك ويومئ قائلًا: "لا أقضِ الكثير من الوقت بها
لذلك لا نتقابل عادةً"
"لما التفاجؤ يا حمقاء؟ لقد أخبرتك واندر بذلك عندما جئتِ للمرة الأولى" كدت أجفل لصوت يوجين بجوار اذني لكني تمالكت نفسي. متى تبع كلانا إلى هنا؟
"هل أنتِ مستعدة؟"
قالها زوندي بنبرة مستمتعة وهو ممسك بمقبض الباب مسببًا ابتسامي لتصرفاته اللطيفة.
أومأت بحماس أجاري طاقته.
فتح الباب ودعاني للدخول
لتتسع عيني ما إن وقعت على مافي الداخل..
بحق الإله!
كانت الشرفة الكبيرة بعرض
الحائط هي أول ما قابلني، تنسدل عليها الستائر الزرقاء بنعومة وقد أُزيحت للجانبين
فتمنح الغرفة كمية جيدة من ضوء الشمس.
سرير بحجم عائلي كان يتوسط
الغرفة يعتليه الكثير من الوسائد الناعمة التي تراوحت ألوانها بين الأبيض ودرجات
اللون الأزرق بينما تدلى من السقف بعض قناديل الإنارة ذات شكل ساحر للعينين، وبجوراه طاولة صغيرة ثبت فوقها مصباح صغير لطيف الشكل.
في الطرف المقابل كانت
خزانة بيضاء متوسطة الحجم نصفها من الزجاج والآخر من الخشب الناعم وبجانبها مكتب
خشبي كانت أقدامه منحوته ببراعة وقد وضع فوقه الكثير من الكتب المنتظمة في صفين وفوق
المكتب لوح صغير غريب الشكل تدلت منه صورة أشبه بشاشات زجاجية رقيقة لأمكان مختلفة،
تتحرك الصور لخمس ثوانٍ ثم تعود ثابته مجددًا.
في زاويه الغرفة كان باب
أبيض زين بأطراف ذهبية كان من السهل التخمين أنه باب المرحاض وبجواره وضعت مرآة
كبيرة بطول شخص بالغ أطرافها مذهبة.
اقتربت منها انظر لهيئتي،
لم يكن منظري يسر الناظرين كثيرًا خاصة مع دماء زوندي الزرقاء التي لطخت وجهي وملابسي.
التفت نحو زوندي الذي ظل
واقفًا مستند على باب غرفته يراقب ذهولي الطفولي بابتسامة مستمتعة.
"أتمزح معي؟"
انفجر ضحكًا ما إن صحت لكني لم أجد الامر مضحكًا.
غرفتي مقارنة به ما هي إلا
مستودع خردوات!
"أيمكنني تفحص
الشرفة؟" سألت بحماس ليومئ وهو يحاول مسح دموعه عن زوايا عينيه. اتجهت نحوها
وفتحت الباب لتتسع عيني بدهشه.
كان بإمكانك رؤية الغابة من
هنا، المخلوقات الصغيرة التي تحلق في الأرجاء ونسيم الهواء العليل يجعل من المريح
للمرء البقاء طيلة الوقت.
تم وضع كرسيين بسيطين في
الزاويه بينهما طاولة صغيرة اعتلاها كأس فارغ مما يبدو أن زوندي يحب احتساء كأس من
المشروب هنا.
أعني من لن يحب احتساء أي شيء
هنا؟
"أخبرتك، غرفته
أعجوبه" قال يوجين وهو يقف بجواري يحدق بالحديقة حيث ساحات التدريب أيضًا في
مرمى النظر في الجهة الغربية.
"عليك رؤية السقف
أيضًا" قال يوجين مشيرًا لداخل الغرفة مما دفعني للعودة لداخل لرؤية ما يقصد.
كان زوندي قد دلف لغرفته
وأخرج بعض الملابس من الخزانه وبدا وكأنه متجه لشرفة حيث وقفت.
وقفت أبحلق بسقف الغرفة
الذي كان مطلي بالأزرق ورسوم لعدة نجوم تناثرت في أرجاء السقف "هذا مذهل يا
رجل" تمتمت ليقهقه ويقول: "ليس كل شيء" نظرت نحوه باستغراب ليتجه
نحو الجدار بجوار سريره ويضغط على زر لم أراه.
صوت زحزة شيء ما أعاد عيني
نحو السقف الذي بدأ يتحرك لينفتح على مصرعيه لتظهر قبه زجاجية شفافه وخلفها مباشرة
السماء الزرقاء التي زينتها غيوم الصباح البيضاء.
"أوه حقًا!"
زم شفتيه محاولًا كتم
ضحكاته أمام نظراتي البائسة، أنا لا أملك حتى نصف شرفة بينما يحصل على سقف شفاف
بالكامل.
"اعتذر" قال وقد
أخذ نفسًا في محاولة لتمالك ضحكته "يمكنك قضاء الوقت هنا بقدر ما تريدين"
أردف في محاولة لجعلي أشعر بتحسن.
لم أملك سوى الابتسام أمام
طريقته الهادئه وأعتذراته رغم أنه لم يفعل شيء خاطئ "كيف حصلت عليها؟ ألم
يهددك أتريوس بفأسه ليحصل عليها هو؟"
ضحك لجملتي ثم قال: "كانت مصادفه، لم تكن الطوابق الأولى المفضلة لأحدهم لأن المنظر من الطوابق
العلوية أفضل، وعندما جئنا أول مرة كل شخص قرر في أي طابق سيأخذ غرفته ولأن جوزفين
تأخر في المجيء كان عليه أخذ الغرفة في الطابق الثاني، لذلك لم أمانع عندما ألح
جوزفين على أن أبدل معه الغرفه في الطابق الرابع، وافقت وكان كلانا لم يرى غرفه
بعد فحصلت أنا على هذه".
ضحكت بشدة لحظ جوزفين وأنا
أتصور تعبير وجهه عندما يدرك أنه توسل حرفيًا ليترك هذه الغرفة لواحدة عادية في
الطابق الرابع.
"ألا يمكننا العودة
بالزمن؟ أريد أن أشهد حدث دخول ذلك الأحمق للغرفه" انضم لي يوجين ضاحكًا
واتفقت مع بالفعل.
"لابد أنه عض أصابعه
ندمًا" قلت ضاحكة لينظر بعيدًا ويتمتم "لقد أكلها كلها ندمًا" إلهي
مرافقة زوندي ممتعة بالفعل.
أخذ نفسًا قبل أن يخرجه
ويقول: "لقد كان قتالنا مثمرًا حقًا، شكرا جلنار بفضلك أصبحت سرعة تجددي
أفضل" عقدت حاجبي وأجبت: "على الرحب، ولكن لما هذا بفضلي؟" نظر لكف
يده وشرح بهدوء "سرعة تجددي تصبح أفضل عندما أقاتل أحدهم، عندما أشعر أن علي
القتال بكل ما أملك من قوة أو أن حياتي على المحك بشكل أو بآخر يدفع هذا جسدي لبذل
أفضل ما لديه، تطور تجددي بهذه السرعة فقط من قتال واحد معك كافٍ لإخباري أنكِ
تدفعين خصمك لبذل كل ما يملك".
واو! هذا.. حسنًا أشعر ببعض
الإطراء "عليك منح الفضل لنفسك أيضًا زوندي، لقد كان بفضل مجهودك" ابتسم
بامتنان وأومأ براحة "بالله عليكِ توقفِ يا سيدة التواضع كلانا يعرف أنك
تريدين التبختر في الأرجاء متفاخرة بما قال".
نعم، وها هو يوجين يدمر
لحظة جميلة أخرى.
