الفصل الرابع | أحجية ثالثة... مفتاحٌ وكتاب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

افصاح: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" 

افصاح اخر: "ليس بالضرورة أن تكون عميلًا لتخدم الوطن، يكفي أنت تكون غبيا!" محمد الغزالي

مساحة لذكر الله

*****************************************************************************

الفصل الرابع

 

لماذا لم يخطر الأمر على بالي من قبل؟

كان الأمر واضحًا! إنها أسهل خوارزمية يمكن فك تشفيرها، المفتاح هو الرقم خمسة والنَّص.. كل ما عليّ فعله هو تبديل كل حرف بالحرف الخامس الذي يسبقه!

"قطة هاربة". أجفلت للصوت الذي همس بجوار أذني، لم تكن سوى الفتاة التي دافعت عني في المكتبة سابقًا "يبدو أنكِ قادرة على الهرب من الأزمات أيضًا". لم أكن أملك الوقت للدردشة لذلك لم أتوقف عن المشي لتبدأ في مجاراة خطواتي.

"نحن في السنة ذاتها بالمناسبة، أنا ألسكا". لم أجب وأكملت طريقي دون النظر نحوها لتقول "ماذا عنكِ؟ أعرف أن بإمكانك التحدث". توقفتُ عن المشي ونظرتُ نحوها قائلة "لماذا تريدن أن نتعرف، على أي حال؟" اتسعت ابتسامتها وقالت "لأنك ممتعة نوعًا ما".

رفعت حاجبًا ولكنّي في النهاية تنهدت وقلت "جلنار". أومأتْ ووضعتْ يدها حول كتفي قائلة: "جلنار، اسم لطيف". أومأتُ وأبعدتُ نفسي عنها وقلت "أراكِ لاحقًا".

لم أترك لها فرصة وأكملت طريقي لخارج الجامعة بينما أفكر بالنّص، لقد نجحت في ترجمته، وأعلم أين عليَّ التوجه الآن.

خوارزمية القيصر بسيطة جدًا، إن أردت استخدامها في التشفير كل ما عليك فعله هو الآتي: 

حدد رقمًا، وهو ما يسمى بمفتاح التشفير ولِيكن الرقم الثالث

اعرف الكلمة التي تريد تشفيرها، فرضًا على سبيل المثال cat

والآن أنظر للأبجدية الإنجليزية وقم بتبديل كل حرف في كلمتك بالحرف الثالث الذي يليه في الأبجدية.

الحرف c سيكون f

الحرف a سيكون d

الحرف t سيكون w

وبذلك ستملك الكلمة fdw

وستفعل العكس لفك الشيفرة، فعلى سبيل المثال وجدتَ أمام بابك ورقة عليها الكلمة fdw ومعها الرقم ثلاثة. هذا يعني أن عليك العودة للخلف ثلاثة أحرف؛ لتعرف الكلمة الأصلية.

الحرف f ستعود للخلف ثلاثة حروف فيكون c

الحرف d سيصبح a

والحرف w سيكون t



لذلك كل ما كان عليَّ فعله هو أخذ كل حرف من النص والعودة خمس حروف للخلف، وحينها سأملك نصًا مفهومًا.

Rfshmjxyjw Rzxjzr

Xjhynts CQA

Kfpj Xtzsix

هذا هو النص الذي وجدته، وعندما بدلت كل حرف بالحرف الخامس الذي يسبقه أصبح كالآتي:

Manchester museum

Section XIV

Fake sounds

متحف مانشستر

القسم XIV

الأصوات المزيفة 

 

إذًا لدي عنوانٌ واضحٌ جدًا، عليّ التوجه لمتحف مانشستر، القسم XIV وبالطبع هذه ليست حروف إنجليزية بل رقم 14 بالرومانية، تمامًا كما الرقم خمسة.

وفي النهاية جملة ’ الأصوات المزيفة’ هي اللغز الذي يكمن هنا، لا يمكن معرفة المقصود إلا بالذهاب للمتحف.

التفت متجهةً إلى مخرج الجامعة، هذا قبل أن تقع عيناي على المتملق وبجواره دانيال، يحادثه عن شيء ما ويبدو منزعجًا، حاولت الاختباء قدر الإمكان، يكفيني مصائب بسببه حتى الآن، بدوت غريبة الأطوار بينما أتنقل من خلف شجرة إلى أخرى حتى لا يراني.