"سؤال أخير" قلت
موجهة حديثي لزوندي لينظر نحوي منصتًا "لا أتذكر استخدامك أسلوب القتال هذا عندما
اخترتنا الحكيمة، أعني، تقنية كهذه لكانت منحتك فوزًا سهلًا".
أومأ متفقًا ولكنه قال: "أخبرتك، ما إن أحصل على مدرب حتى يحاول دفعي لمجاراة تقنيات قتاله وهذا ما
كان يشوشني، هناك طريقة لربط تنقيه قتالي بتقنية قتال عاديه ولكن لن أتمكن من
تعلمها سوى من شخص يتقن الهاشمادان، لذلك لم استطع القتال بشكل جيد ولم استخدم
اسلوبي في القتال لأن تدريبي لم يكن يشمل أي شيء مما أعرفه، لكن مع الوقت حاولت
نوعًا دمجه بأسلوب قتال عادي في آخر قتال خضناه في الأكاديمية، لا يمكنني القول
أنه متقن ولكنه جيد نوعًا ما".
أرى أن لا أحد حاول بجديه
فهم تقنية قتاله ولكونه هادئ وذو شخصية مهذبه لم يحاول الاعتراض على أي من مدربيه
لهذا انتهى به الأمر يحاول التدرب وحده أو مع لافيان وتينر جام.
انتهى حديثي مع زوندي
باتفاقنا على المحاولة لإيجاد المدرب المثالي له، لا يمكنني تجاهل موهبه كهذه
معنا، علي رؤية ما يمكنني فعله لأجد شخص يرفع مستواه في أسبوع.
"عرفتِ لما أقضي معظم
وقتي في إخافته؟ غرفته رائعة وردود فعله أروع" قال يوجين الذي تبعني للخارج
مكتف كفي يده خلف رأسه "وطريقه قتاله أروع" قلت ليعتدل في وقته وقد تذكر
لوهله "يبدو أنني سأجد فردًا آخر لأخيفه" تمتم مما دفعني للابتسام.
"هـــــارلــــيـــــك"
أجفل كل مني أنا ويوجين بقوة ما إن صدح صوت واندر في المنزل كله "أقسم بالإله
إن لم تستيقظ لأصبح كابوسك الوحيد منذ اليوم" دلكت أذني بألم، إلهي تملك
صوتًا قويًا حقًا.
اندفعت صورة واندر الشابة
لعقلي فجأة وهي تصيح على زوجها داخل منزلهم الصغير لأتنهد تلقائيًا. اتجهت حيث
درابزين السلم وصحت في المقابل "لا بأس واندر، سأقوم بإيقاظه" لا بأس
بالقليل من المساعدة.
"شكرًا جلنار، لا تنسِ
أخذ حمام، لن يجلس على مائدتي أحد ملوث بالدماء" ربما كان علي ابتلاع رغبتي
في المساعده والذهاب لغرفتي.
وعلى الرغم من ذلك وجدت
نفسي ابتسم وشعور بدفئ يغمرني، إنها حقًا امرأة صلبة، مهما صرخت أو غضبت أشعر أنني
ممتنة لوجودها في المكان.
اتجهت نحو الدرج لكني توقفت
لوهله أحاول تذكر أين كانت غرفة هارليك بالظبط "الطابق السادس جلنار، السادس،
تعلمين رقم ستة، أي بعد ثلاث طوابق من الآ.." توقف يوجين عندما لاحظ تحديقي
البارد اتجاه وجهه، زم شفتيه وقال: "ماذا، بدوتِ تائهة" تائهة لا غبية!
"يوجين" نظر نحوي
في انتظار ما اريد قوله "كل الحديث مع زوندي عن طريقة القتال والطاقة دفع
فكرة ما لرأسي" التفت نحوي بالكامل وبدا الاهتمام على وجهه "أظن أن
بإمكاني مساعدتك على التطور أسرع".
اتسعت عينه قبل أن يصرخ
بسعادة "هات ما عندك بسرعة" أومأت ومددت كف يدي قائلة: "أعطني
يدك" وضع كف يده داخل يدي بسرعة لأقول: "اجعل هيئتك قابلة للمس"
أومأ قبل أن أشعر بملمس يديه في يدي.
ارتفعت عيني لعينه بجمود وبادلني
بنظرة متحمسة.
انطلقت يدي الحرة اتجاهه
لأصفع رأسه بأقوى ما أملك.
إلـــهـــي هذا الشعور
بالراحة لا يقدر بثمن.
اندفع رأسه لأمام قبل أن
يضع يده حيث صفعت رأسه وبحلق بوجهي بتعبير مصدوم "المرة القادمة سأركل مؤخرتك
يوجين" التفت لأذهب مستمتعة بحالة الصدمة التي وقع بها لأصطدم بشعر أصهب أمام
وجهي وعينين صافيتين تحدقان بي بدهشه.
"ثونار!" قلت
بحذر لتتسع ابتسامتها تقول: "في كل مرة أراكِ تتفاعلين مع شبحك أصاب بقشعريرة،
هذا رائع يا فتاة".
انطلقت نحوها أُسكت فمها
حتى تخفض صوتها لتضحك وتتخطى جسدي متجهة للاسفل بينما تقول: "احذري ما إن يراك
احدهم سيدعوك بالمجنونة".
تنهدت والتفت حيث يوجين
لأرى عينيه تنوي شرًا بكل تأكيد لذلك أطلقت قدمي أسابق الريح نحو الأعلى بينما هو
انطلق خلفي يتوعد بغضب.
حاولت بصعوبة التوقف عن الضحك
بينما التقط أنفاسي ما إن وصلت لطابق السادس "إن حاولت لمسي سأضربك في
المقابل" صحت بفزع ما إن أسرع يوجين نحوي ليتوقف في المنتصف وهو يحدق بي يقرر
ما هي خطوته التالية.
اخفض يده ولكنه نظر نحوي بحدة
وهسهس: "لم ينتهي الأمر هنا".
نظرت للغرفتين أمامي أحاول
معرفة أيهما تعود لهارليك لكن لم أنجح، التفت ليوجين الذي كتف ذراعيه ونظر نحوي
باستمتاع "ماذا؟" قال ببراءه لادحرج عيني لطفوليته "أيهما
يوجين؟" زم شفتيه متظاهرًا بالتفكير قبل أن يقول: "هذا غريب! أشعر أني
فقدت بعض ذكرياتي بسبب ضربة ما، لا أظن أن هذا حدث مـ.."
توقفت عن الاستماع لسخافاته
واتجهت للباب الأيمن وطرقته عدة مرات، أجابني الصمت لأزفز وأعيد الطرق مجددًا.
فُتح الباب لأعود للخلف
ويقابلني جسد طويل وقد انبعثت فجأة معه راحة قوية أشبه برائحة الياسمين لكنها عطرية
أكثر.
"أوه! جلنار!" اتسعت ابتسامتي لرؤية تينر جام وردت بدوري " يبدو أنه
الباب الخطأ" ضحك قبل أن يتظاهر بالحزن قائلًا: "لست المقصود بالزيارة
إذًا!".
أشرت بإبهامي للباب الآخر
وقلت: "لكان من دواع سروري ولكن إن لم يفق أحدهم سيصبح لحم مشوي على الفطور،
واندر تنفث النيران في الأسفل" أخرج أوه قصيرة قبل أن يتمتم بأن عليه الإسراع
والنزول أيضًا.
متى صعد لغرفته مجددًا؟ تركته في الاسفل منذ مده.
"تفضلي، سأسعد إن كنتِ
ضيفتي لوقت صغير" قال قبل أن يبتعد عن الباب يدعوني لدخول.
كنت لأرفض بأدب وأتجه حيث
هارليك ولكن منظر غرفته من هنا أوقفني ودفعني بالفعل لقبول الدعوه.
لم تكن كبيرة ولكنها كانت
بالتأكيد خضراء!
الكثير من النباتات
المتسلقة حول أعمدة الغرفة واكثير من أوراق النبات يتدلى من السقف فوق سريرة بينما
زين كل ركن بنوع من الزهور ذات اللون الأصفر والتي كانت السبب الأول في الرائحة
التي تندفع ما إن يُفتح الباب.
"هل أنا الوحيدة التي
تملك غرفة قبيحة؟" هتفت بانزعاج ليربت على كتفي مواسيًا ويقول بينما يتجه
لخزانته المصنوعة من خشب أشبه بجذع الأشجار "لا تنزعجِ كثيرًا، كنت الأخيرة
فقط لذلك وقع حظك مع غرفتك".
النسيم الذي يتحرك في
الغرفة ذكرني بعلوها لذلك اتجهت للنافذة الذي أخذ النسيم يداعب ستائرها بيضاء اللون.
"مازال الأمر
مزعج" تمتمت ولكن تقبلت الأمر نوعًا ما، اتجهت نحو أحد مزهرياته بجوار السرير
حيث تنوعت داخلها باقة ساحرة من الورود العطرة بينما قال هو: "يمكننا تبادل
الغرف إن كان هذا سيشعرك بتحسن" إلهي أهناك من هو ألطف من هذا الرجل؟ التفت
نحوه حيث كان يثبت حذائه ويلتقط كتاب ما يبدو أنه السبب في عودته للغرفة "لا بأس، عرضك
وحده جعلني أشعر بتحسن".
"كاذبة" صاح يوجين
بنبرة غنائية ويبدو أن صفعة واحدة قوية ليست بكفاية.
اتجه تينر جام حيث المزهرية
التي حدقت بها باهتمام وأمسك بها قائلًا: "إذًا إن تركت واحدة منها عند واندر
لتضعها في غرفتك أسيجعل هذا انزعاجك أقل؟" نظرت نحوه بأعين لامعة أكاد أصرخ
بأني موافقة تمامًا ليضحك ويتمتم: "سأعتبرها موافقة".
شكرته بشدة قبل أن يخرج
كلانا من الغرفة، أراد المجيء معنا لإيقاظ هارليك لكن صياح واندر دفعه للنزول
ومحاولة تهدئه أعصابها تارك مهمة إيقاظ هارليك لي.
اتجهت للغرفة الأخرى
وطرقتها عدة مرات ولكن كما توقعت، لا رد، مازال الفتى نائمًا.
فتحت الغرفة بهدوء ليقابلني
نسيم عالي بسبب النافذة التي لابد أن واندر تركتها مفتوحة قبل أن تعود للأسفل.
كانت غرفة هارليك بسيطة
ولطيفة، نافذتين على كل جانب، النافذة على الجانب الأيمن وضع تحتها سرير فردي
بُعثرت وسائده في كل مكان بينما بينهم كان هارليك يغض في نوم عميق بأكثر طريقة كارثية
يمكن لطفل النوم بها.
الجدار خلف سريرة كان يحتوي
على اربعه دروج وضع داخل كل واحد بعض الكتب وقطع أشبه بلعب خشبية وأصيص نبات صغير
يبدو أنه يعتني بها بنفسه ومن الواضح أن تينر جام هو من منحه أياها.
النافذة الأخرى تركت مفتوحه
وستائرها الصفراء كانت تتحرك بفعل الهواء وعلى أطرافها كان معلق إناء اسطواني
لنبات آخر وبجواره إناء آخر مقسوم لنصفين واحد يحتوي على المياه والآخر على طعام وقد
وقف على طرفه طائر ظريف الشكل أكل بعض من الحبوب التي تركها هارليك وعاود الطيران
بعيدًا.
وفي الزاوية مكتب صغير
وبجواره باب للمرحاض ومرآة صغيرة وعلى الطرف الآخر من الباب كان لوح إلكتروني بقلم
ممغنط وقد كتب بخط واضح (المافيا هم أشخاص مهمون جدًا وقائدهم يحظى باحترام كبير
في عالم الأرض) وهذا دفعني لرفع حاجب باستغراب.
التفت حيث هارليك وناديته
بصوت هادئه حتى لا يستيقظ مفزوعًا ولكن لا حياة لمن تنادِ.. الفتى فاقد للوعي وليس
نائمًا.
اتجهت نحوه وحركت جسده بخفه
أحاول دفعه للنهوض "هارليك عليك النهوض واندر تتوعد لكـ.. " لم أكمل
جملتي لأن المسكين قفز فجأة ناهضًا ليجلس وعينيه شبه مغلقه قائلًا بصوت مبحوح: "أنا... مستيقظ.. مــ.. ستيقـ.." لم يكمل جملته قبل أن تترنح رأسه ويقع
نائمًا مجددًا.
إلهي الآن فهمت سبب غضب
واندر.
تنهد يوجين بملل واتجه
لسريره قبل أن يمسك بملاس هارليك ويرفعه بيد واحد من فوق السرير لأصيح به: "برفق أيها الأهوج" دحرج عينه ووضع هارليك الذي استيقظ بسرعة مصدومًا ينظر
حوله.
ظننته سيفزع لكنه وقف على
قدميه وفرك عينه قائلًا: "شكرًا سيد يوجين" حسنًا هذه ليست رد فعل لشخص
أيقظه شبح لتو.
التفت ينظر حوله لتقع عينه
علي لابتسم قائلة: "صباح الخير" حدق بي ببلاهة لثوانٍ قبل أن ينظر حوله
ويعاود النظر لي.
اتسعت عينه بإدراك وصاح: "إنتي في غرفتي؟" ضحكت وأومأت قائلة: "إما أنا أو واندر وحذائها
اللامع" تسعت ابتسامته بسعادة وركض ناحية المرحاض بينما يصيح :"لا تذهبِ
سأغسل وجهي وآتي على الفور، اجلسي حيث تريدين".
وها هو يستعيد نشاطه، تنهدت براحة وحاولت ترتيب سريره ووضع وسائده في مكانها الصحيح والتقاط بعض الأغراض من
فوق الأرضية وأرتبها فوق مكتبه.
عاد مجددًا بينما يعاني مع
قميصه وشعره مبعثر وفوضوي "إنها مرتك الأولى في غرفتي صحيح؟ هذا رائع، فكرت كثيرًا
في دعوتك لقضاء الوقت معي أنا والسيد يوجين ولكن تراجعت عن الفكرة فقد بدوتِ
مشغولة جدًا، أليس المنظر مدهشًا من هنا؟ انظري أضع بعض بقايا الطعام هنا حتى
تتمكن الطيور والمخلوقات المسكينه من تناولها، أوه شكرًا لترتيب سريري ما كان عليك
ذلك، إلهي ماذا حدث لك؟ لما تبدين وكأن إعصارًا ضرب بك؟ أهذا الشيء الأزرق دماء؟ أنظري
هنا هذا الكتاب أخذته من المكتبة مؤخرًا يتحدث عن كيفية ضبط النفس انهيت نصفه لابد
أن يساعدني عندما أتحول و لدي مكتب خاص أيضًا أضع علـ..."
تنهدت ولم أحاول إيقافه وبدوت
مستمتعة بحديث لوهله قبل أن اتجه نحوه اساعده في ثني ياقة قميصه وترتيب خصلات شعره
بهدوء وأومأ له كلما سأل عن رأيي في شيء يخص غرفته.
"هارليك" قلت
ليتوقف وينظر نحوي وقد شعرت انه الوقت لإيقافه بما أن يوجين بدأ يضرب رأسه بالجدار
"ماذا قصدت بتقضية الوقت مع يوجين؟"
اتسعت ابتسامته مجددًا وقال: "السيد يوجين كان يأتِ بين الحين والآخر ولهذا جلبت هذا اللوح حتى يتمكن
السيد يوجين من قضاء الوقت معي وتعليمي كل شيء عن البشر وعن حياته العظيمة".