تنفست الصعداء ما إن وصلت للمخرج، لكن تبا لحظي الغبي لأنه ما إن شعرت بأن الخطر زال كان صوت المتملق وهو يصرخ باسمي يملأ المكان.

شعرتُ بالهلع لأطلق العنان لساقيَّ وأركض بسرعة محتضنة حقيبتي حتى لا أفقدها خلفي، ما إن شعرت بنفسي ابتعدت عن المكان هدَّأتُ من سرعتي ونظرت خلفي لكن عاد الهلع مجددًا؛ ما إن رأيتُ الغبي يركضُ نحوي بأقصى سرعة يمتلكها.

صرخت بفزع قبل أن أَلتفِتَ راكضة " اللعنة اللعنة، أرجوك! أنت تُخِيفُني". صرخت بينما أحاول التقاط أنفاسي "توقفي حالًا جلنار".

 أستطيع الجزم أن جميع الواقفين يشاهدون ما يحدث بصدمة، عند أول منحى واجهته وجدت زقاق ضيق لأختبئ فيه بسرعة وأحاول تنظيم أنفاسي، شعرت وكأن قلبي توقف عن النبض لثانية ثم عاد ينبض بسرعة مضاعفة، تبًا هذا كان مخيفا حقًا.

 عاودت النظر من خلف الجدار وتبًا مازال يقف يبحث هناك عني، ما لعنة هذا الفتى معي؟ أيريد تحويل حياتي إلى جحيم؟

 جلست على الأرض محاولة إراحة قدمي حتى يرحل من هنا "وجدتك". تبًا، نهضت بسرعة أركض بعيدًا عنه بينما يصرخ باسمي، التفت لأراه يكاد يمسك بي! ذلك الثور هل هو متسابق ماراثون؟

 عند أول تجمع للبشر كنت قد اختلطت بينهم حتى لا يراني، هذا لا ينفع لن أركض من هنا حتى المتحف، هذا سيجعله يتبعني، أوقفت سيارة أجرة بسرعه قائلة " إلى المتحف".

 التفت إلى الخلف أنظر من زجاج السيارة، كان هناك يلتفت حوله بملامح غاضبة، هذا الوجه الغاضب يخيفني احيانًا، إنه كالكلب الضال إن أطعمته التصق بك، التفت أجلس باعتدال.

 أشعر ببعض الذنب كوني أهرب منه بهذه الطريقة وأجبره على ركض كل هذه المسافة... لا لحظة، لم أجبره على شيء! هو من لحق بي بنفسه لماذا أُلقي اللوم على نفسي الآن؟

توقفت سيارة الأجرة أمام المتحف، أعطيت السائق الأجرة واتجهت إلى الداخل. توقفت أنظر للمكان، إنها ليست مرتي الأولى هنا زرت المكان عدة مرات، لذلك أحفظه نوعًا ما.

 لقد ذكرت الورقة القسم الرابع عشر، لذلك اتجهت إلى هناك. كان المكان ممتلئ بالتحف الأثرية، أدوات قديمة جدًا، مجسمات لعظام ديناصورات أيضًا، بعض التحف التي تعود إلى عصر الفراعنة، أكثر ما أحبه بالمكان نموذج المجموعة الشمسية المعلق.

 ابتسمت عندما تذكرت كيف حاوت أن أصنع واحد في غرفتي لكنه كان فشلًا ذريعًا.

توقفت لوهلة داخل القسم الرابع عشر، مسحت المكان بعيني، إنه شبه مكتظٍ بالناس والأطفال بشكل خاص، مع معلمهم الخاص الذي يقوم بتعريفهم على بعض القطع المعروضة، رحلة مدرسية على ما يبدو!

 نحن داخل المتحف في القسم الرابع عشر.. الأصوات المزيفة!

 عليّ البحث عن شيء يدل على الأصوات ربما مذياع، مكبر صوت أو آلة تسجيل.

  بدأت البحث في كل مكان عن آلة قد تدل على أصوات لكن لا شيء موجود، ربما أخطأت في تفسير معنى الجملة؟

 تنهدت قبل أن أتوقف عن البحث، ماذا عليّ أن أفعل الآن؟ ربما لم يكن القسم الرابع عشر! سأبحث في القسم المجاور لربما أجد شيء ما.