ارتفع إحد حاجباي تلقائيًا
والتفت أنظر ليوجين بنظرة فهم معناها "ماذا؟ هل ظننتي أن وقتي بعيدًا عنك
أقضيه في النوم؟ من الممتع أحيانًا قضاء الوقت معه" إلهي لا اصدق أنه لم يخبرني
حتى "قضاء الوقت معه أم تسلية نفسك؟"
سألت مشيرة برأسي نحو اللوح
وقد فهمت الآن من كتب الجملة السخيفة "حقًا يوجين؟ المافيا؟" دحرج عينه
وقال: "ماذا؟ فكري معي، لابد أنني من المافيا، لابد أنني زعيم لعصابة ما أو ربما أحد أبرز أفراد الياكوزا، وإلا
كيف لي تذكر أصوات طلقات النيران أو كيفية تصميم سلاح ما؟"
كتفت ذراعاي وسخرت منه
قائلة: "الياكوزا؟ وماذا سيفعل فرد من الياكوزا في مانشستر أيها العبقري؟"
ظل هارليك يحرك عينه بيني وبين المكان الذي انظره له حيث يقف يوجين وسأل بهدوء
"ماهي الياكوزا؟".
اخذت نفسًا وربت على رأسه
قائلة "ليس عليك تعلم أشياء كهذه، لا تستمع لهذا المهرج".
تحرك يوجين ناحية اللوح
واخذ القلم وكتب بخط كبير "درسنا القادم سيكون عن الياكوزا أيها المذياع"
إلهي أيملك عقل طفل في الحاديه عشر؟
صاح هارليك بسعادة لأحرك
رأسي يائسة "لا تستمع لكل ما يقوله هارليك، إنه لا يتذكر شيء عن حياته لذلك
لا تحفزه بتصديقك له".
اتسعت عين يوجين وصاح بتذمر: "لما تصرين على إفساد متعتي أيتها المزعجة" نظرت لهارليك الذي حدق نحوي
بعين متسعة وقال بنبرة خالجها بعض خيبة الأمل: "ألم يكن رئيس مافياي كبير على
الأرض؟" إلهي يوجين..
حدقت لعينه التي تنظر نحوي
بحزن والتفت ليوجين الذي كتف ذراعه بنظرة حادة لاتنهد وأقول: "لا أعلم.. ر..ربما
كان.." أخذت نفسًا ونظرت بعيدًا وقلت بملل: "ربما كان رئيس مافيا"
كيف لي إفساد أحلام وخيالات هذا الفتى، تبًا لك يوجين.
"أنها مـــافــيا أيها
المذياع" قال يوجين بينما كتبها على اللوح بوضوح وبحروف كبيرة وقد عادت
ابتسامة هارليك لتصبح أكثر إشراقًا.
مافيا أو ياكوزا أو حتى
عصابة في الثانوية ليكن ما يريد أن يكون هذا الأحمق، لا أظن أن هذا سيضر أحدهم.
"حسنًا لا يجب أن نضيع
وقتًا أكثر من هذا، علينا النزول للأسفل، أنت.." أشرت لهارليك قبل أن ادغدغه لينفجر
ضحكًا ويحاول الهرب.
حملت جسده فوق كتفي ليصيح
مستمتعًا بينما قلت بنبرة متضخمة "لدينا سيدة غاضبة علينا إعادة رهينتها
الزرقاء حتى لا تفقد أعصابها" ظل يقهقه بينما تدلى جسده من فوق كتفي ليصحيح
يوجين "ربما على رجل المافيا إيقافكما" اتسعت ابتسامتي مستمتعة بقهقهة
هارليك "أوه تبًا، رئيس المافيا يحاول إيقافي، علينا الإسرع" صرخت
لتتحول ضحكات هارليك لصياح مستمتع بينما بدأت الهروب من يوجين والخروج من الغرفة.
هذا طفولي جدًا وسخيف
ولكن.. أنه ممتع، الركض فوق الدرج وانا أحمل جسد هارليك فوق كتفي وصوت ضحكاته تملأ
الأرجاء ويوجين تحول لآخر سخيف ومتقمص لشخصية رجل عصابه ما يلاحقنا بمسدسه الضخم.
كل هذا كان يشغل بالي ويزيح
أي أفكار أخرى سيئة لا أريد التفكير فيها.
لم يتنسَ لي أبدًا اللعب
هكذا مع لوريندا منذ أن كانت طفله لذلك أشعر بالسوء كثيرًا، كان علي أن أكون أخت
كبرى أفضل مما كنت عليه.
توقف ثلاثتنا عند درج
الطابق الخامس عندما كدت أصطدم بظهره، حدقت في أتريوس الذي كان منشغلًا في جمع شعره الرطب لأعلى وما إن
فرغ حتى نظر نحونا.
اللحظة التي تلاقيت عيني به
شعرت بذاك الضيق في صدري يعود مجددًا، ولوهلة شعرت أنني أنظر لعينين ذاك الطفل
الذي تمسك بيأس بوالدته حتى لا تبتعد عنه.
ارتفع حاجبه عندما طال
تحديقي به لأجفل بخفة "يمكنك أخذ صورة، تدوم أطول". زممت شفتي بإحراج
ووضعت جسد هارليك أرضًا.
"لقد فاجأتني ليس إلا"
تمتمت متجنبة النظر لعينيه "حقًا؟ وما المفاجئ في تواجدي في طابقي
الخاص؟" هبط كتفي بملل ونظرت نحوه منزعجة "ألا يمكنك تمرير الأمر دون
جدال لمرة في حياتك" تسلقت ابتسامته المستمتعة وجهه "وماذا إن لم أفعل؟"
إلهي العزيز!
"أظن أنني سأسبقك
للأسفل" همس هارليك بعد أن حدق بكلانا وركض نحو الدرج بسرعة وكأن أتريوس سيمسك
به في أي لحظة.
"تبدين في حالة يرثى
لها" علق على مظهري لابتسم قائلة: "عليك رؤية الرجل الآخر" اتسعت
ابتسامته الصغيرة ولثوانٍ كان يمكنني رؤيته..
ملامح كريستفور فلورمان،
كان الشبه موجود بالفعل ويصبح أقوى كلما ابتسم أتريوس وهذا دفع الشعور بالحزن
مجددًا يسيطر علي.
"الرجل محق، خذي صورة
ستدوم أكثر" لا أظن أن علي قول من صاحب الجملة ولكنه محق بدأت أحدق في أتريوس
كثيرًا وهذا يثير الريبة.
"على أي حال، سأذهب
لأخذ حمام، أراك لاحقًا" تهربت قبل أن أقوم بشيء أحمق وتخطيت جسده في نية لذهاب
لغرفتي لكنه أمسك بمرفقي موقفًا جسدي وهذا دفعني لحبس أنفاسي.
لطالما كنت جيدة في إخفاء
الأمور، ماذا يحدث بحق الإله.
"ماذا يحدث معك؟"
ابتلعت وتجنبت النظر نحوه "أنه محق، ماذا يحدث معك؟" مال يوجين ينظر
نحوي مكررًا ذات السؤال، نعم بالضبط ما ينقصني حتى أتمكن من ضبط أعصابي.
"ماذا تقصد؟" أجبت
بسؤال متظاهرة بالبراءة ليحدق بوجهي بصمت وهذا دفع التوتر ليرتفع داخل جسدي وفي المقابل
ضيق يوجين عينه بعد تصديق "أعرف هذه النبرة جيدًا جلنار، أنتي تخفين شيء عني"
صاح يوجين وأردت صفعه ليصمت لثوانٍ ولكني أدركت فجأة أن إخفاء الأمر عن يوجين هو
أكثر سوء من إخفائه عن أتريوس.