توقفت مكاني أتأكد مما سمعته منذ ثانية، عقدت حاجبي بتركيز أحاول إيجاد مكان الرنين الذي أسمعه، التفت حولي أتتبع مصدر الرنين الذي لم يتوقف.

وجدته!

داخل صندوق من الزجاج معروض بشكل عادي لا يثير الانتباه.

إنه جهاز التلغراف، موضوع بجوار أجهزة اتصال قديمة نوعًا ما. 

لقد كان الجهاز يتحرك لوحده مصدرًا نبضات متسببة بصوت الرنين المستمر! أنا لا أتخيل، جهاز التلغراف هذا يتحرك وحده! لا يوجد أي ذراع تتحكم به أو شيء يدفعه للحركة.

 أغمضت عيناي بقوة ثم أعدت فتحها لكن مازال الزر يضغط للأسفل من تلقاء نفسه ويعود للأعلى، ومازال الصوت الصادر عن النبضات الكهربائية مسموعًا مازلت أستطيع الشعور بكل شيء حولي وبالألم عندما قرصتُ نفسي مما يعني أنني لا أحلم!

 لربما قامت إدارة المتحف بنوع ما من الخدع حتى يتحرك المقبض لوحده لكن كيف، لا خيوط أو أي أداة تضغط على الزر ليس وكأنهم وظفوا شبح ما براتب شهري ليقوم بذلك، ما الذي أفكر به؟ كما ألا يمكن للشبح الشعور بالملل من الجلوس داخل علبة زجاجية ويضغط على زر التلغراف ليمتع الزوار.. لحظة كيف سيأخذ الشبح راتب لا يمكنه إنفاقه لـ...حسنًا معدل غبائي بدأ يرتفع، علي قضاء وقت أقل مع ديفيد.

 "يبدوا أن جهاز التلغراف حاز على إعجابك جدًا".

 التفت للشخص الذي لم أشعر بوجوده كان يجلس على قدميه محتضنًا ركبتيه لصدره كما أفعل أنا بما أن طاولة العرض منخفضة، عقدت حاجبي باستغراب، ألم يتساءل لوهلة من يحرك الزر في الداخل، أو عن صوت الرنات المزعج للتلغراف؟

 "من يحرك الزر في الدخل؟". بما أن الفتى لا يبدو عليه الدهشة من الأمر، حتى أنه لم ينظر نحو الجهاز لأنه منشغل للنظر في وجهي، لذلك سألت أنا لربما هو يعلم بالفعل، لكن عقدة حاجبيه التي تكونت ونظرة التعجب على وجهه جعلتني أتوقع إجابة كــ لا أعلم؟ أو لم أفكر بهذا سابقاً، في الواقع أي إجابة سوى تلك التي قالها:

 "عن أي زر يتحرك تتكلمين؟".

 إما أنَّ الفتى غبي كفاية كي لا يلاحظ الأمر أو أنه يتظاهر بالغباء، لذلك نظرت نحوه ببرود لست شخصًا تتغابى عليه، لكنه بقي يحول نظره بين جهاز التلغراف ووجهي دون أدنى فكرة عما أتكلم

"ألا تستمع لصوت الرنات الصادرة من الجهاز أنظر، الزر هناك يتحرك لأسفل وللأعلى وحده". قلت مشيرة نحو الجهاز، لدي قدرة جيدة في تفسير لغة الجسد بسبب اهتمامي الغريب بعلم النفس، وذلك الفتى لم يكن يبدو كشخص يكذب أو يتظاهر لقد كان على حافة قول هل أنتِ مجنونة؟

 "هل أنتِ مجنونة؟". حسنًا هذه وقاحة، لكني ابتسمت نوعًا ما لاستنتاجي الصحيح وابتسامتي أكدت نظرية الفتى "أنا اتحدث بجدية". قلت لكنه استمر بالنظر نحوي ببلاهة.

 "لا يوجد مقبض يتحرك ولا صوت رنات يصدر من الجهاز، من المستحيل أن يعمل الجهاز وحده بأي وسيلة ممكنة". أنهى حديثه بنظرة جدية ورفعة بسيطة بكتفيه " لكن- لكن أنا متأكدة من- ". لا، لم أعد متأكدة من أي شيء، كتاب غريب وشخص يلاحقني وألغاز تسحبني لشيء لا أعلمه والآن هلوسات صباحية، بدأت أشكّ في صحتي العقلية!