اعتدت قول كل شيء تقريبًا ليوجين
وهو الوحيد الذي يقضِ كل وقته حولي لذلك كيف بحق الإله سأمنع نفسي من الحديث
أمامه؟
"أنتِ تخفين شيء
ما" قال أتريوس بتأكيد اكثر من سؤال لكنني حبت أنفاسي وقلت: "بحق الإله
توقف عن الإرتياب، ماذا سأخفي؟" ارتفع حاجبه ساخرًا وأجاب: "حقًا جلنار!
أعلي تعداد ما أخفيته دائمًا عن الجميع منذ مجيئك؟" زممت شفتي وتمتمت
"لا، لاتفعل".
سحبت ذراعي من بين قبضته
وواجهته بأكثر وسيلة تمالك لنفس وقلت وانا أنظر لعينه بثبات "لا شيء أخفيه أتريوس،
أيمكنني الذهاب الآن؟".
كان عقلي يصرخ بكاذبه، او
ربما كان ذلك يوجين، لا فرق في هذه حقيقة.
تقدم أتريوس لأتراجع للخلف
بحذر حتى اصطدم ظهري بالحائط ليسند كف يده بجوار رأسي يحاصرني بينه وبين الحائط
واقترب مني هامسًا بأكثر طريقة مثيرة للفزع "أن اكتشفت المصيبة التي تخفينها
قبل أن تخبريني أنتِ، لا تلوميني حينها".
ابتلعت وأردت أن أصرخ أن
المصيبة هي أنت!
ولكنني حدقت لعينه بعنين كاذبه
وقلت بصوت ثابت: "أنتهيت؟ سأذهب الآن" وفي ثانية انحنيت اسفل ذراعه وانطلقت
أنجو بحياتي نحو غرفتي.
هبطت الدرج بينما أشعر
بقلبي ينبض بسرعة، كان هذا وشيكًا!
"ماذا يحدث معك؟"
توقفت عندما توقف يوجين أمام وجهي وشعرت بنظراته أشبه بسهام تقتلني
"لاشيء" قلت وحاولت تخطيه لكنه تحرك بسرعة يمنعني من الحركة "هذا التعبير
لا يبدو كلا شيء".
إلهي من سيخلصني من تحديقه
الآن "يوجين أنا حقـ.." توقفت عندما تسلل لأذني صوت ما.. فتاة ما.
"أنتي ماذا؟"
اشرت ليوجين بالسكوت أحاول تبين مصدر الصوت، فلا يوجد سوى فتاتان آخرياتان في
المنزل واحدة نزلت منذ مدة والأخرى لازالت تصيح بتذمر بسبب أهمالنا.
"لقد تمت الجنازة على
أكمل وجه لا تقلق، وسيتم الاهتمام بعائلته جيدًا سيدي".
وقفت أمام الباب الذي لم
يكن مغلق بالكامل وهذا سبب تسلل الصوت خارجًا، صورة مرئية لإمرأة ما كانت هي مصدر
الصوت.
"حسنًا، هذا جيد،
شكرًا لك دايلن للاهتمام بالوضع عوضًا عني" ارتفع حاجبي مدركة أن المتحدث
جوزفين، في المقابل أجابت المرأة بنبرة أقل رسمية عن الأولى وقد بدت متعاطفة نوعًا
ما "لا داعٍ لشكري أنه واجبي.." سكتت لثوانٍ قبل أن تقول: "تعازي
جوزفين".
ارتفع حاجبي بشدة، لما التعزية؟
لم يبدو جوزفين وكأنه فقد أحدهم أبدًا!
الصمت جال لثوانٍ قبل أن يصدر
صوت جوزفين جامد وهادئ قائلًا: "شكرًا لك". تليها صوت رنة أعلنت عن
انتهاء المكالمة بينهم.
ظللت مكاني لا أعرف ما علي
فعله بالضبط.
أهذا شيء علي التدخل فيه؟
يبدو أن جوزفين لم يظهر ما يحدث معه لسبب ولكن..
زفرت واحساس الذنب كان
يخالجني ما إن فكرت في ترك الأمر كما هو والرحيل لذلك امددت يدي دون المزيد من التفكير وطرقت باب غرفته.
كان بإمكاني رؤية ظهره من هنا
وإجفاله لطرقي لكني تعمدت النظر بعيدًا حتى لا ينزعج من الأمر.
"جلنار!" ارتفعت عيني
نحوه وابتسمت بسرعة ملقية تحية الصباح، بادلني بواحدة صاحبتها ابتسامة لطيفة ولكن
لم يكن من الصعب تمامًا إخفاء إحمرار عينه الواضح.
حدق كل منا بالآخر في صمت
غريب شعرت من خلاله أنه حقًا يريد البقاء وحده ولكن يبدو في هيئة غير معتادة،
بدا مرهقًا.
"أتريدين الدخول؟"
كان من الواضح أنه لا يريد مني الدخول لكني أومأت ليتنهد ويبتعد عن الباب سامحًا
لي بالمرور.
أول ما وقع عيني عليه كانت
البزة العسكرية المطوية بعناية فوق سريره، وفوقها العديد من المادليات التشريفيه.
"إذًا... أهناك سبب
حتى تشرفني الرئيسة بزياره خاصة اليوم؟" قال ممازحًا ولكن لأول مرة اشعر أنه
حقًا يصطنع كل جملة يقولها.
أم أنه كان يصطنع منذ البداية
ولم ألحظ سوى الآن؟
"آخذ جولة في المكان
فيبدو أنني اكتشفت أن غرفتي أسوأ شيء في هذا المنزل" لا أعلم لما بحق الله
جاريته بمزحه ولكن لم اعتد أبدًا التفاعل مع جوزفين بشيء غير المزاح.
"أوه! اكتشفتِ هذا
الآن؟" ضحكت لسخريته وقلت: "لا تتحدث وانت من توسلت لتخلي عن غرفة
زوندي" حدق بي لثوانٍ قبل أن يمسح وجهه بضيق مصطنع ومتقن جدًا قائلًا: "تبًا اردت من هذا الأمر أن يندثر مع هذه الحرب".
لم أستطع سوى الضحك ليبادلني
ضحكه مشابه، يبدو تمامًا كمن لا يريد مشاركة أي شيء يخصه لذلك تنهدت وقلت
"ننتظرك في الأسفل" حدق بي لثوانٍ قبل أن يومئ مبتسمًا.
تحركت نحو باب غرفته لكني
توقفت بينما شعور الانزعاج لا يتركني وشأني.
"هل أنت بخير؟"
التفت بحزم ونظرت لعينه
بثبات وقد مسحت أي أثر لابتسامة مصطنعة على وجهي، بدا متفاجئ لثوانٍ وكأنه لم
يتوقع سؤالي لكن ما لبث حتى بدل تعبيره لواحده منزعجه وقال ممازحًا: "لقد
عرفتي واحدة من قصصي المحرجة كيف لي أن أكون بخير؟"
لم أقل شيء في المقابل
وبقيت أنظر له بجدية وحاجبين معقودان لتسقط تعبيره بهدوء وتبقى ابتسامة صغيرة على
وجهه "أنا بخير جلنار، شكرا لاهتمامك".
تبا لك، كل شيء فيك يصرخ
أنك لست بخير.
"أنا معجبة بحبك
للحفاظ على خصوصياتك جوزفين ولكن.. عليك أن تعرف متى ستكون في حاجة لأحد ما لتفضي
له بما أصابك، يمكننا التماسك لوقت طويل ولكن كلما زاد كتمانك زاد الضرر.."
صمت لثوانٍ اراقب عينه التي
هربت تنظر نحو البزة فوق السرير "ربما لست الشخص الذي يشعرك بالراحة، لكن
أتنمى أن تجد واحدًا، أن لم تجد فبابي مفتوح دائمًا".
تنهدت عندما لم أرى أملًا قد
يدفعه للحديث معي والتفت اتجه للخارج..
"فقدت أحدهم".
تجمد جسدي لجملته ونبرته
الجامدة
"لقد فقدت أحدًا.. لقد
كان عزيزًا، ألبرت كان عزيزًا". ارتجفت نبرته في النهاية وتلك كانت المرة
الأولى التي أرى جوزفين مدمرًا حقًا.
"أكان صديقك؟"
سألت في محاولة لدفعه للحديث قليلًا.
أومأ وبدا وكأن طاقته التي
اختزنها ليقف ويتحدث معي بطبيعيه اختفت ليجلس فوق سريره وتمدت يده ممسكًا بواحدة
من الشارات.
"لقد كان الشخص الوحيد
الذي يجعل وجودي داخل القصر محتمل، كان الشيء الوحيد الذي يمكنني العودة له"
قال وحاول ابتلاع غصته، اتجهت حيث المقعد بجوار سريره وجلست مقابلًا له..
"لم أحضر حتى جنازته،
فكرة عودتي للقصر دون وجوده حولي تجعل التنفس صعبًا، لقد مات مدافعًا عن ذاك القصر
اللعين، ليت القصر احترق وعاش ألبرت". يمكنني التأكد الآن من نظريتي، جوزفين لديه
اسراره الخاصة، ويبدو أن وطنه ليس واحده من الاسرار الجيدة.
كان من الواضح وجود نوع من
الجو المشحون بينه وبين ملك المتنكرين أو كما فهمت والده! تلك لم تكن مقابلة أب
وابنه.
"لقد مات شجاعًا جوزفين،
ربما ليست بالمواساة الرائعة ولكن.. انا على يقين أنه لم يفكر مرتين عندما اندفع
لحماية ذاك القصر، القصر الذي انتظر عودتك له يومًا". ارتفعت عينه نحوي
بسرعة.. حمراء لامعة بفعل الدموع التي حاول منعها..
"لا أعلم أي حياة
تعيشها جوزفين لكن أعرف تمامًا من تكون مهما حاولت إخفاء ألمك وخوفك.." امسكت بيده التي تمسكت بالشارة ونظرت لعينه قائلة: "سيمر، لانك قوي ولان الكثير
من الأشياء مرت وستمر، هذا الألم سيمر وستبقى ذكرى صديقك معك وستأخذه بثأره وتنهي
هذه الحرب.." ابتسمت بثقة وأردفت: "سنأخذ جميعًا بثأره".
نظر نحوي بهدوء وحزن لا
يناسب جوزفين أبدًا "شكرًا لك، أنا حقًا ممتن لاهتمامك جلنار بالرغم من ما
تمرين به". حاولت تلطيف الأجواء قائلة: "لا تقلق، اترك كل شيء علي وسأعيد
مزاجك كما كان يا رجل".
أومأ مبتسمًا لتهدأ تعابيري
وضغطت على كتفه قائلة: "سأمنحك تعزيتي الخالصة فقط عندما ننتقم لصديقك، لذلك
خذ وقتك وانهض، لدينا حرب لنفوز بها".
وضع اخيرًا ابتسامة تليق به
ومسح وجهه "انت محقة، سأفعل، سننهي هذه الحرب".
نهضت من مكاني وقد قررت ترك
مساحة لجوزفين قليلًا وخرجت متجهة لغرفتي لآخذ حمامًا..
في الواقع لم أتمكن من
الحفاظ على تعبيري أكثر من هذا فحديثي مع جوزفين جعلني أدرك مجددًا أن الإريبوس
مازالوا يسبقوننا بخطوة..
تمكنوا من الوصول لأكثر من
مملكة والتسبب بأضرار سيئة.. هذا ليس بالأمر الجيد.
وهكذا انقضى استحمامي كله
وانا مستغرقة في التفكير أحاول تبين الخطوة القادمة والتي علي أخذها بحرص.
لكن كل ما اعرفه ان الأيام
القادمه ستمضي بهدوء في تدريبات الفرسان وسأحول قدر الإمكان التنقل بين الأكادمية
وقصر الأميرة في سبيل التحرك بثبات.
أو هذا ما ظننته!
أن تمضي الأيام بسلام لا تبدو
تمامًا جملة مناسبة لمجموعة مثلنا.
كيف تحولت أيامي الهادئة الى
هذا في غضون يومين؟
واقفة بين أتريوس وهذه المرأة
كالحمقاء أحدق في كلاهما بينما حدق كل منهما بالآخر..
لا يبدو هذا صحيحًا! أقالت
لتو أنها
"لامارا فينسيا
اركستوراي"
لما يبدو هذا الأسم مؤلوفًا
جدًا؟ ولما تتملكني رغبه قويه في الصراخ قائلة: أتريدان كأس من الليموناضه الباردة
يا عصافير الحب؟
******************************************
اخيرااااا
ياخي حاسه اني بتنفس الصعداء اكتر منكم... الفصل ده منحوسسسسس
بخوروا بعد ما تقرأوا..
أحداث الفصل مش أكتر حاجه عجباني بما أني كتبتها وقت فقدان الشغف وحاولت قدر الإمكان أعدل عليها عشام تناسب الأحداث الي كنت نسيتها.
قفلة الفصل هترجع سؤال ياما أتسأل..
مين فينسيا؟؟؟؟؟؟
قربنا جدااا من الإجابة.
المهم أحب أبارك لنفسي وأبارلكم عودة الوراية كده وعودة الفصول الجديدة..
فصل يوم الاحد هيكون نوعًا ما أقصر من فصل يوم الخميس على ما أتذكر..
مش متأكده..