 أرسل الفتى نظرات حذرة نحوي قبل أن ينهض ببطء دون كلمة أخرى ويهرول بعيداً عني، هذا إن لم يكن يعتبر ركضًا أكثر من كونها هرولة وكأنني مريضة من مصحة نفسية ستحاول الهجوم عليه في اللحظة التالية!

 أخذت نفسًا قبل أن أمسح وجهي بكف يدي، ومازال صوت رنين الجهاز يصل لأذني، ما الذي يحدث معي؟ هذه لا تبدو كهلوسة، الصوت يمكنني سماعه وتميزه بوضوح، ومقبض الجهاز يتحرك وكأن أحدهم يضغط عليه.

 الخمسة عشر دقيقة التالية لم أتحرك من مكاني وكأنني أنتظر أن يتوقف الصوت فجأة أو أستيقظ على سطح الجامعة بعد أن غفوت بدون قصد، لكن لم يحدث أي من هذا.

 لذلك كان يجب أن أُثبِت لنفسي أنني لم أجن وأن صوت الرنات موجود والمقبض يتحرك دون أن يلمسه أحدهم، لذلك أخرجت هاتفي من جيب السترة وفتحت المسجل وضغط على زر التشغيل الأحمر.

 سجلت ما يقارب الدقيقتين ثم أنهيت التسجيل وضعت الهاتف بالقرب من أذني حتى أستطيع التركيز على صوت التسجيل وأتجاهل الصوت الحقيقي.

 خمس ثواني، عشرة، ثلاثون، دقيقة كاملة.. دقيقتان.. التسجيل قد انتهى ولا شيء! لا يوجد أي صوت لرنين الجهاز فقط صوت الأحاديث والخطوات للأشخاص من حولنا ولا شيء؟

هذا لا يعقل لماذا لا يوجد أي صوت، مع أنني لازلت أستمع لصوت النبضات الصادرة من الجهاز خلفي؟

 لا يعقل أن هلوستي قد تصل لهذا الحد، فتحت كاميرة الفيديو لا أنا لا أهلوس ولم أجن بعد، وجهت الكاميرا باتجاه الجهاز لكن قبل أن أضغط فوق زر التسجيل تصلبت مكاني، الجهاز لا يتحرك، حتى بدون بدء التسجيل، الجهاز في شاشة هاتفي لا يتحرك.

 رفعت عيناي مجددًا نحو الجهاز، يتحرك ولكن داخل كاميرا التسجيل لا يتحرك إن كنت أهلوس لكنت رأيت الجهاز يتحرك أيضًا داخل الفيديو.. هذه ليست هلوسة.

 أنا أفقد عقلي هنا، أعدت هاتفي مكانه وأعدت عيناي نحو الجهاز، في الواقع كوني بقيت أحدق به لمدة الثلاثين دقيقة الآن جعلني ألاحظ شيءً غريبًا، نمط للصوت، الصوت يتبع نمطًا محددًا أو عددًا محددًا من الرنات ثم يتوقف لمدة الدقيقة أو الاثنتين ويعيد النمط ذاته مجددًا.

 جهاز التلغراف يستعمل لإرسال رسائل مشفرة على طريقة شيفرة مورس والتي اخترعها العامل الكهربائي التقني صمويل مورس، الأمر كله يعتمد على حفظ شيفرة كل حرف والضغط على الجهاز وهو سيرسل نبضات كهربائية والتي ستصدر صوتًا أشبه بالرنين، ضغطة صغيرة تعني رنة قصيرة مما يعني نقطة والضغطة الطويلة تصدر رنة طويلة والتي تعني خطًا طويل.

 كل حرف له تشفير خاص كحرف G والذي يشفر بخطين ونقطة، أي رنتين طويلتين ورنة قصيرة، بين كل حرف والآخر ثانيتين أو ثانية حتى لا يمزج مُستَقبِل الشفرة بين الحرف والحرف الذي يليه وبين كل كلمة والثانية عشر ثواني بوجه التقريب ثم تبدأ شفرة الكلمة الثانية.

 هذه في الواقع أسهل الطرق المستعملة للتشفير، لكن المشكلة ليست هنا، المشكلة أن هذا الجهاز يرسل شفرة ما.. نصًا مشفرًا لي، لأن لا أحد يسمع الصوت سواي.. يمكنكم القول أنني جننت لكنني أعلم تمامًا أن هناك شيئًا يُقال خلف كل رنة.

"ما الذي تفعلينه يا آنسة؟" التفت للجسد القصير الذي يقف بجواري ويصل طوله إلى طولي وأنا جالسة، إنه طفل! هل هو ضائع؟

 "أشاهد المعروضات... أظن!"

 قلت رافعة كتفاي، أو أحاول معرفة لما أستمع وأشاهد شيء لا يشاهده أحدٌ غيري "ما الشيء المثير حول التلغراف لتحدقي نحوه، منذ أن دخلت إلى هنا مع أمي وحتى الآن؟". كم عمر هذا الطفل مجددًا؟ لأن طفلًا في عمره لا أظن أن التلغراف شيء قد يحفظ اسمه!

 "أنا في الثامنة وهذا لا يجعل مني أحمقًا يحب دمى سوبر مان". دحرج عينيه في نهاية الجملة، نعم في الثامنة إذًا!

 "هل تسمع صوت غريبًا كرنين أو شيء يتحرك في الجهاز؟" أعلم.. سؤال طفل هو درجة عالية من الحماقة التي وصلت إليها وربما الشكر يعُود للمتملق "إن كنتِ تقصدين رنين جهاز التلغراف وتحرك مقبضه فهذا مستحيل، لأن هذا الجهاز بنسبة سبعون في المئة معطل وصدئ ليصدر نبضاتٍ كهربائية".

 حسنًا لنتعدى الجزء الذي أثبت لي أن لا أحد يسمع أو يرى ما يحدث سواي، لكن هذا طفل يجعلني أبدو كالغبية الجاهلة "أنت في الثامنة ها؟". قلت ليومئ ببساطة ثم ينقل أنظاره نحو الجهاز ويقول:

 " إن كنتِ تسمعين صوتًا يصدر من التلغراف فهذا يعني شيئين، إما أنك تتعاطين نوعًا من المخدرات التي تسبب الهلوسة، أو أن هناك شيءً غريبًا يحدث حولك".

 رفع كتفيه في النهاية ولم أستطع منع توسع عياني بدهشة "مـ- مخدرات! كيف لطفل.. أنا- ". دحرج عينيه قبل أن يقول "نحن في القرن العشرين، حتى الطفل في الثالثة قد يعرف ما هي مخدرات".

 إما أن هذا الفتى ذكي جدًا وبشكل مدهش أو أنه يملك والدين مهملين حتى يعلم ما هي المخدرات! لكن بالنظر لأنه يعلم التلغراف والنبضات ويقف في متحف مرتديًا ملابس شبه باهظة فهو ذكيٌ جداً.

 "يا إلهي، أنت هنا تزعج أحدهم مجددًا". نظرت للمرأة التي تقدمت نحونا ترتدي ما يشبه الملابس الرسمية باهظة الثمن التي كانت تشبه لحد كبير الفتى الصغير هنا، ولم أكن في حاجة لذكاء لأعلم أنها والدته.

"آسفه إن كان أزعجكِ يا آنسة، لكنه فضولي حول كل شيء". قالت بابتسامة اعتذار، حسنًا حتى فضوله أوصله للمخدرات! نهضت بينما أجبت بلا بأس، وبأنني أحب الأطفال وما إلى ذلك لتفادي هذا الموقف الغريب.

 أمسكتْ بيد طفلها وسحبته معها لكنه توقف ونظر نحوي قائلًا "ربما من العبقري قليلًا كتابة ما تسمعين، ربما هناك فعلًا شيء غريب حولك". نظرت والدته له بعدم فهم قبل أن تسحبه مجددًا.

 كتابة ما أسمعه! وكأن الأمر لم يخطر على بالي أيها المتذاكي.. لحظة! الأمر لم يخطر على بالي حقًا.. هذا الطفل حقًا يشعرني بالغباء.

 أخرجت دفتر ملاحظاتي الذي بدأ يمتلئ بكتاباتٍ غير الدراسة، في الواقع يمتلئ بمعلوماتٍ غريبة، انتظرت حتى انتهت الرنات وتوقف الجهاز لدقيقة، مما يعني أنه سوف يعيد الشفرة من جديد.