اسفه لتأخير التنزيل وشكرًا لانتظاركم وصبركم
لوف يو
باي
اول
ردحذفثاني تعليق واخيرااا نزل الفصل 💃💃💃💃💃💃
ردحذفاول تعلييق 😭😭 جاري القراءة ، لسى سهرانة 😭
ردحذفرحله خمس سنين😭👌
ردحذفياخ ما قادره أصدق انو فعلا البارت مستنيه من خمس سنوات 🥺🥺
ردحذفشكرآ إسراء ❤️❤️
ولو متأخر المهم أن الفصل نزل ولقد عدنا🎊😏👍
ردحذفاخيراااا حرفياا فصل منحوس ..بس رائع والله ...اخيررااا تحقق حلمي بعد ما فقدت الامل و شفت باقي غرف الفرسان او تخيلتهم بالاصح .....دي عايزة زغروتة بجد 😂😂😂💃💃
ردحذفاخيرا هعرف مين فينيسيا دي
ردحذفاعتقد انو فينيسيا هي أول بت اتريوس صارحها بحقيقتو وذكرها لمن جلنار عالجتو ف اعتقد ردت فعلها كانت مو حلوه
ردحذفاييييييي اكرها لأن اتريوس حتى ذكرها كمان لمن واندر قالت له انو يكون منفتح مع جلنار ف قلها تذكرين لمن انفتحت ما أحر حد شو كانت النتيجه ف اعتقد انو كان قاصد فينيسيا + لمن قال انو آخر حد نظر لي عينو قال انو شاف فيها الموت اكيييييييد قاصد فينيسيا كرهتها قبل ما اعرفها
القفلة 😭😭😭😭 ليييش كذااا اتخلص من فضول يجيني فضول اسوى منه 😭😭😭😭 ايش يصبرني للاحد الحين بنجللط 😭😭😭
ردحذف❤️❤️❤️❤️❤️
ردحذفعفوًا مين؟؟؟؟؟؟؟
ردحذفمش عايزة اقرأ عايزة احوش الفصل لحد ما ينزل اللي بعده 😭😭❤️
ردحذفلقد هرمنا خمس سنين لأجل هذا الفصل 😭❤️
ردحذفمبسوطه أنك بدأتي تذكري أن باقي الفرسان مش ضعفاء وكل واحد له ميزته اللي بسببها اختارته التوبازيوس ده اولا ثانيا اي القفله دي بجد 😢
ردحذفالفضوول مين فينيسيا
ردحذفكنت مفكره فينيسيا ميته 🤔
ردحذفحتى انا 💜
حذف+١
حذف+1
حذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفاخيرا تنهيدة ارتياح جماعي حاسة شعور انتي طلبت حاجة وصار في خطاء وضل الطلب عند المصنع مغلف بكارتونه مركونه تراكم عليها الغبار السنين حرفيا بس الي جوا الكارتونه جديد وبعد عناء انتظار وصلت الكرتونه الي حلمي بيها وحبي لها ما نقص اله زاد اضعاف 💜
ردحذفشكرا على المجهود الي بذلتيه رغم كل شي متحمسه للقادم بالتوفيق 😍😍😍😍😍😍😍😍😍
ردحذفاخيراً حلم جلنار تحقق بصفع يوجين😂💜
ردحذفجد شكرا على مجهودك وتعبك واخيرا الفصل كنا نستنا💞❤️😍😍😍❤️🩹
ردحذفاخخخخ اخيرااااا، فصل جديد بعد سنين، والله حبيت زوندي بهاد الفصل😭❤️🔥 حبيت انو جوزفين فتح لجلنار. صراحة جلنار لازم تقول ليوجين عن يلي صار معها، كل ما تطول وتخبي عنه الموضوع كل ما بحس علاقتهم بتتفكك.
ردحذفقبل ما اقرا بس... يا ناس! نحن كم لبثنا من أجل هذه اللحظة؟ اوووووو. الحمد لله لي ماراح دعاي وأملي هباء😭😭
ردحذفاحنا شفنا غيره اتريوس الفصل الجاي
ردحذفغيره بنتنا جلنار شكلها هتظهر 😭❤️ baby im jealous
ياويلي أنا مش عايزه الفصل يخلص ياخي الايام بتمر علي بثقل وانا استنى الفصل ينزل بستنى الاحد بكل ثانيه من لما أخلص 😭💃🏻وفينيسا أنا كارهيتها قبل اعرفها مدري لي 😭😂وياخوفي ترجع تدور ورا أتريوس وقتها إذا جلينار ما اعدمتها أنا بعدمهم الثنتين🙂👍🏻😂والفصل جميل جدا جدا الحلو انك ذكرتي شخصيات زمان زمان عنها وحبيتها جدا ضل تينر جام ولافيان احسهم أكثر اثنين لحد هسا في غموض بشخصيتهم واضن المرات الجاي هتكون عن جوزفين وياا أنا متحمسه كثير ويارب روايتك تصير روايه عالميه لانه جد تستحق الشهره😭🩷🩷🩷احبك إسراء 🥹🫂🩷🩷
ردحذفالفصل روووعة بس دايما الشخص المبدع بيحس ان عمله غير مكتمل ... والفصل ضحكت فيه ضحك السنين وعيطت بسبب جوزفين وفى انتظار كل بارت على أحر من الجمر 🖤🤍
ردحذفلقد مرت أربع سنوات
ردحذف(تلاتة ونص بس عشان الدراما)
أربع سنوات هرمنا فيها من أجل هذه اللحظة 😭😭
اليوم ده يتسجل في التاريخ، أخيييرًا الفصل نزل أخيرًا قرأنا أحداث جديدة لتوبازيوس لأول مرة من سنين!
الي زاد طعم للفصل هو وجود زوندي
شخصية مخدتش حق كبير في الظهور بفاعلية ومشفناش جدية قتالية كبيرة ليه لدرجة استهانة الواحد بمهاراتو القتالية الصادمة
فالي هو حاجة جديدة بجد حاجة مقرأنهاش قبل كدا حاجات مكنش عندنا فكرة عنها وجانب جديد للشخصيات
حاسة بسعادة عالية دلوقتي نقدر نقول رسميًا توبازيوس رجعت ✨✨
بانتظار الفصول القادمة علي أحر من الجمر وكل التشجيع والتقدير لإسراء عشان أكيد ولو في مسودات الموضوع مش سهل بعد الإنقطاع الطويل ده بالذات لأسباب كتير 💙💙✨
يا حبيبتي يا إسراء احنا اصلا من حبنا ليك و للرواية و تعلقنا بيها ممكن حماسنا غطى على مشاعرنا و على كلامنا الموزون شوية لكن الحقيقة نحن نقدر مجهوداتك و تعبك و نعلم جيدا ان حياتك لا تقتصر على الرواية فقط و اذا جيت يوم و قلت ان دراستك اهمتليها لا قدر الله صدقا سيكون حزننا اضعاف حزننا على الرواية الانسان بطبعه طماع لكن طمعنا نحنا و الله من حبنا ليك و نقدر تعبك و حياتك و الغربة لوحدها و الله تفسد المزاج و الاعصاب انا مغتربة كمان و الله احيانا بقعد في فرشتي طول اليوم و لولا انه موجود جوزي كنت بطلت قوم او اعمل حاجة و نعتذر عن ضغطنا عليك يا حبيبتي بس نصحية صغننة بلاش في يوم من الايام توقفي كتابة لانه و الله يجي يوم تندمي عليها حتى لو ما نشرتي او احد قرأ اللي انت تكتبيه المهم انك تكتبي و تعبري كنت بأول حياتي مثلك و كنت عم اكتب من ورا امي لأنها كانت رافضة هالشيء و بسبب إهمال صحابي اللي كنت اخبي كتاباتي ضيعوها و شوي شوي بدات اتوقف عن الكتابة لحد الساعة ندم مش طبيعي و كلما شوف كراسة و قلم و الله قلبي يدق كأني شفت حبيب غايب عني من سنين
ردحذففخليك قوية لما تحسي حالك تعبتي اعملي فاصل صغير أو كبير مش مهم المهم انك ما توقفي كتابة عشان الله مخك ماشاء الله عليه حرام يضيع هباءا تمام
و الله احبك زيادة كمان عن الناس لانه اسمك على اسم ابنة اخي و تقريبا انا مربيها على أيدي و لو ربي رزقنا اولاد مستحيل احبه زي ما حبيتها و لاني عندي تقريبا عامين بالغربة فشوقي ليها كل يوم عم يزيد يعني اهتمامي بيك مش بس عشان الرواية لأ دانت حثة ثانية خالص يمكن زي بنتي ماشي
ربنا يسعدك و يسعد قلبك و يرزقك و يعطيك من نعمه لحتى ترضي
❤❤❤❤❤❤❤❤
ردحذفاخييررا ..فصل أكثر من رائع لمس قلبي سو ثانك يو اسراء
ردحذف❤️❤️❤️❤️❤️❤️
ردحذفعااااا فينسيا!!!!! 😨😭😭
ردحذفيممهه قربنا نعرف مين هي اوميقاد
-
وحبيت الفصل اخذنا جوله بغرف الفرسان هههههه
-
ذيطحغيتذنخمت غرفه زوندي طلعت صدج رهيببهه! ياليت عندي زيها
وزوندي صدمني برضو ماتوقعته بهالقوه حبيت
-
كككيييوتتت لما جلنار حملت هارليك وقعدت تركض ويوجين يلاحقهم 😞😞😞💗💗💗💗 لطييفييييينننننن ما اتحممللل!!!