رنة طويلة تعني خط طويل ثم توقف لثانية مما يعني أنه يبدأ في الحرف التالي للكلمة، أربع رنات قصيرة مما تعني أربع نقاط ثم صمت لثانيتين، رنة قصيرة تعني نقطة ثم صمت لمدة عشر ثواني، ليبدأ في الكلمة الثانية.

 وهكذا سجلت كل رنة أسمعها على شكل نقاط وخطوط، رنة قصيرة نقطة ورنة أطول خط، صمتٌ قصير تعني الحرف التالي، صمتٌ أطول تعني كلمة تالية وهكذا.

 انتهت الرنات وتوقف لمدة دقيقتين حسنًا لنراجع الشفرة

 _ .... . _._ . _._ _ .. ... ._ _ _ .... . _... . _ _. .. _. _. .. _. _ _. ._ _. _ _ _ .. _. _ .. _. ... .. _.. . ... . _._. _ .. _ _ _ _. _ .._ _ _
 

أعلم أن الأمر لا يبدو أبداً كشيء مفهوم، مجموعة من النقاط والحروف لكني أعلم جيدًا كل حرفٍ وماذا يعني في شفرة مورس، لذلك جلست وأسندت ظهري للزجاج وبدأت في تعويض كل نقطة وشرطة بحرف إنجليزي.

 حسنًا لنوضح الحروف تفصلها مسافات قصيرة والكلمات تفصلها مسافات كبيرة لذلك سيكون الأمر كالآتي:

 T\ _   H\ ….  E\ . = THE

 K\ _._  E\ .  Y\_ _._ = KEY

 I\ ..  S\... = IS

 A\_.  T\ _  = AT

 T\ _   H\ ….  E\ . = THE

 B\ …_  E\ . G\._ _ I\ ..  N\ ._  N\._  I\ ..  N\ ._  G\ ._ _ = BEGINNING

 P\ ._ _.  O\ _ _ _  I\ .. N\ ._  T\ _ = POINT

 I\ .. N\ ._  S\ … I\ ..  D\ .._  E\ . = INSIDE

 S\ … E\.  C\._._  T\ _  I\ .. O\ _ _ _  N\ ._  = SECTION

 T\ _  2\ _ _ _ .. = T2

 لقد فعلتها! حللت الشيفرة.

 الأمر ممتعٌ بالمناسبة، أنا مهووسة كليًا بأمور الشفرات، أعرف الكثير عنها كما أنني أحب الألغاز التي تشكل أنماطاً لأنه من الممتع تتبع النمط وراء الآخر حتى تحصل على إجابة... على كل حال يبدو أن الأمر موجه لي! إن الجملة المتكونة هي..

 The key is at the beginning point inside section t2  

المفتاحُ موجودٌ عند نقطةِ البداية داخل القسم T2

 قرأت الجملة بصوتٍ يمكنني سماعه، واو! هذا صريحٌ نسبيًا فقط إن عرفت ما هي نقطة البداية سأعثر على المفتاح.. مفتاح الكتاب لأن هذا هو المفتاح الوحيد الذي أموت فضولاً لأعرف مكانه.

عقدت حاجبي.. لوهلة صوت الرنين اختفى! التفتُ بسرعة فائقة أنظر بصدمة للجهاز الذي لا يتحرك أو يصدر صوتاً، حسنًا لقد أوصل رسالته على كل حال، وأنا سأصاب بالجنون قريبًا.

 الآن وكأنني نطقت الجمل السحرية، لقد توقف عندما نطقت الجملة المشفرة تواً هذا مخيف! مخيفٌ لدرجة إرسال رعشة لجسدي البارد بسبب جلوسي فوق الأرضية.

 عندما تذكرت فجأة أنني أجلسُ فوق الأرضية التفت نحو المارة وفي الواقع النصف كان ينظر نحوي بريبة، حتى أنني ظننت أني سمعت صوت أحدهم يقول لننادي الشرطي إنها تبدو مريبة.

حسنًا ليس وكأنني سأقوم بتفجيرٍ ما، أنا فقط أجلس فوق الأرضية منذ ما يزيد عن الساعة أُبحلق في جهاز قديم صدئ وبكل تركيز...

 حسنًا لربما حان وقت الخروج قبل أن يتصلوا بمصحة نفسية.