وناسه اخيرا جلنار ضربت يوجين 😭😭😭😭😭😭😭
ردحذفبردت خاطري فيه هههههههههههه
من الان كلنا نكره فينيسا✌️
ردحذفنحنا نكرها من زمان اصلا
حذفصحيح الفصل مش مليء بالأحداث لكن عطانا نظرة عن زوندي يلي ممكن كان مهمش وجلنار في حد ذاتها مكانتش تعرفو وقريبة منو متل اغدراسيل مثلا وهارليك ، تعاطف جلنار مع جوزفين وتفتحو معاها يعتبر تقدم كبير في علاقتهم ، هذا بغض النظر عن تهرب جلنار من اتريوس بعد معرفتها بالحقيقة مع انها بالامس أبدت تفهمها وبالطبع كما تم ذكره ليس من السهل التقبل، الفصل المنظر نزل وده خطوة كبيرة ليك ولينا لذا شكرا كبير لجهدك ولوعدك ولاصرارك على ادخال السعادة لقلوبنا ، حتى لو كان الفصل قصير وبأحداث رتيبة لا بد منها فنحن شاكرين لك وما عليك على تعليقات الناس المتحمسة ازاء تأخر التنزيل ،أكيد متفهمين انشغالك وظروفك بس لازم نعذر بعضنا شكرا مرة أخرى
ردحذف♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
ردحذفقفلة واعرة 🌚👀
ردحذفأجواء في هذا الفصل 🫠🫠
ردحذفحسيت كأن لو كان أحد الفرسان راح يمو.ت مستقبلا فيمكن يكون زوندي من إستعمالو لطاقة
🥰🥰🥰
ردحذفيتم الموت من الحماس
ردحذفيتم الموت من الحماس
ردحذفقعدت خمس دقايق ابحلق في البداية من كتر ما انا مش مصدقة ان خلاص بارت جديد بعد كل السنين دي، بجد كان عندي كمية شعور بالرهبة فظيعة، اللي هو دا بجد؟!! اللي انا شيفاه دا بجد ؟!! بس بعدين بدأت اقرأ اللي هو انا حرفيا كنت بصيح مع كل حرف بقرأه لاني فعلا مكنتش مستوعبه اني بقرأ فصل جديد، غير زوندي ؟!!!! حرفيا انا طول الجزئية بتاعت زوندي عمالة اقول هو دا زوندي بتاعنا بجد ؟!!! اللي هو دا بجد زوندي ؟!! زوندي؟!!! حرفيا انا كانت نظرتي و تخيلي لزوندي مختلف تماما و لما قرأت البارت دا نظرتي ليه اختلفت مليون مرة، مش عارفة ليه بقى شكله بالنسبالي زي الكيان بتاع ديث نوت، المهم ان انا لسه لحد هلأ مش مستوعباه، ولا قوته ولا طريقة قتاله و لا حتى ردوده ، بجد عسل بطريقة، غير غرفته اللي كنت هموووت و اعرف عاملة ازاي، اصلا غرفهم كلها بجد كنت هموت و اعرف عاملة ازاي، غرفة تينر جام نثمثم بجد جميلة اوووي يمكن كنت اتمنى ان يكون عندي غرفة زيها بس خوفي من الحشرات هو المانع الوحيد لان مادام في نبات يبقى في حشرات 😭😭😭، المهم غرفة هارليك بردو لطيفة مرة حقيقي، لما جلنار ضربة يوجين بجد ببكي المسكين وقع في فخها، تهرب جلنار من اتريوس بمووت و انا اللي كنت فاكرة انها خلاص هتبقى جريئة في علاقتها معاه بعد معرفت حقيقته كامله، يا روحي جوزفين بجد بكيت عليه بعد مكنت مبتسمة و سعيدة خاصة بعد مومنت جلنار مع تينر جام السكر بجد تينجر جام انسان في قمة الروعة، ما راح اوافيه حقه في المدح بالله، المهم عودة لجوزفين ما توقعت صراحة يقول لجلنار عن رفيقه بس دا خلاني احس بقد ايه هم بجد بيقربوا من بعض اكتر، مسكين جوزفين حقيقي لو كنت مكانه ما كنت راح استحمل و اكمل الحرب كله الا العزيز، في النهاية ظهور فينسيا اخيرا، كنت فكراها ماتت اصلا بس طلعت عايشة مش هحكم عليها من غير معرفها و مش هكرهها علشان ممكن تكون مظلومة او انسانة كويسة بس مكنتش صراحة اتوقع ان الجزء التاني من حياة اتريوس اللي اديت مش رضيت تحكي عنه لجلنار هيظهر بسرعة كده، البارت خلص في ثواني ( هو خد مني ساعة تقريبا او اكتر قراية بس الاحساس كان انه خلص في ثواني ) لما وصلت للاخر كنت اللي هو ايه خلاص كده بجد ؟!! ، مكنتش عاملة حساب انه هيخلص 😭😭😭 ، بس بجد ابداع، حقيقي جميل و خفيف على القلب كان مليان من كل الجهات، قتال مع زوندي و توضيح حياة زوندي و غرف الفرسان مومنت جلنار و تينجر جام و تعليقات يوجين، الضحك و اللعب مع هارليك، و الحديث الجاد مع جوزفين، ظهور ثونار اللحظي و ذكر اوكتفيان في الكلام البارت كان ناقص بس اغدراسيل و رومياس و ارتيانو و يكون كامل من مجاميعه، في حب الرواية و كاتبتها القمر، شكرا لمجهودك و لابداعك 😭💕💕
ردحذفياااي فصل الانتظار كنت مستنيته على نار وفينيسا بووووم من هذه هههههه
ردحذفياااي فصل الانتظار كنت مستنيته على نار وفينيسا بووووم من هذه هههههه
ردحذفهوية فينسيا بقت مسألة حياة أو موت بالنسبة لي، لو ما عرفت مين هي، مش هعرف أنام😭
ردحذفيااااااه كنت عايزة اعرف غرفة كل واحد شكلها ازاى عقبال غرفة اوكتفيان كمان واللطافة اللى مع هارليك والفصل خلى الواحد يهدى بعد فصل ماض اتريوس ♥️♥️♥️♥️
ردحذفيا جماعه هو ده حلم؟🙂🙂
ردحذفهي اسراء كان قصدها على الاحد ده ولا اللي بعده🙂🙂🙂
ردحذفشكله الاحد اللي بعده🥺
ردحذفعارفة مارح تلتزمي بالمواعيد اللي حددتيها فليش تحدديها من الاول، سيبي الوضع عشوائي وقت ما تقدري نزلي مو تعطي آمال تتحول بعدا لآلام
ردحذفI agree وبشدة 🥺🤝🏻
حذفمش كفاية كدا؟
ردحذفإسراء ار يو اوكي هبيبي ؟
ردحذفربنا يوفقك فدراستك بس لا تنسينا 😔
؟!
ردحذفارجوك لا تنسينا😑😑
ردحذفاسراء الله يوفقك في دراستك يارب بس لاتنسينا😭💗
ردحذفاسراااء الفصل الي بعدوا فين نزلي بلييز 😭
ردحذف🤍🤍🤍
ردحذفقبل لا اعرف من فينسيا صار لي خمس سنوات اشتم فيها وماحس وراها خير 🙂💔💔
ردحذفقلبي اختنق من الغيرة اول ما سمعت اسم فينيسيا لان واضح كان عدها رابط عاطفي ويه اتريوس سابقا! وانه قلبي على قلب جلنار واضح رح نموت غيرة بالفصل الجاي .. ياريت لو جلنار تخلي آت يغار همين ويرتاح قلبي😔😔🤚🏻
ردحذف