نهضت وأنا أفرك عيناي بتعب بينما أحرك رقبتي محاولةٌ التخفيف من ألمها، أنا أزحف بقدمي نحو حافة الجنون والأمر يعجبني.

أكملت طريقي للخارج ومازلت أفكر بما الذي يعنيه بنقطة البداية أين هذا المكان الذي سأجد فيه المفتاح؟ توقفت أمام زجاجٍ لمتجر ملابس، نظرت نحو انعكاسي، أبدو مبعثرةً نوعًا ما، بعد الركض من المتملق والجلوس أكثر من ساعة على أرضية باردة بالتأكيد سأبدو مبعثرة.

 حاولت جمع خصلات شعري المبعثرة وترتيب ملابسي قبل أن أكمل طريقي نحو المنزل!

 حسنًا لنحاول تنظيم أفكاري، المفتاح موجود عند نقطة البداية داخل القسم T2

 المفتاح... أنا متأكدة بنسبة تسعون في المئة أنه مفتاح الكتاب، نقطة البداية هو مكان لا أستطيع معرفته داخل قسم يسمى T2 أو ربما هذا رمز، لا أعلم؟

 حسنًا نقطة البداية.. نقطة بداية ماذا؟ ربما يقصد الكاتدرائية لكن لا هذه ليست البداية! البداية كانت الكتاب، الكتاب الغريب الذي أخذته من مكتبة الجامعة..

 لحظة! مكتبة الجامعة حيث كان الكتاب وحيث القسم T2 بدأ كل هذا في مكتبة الجامعة.

 توقفت عن المشي نحو المنزل قبل أن ألتفت وأركض نحو الجامعة هل من الممكن أن يكون هناك؟ مفتاح الكتاب أخيرًا؟

  بدأ الأدرينالين يندفع داخل جسدي ويجعل قدمي تركض بسرعةٍ أكبر نحو الجامعة.

 قولوا عني مجنونة أو مُهَلْوِسَة تتبع شيئًا وهميًا، لكني أريد ذلك المفتاح، أريد أن أعرف ما في داخل الكتاب، أريده وبشده وأريد أن أعرف من الشخص الواقف خلف كل هذا لأنني إن فتحت الكتاب ربما أعلم ولو النصف عنه.

 دخلت من بوابة الجامعة ومازلت أركض قبل أن تُغلق المكتبة، لم أهتم كثيرًا للأنظار التي تلاحقني بدهشة شعرت بالراحة قليلًا عندما رأيت أن المكتبة ما تزالُ مفتوحة، ولن أحتاج لتردد مرتين قبل أن أدخل.

 "جلنار!" تبًا نسيت تمامًا أمر أمينة المكتبة الغاضبة مني لكني كنت مشغولة بشيء آخر لأتوقف الآن، لذلك أكملت هرولتي بين الأقسام أتمتم باسم كل قسم أمر من خلاله.

 ها هو ذا T2 اندفعت نحوه بسرعة أبحث بين الأدراج وأفتح أي كتاب يبدو غريبًا ربما أجد المفتاح داخله، الجميع ينظر نحوي ونحو حركتي العصبية بتعجب، لكني أريد الوصول للمفتاح.

 صحت باللعنة بإحباط متناسية كوني في مكتبة، لكن حقًا لا أجده في أي مكان، كان الجميع ينظر نحوي وكأنه يقول جاء الوقت الذي فقدت فيه آخر ذرةٍ من عقلها.

 "دودة الكتب، يبدو أنها لم تجد الكتاب الذي تريده". سخر أحدهم ويبدو أنني سأجمع كتب المكتبة داخل فمه لأنني لست في المزاج المناسب لتحمل غبائهم.

"تبًا". صحت مجددًا وأنا أضرب رف المكتبة المجاور بقبضتي مما جعل نفس الفتى الظريف تتسع عيناه لكن ليس هذا ما أثار انتباهي، ما أثار انتباهي هو الشيء الذي ضرب رأسي قبل أن يقع أرضًا مُصدرًا صوت رنين.

 جسمٌ معدني!

 نظرت للأرض بسرعة ولم يخب ظني، إنه المفتاح! انحنيت بسرعة ألتقطه لم يكن كمفتاح عادي لم يكن أبدًا كمفتاح اعتيادي كان فضي بينما الجزء العلوي كان يحتوي على شكل أجنحة، أجنحة تنين يلتف ذيله حول جوهرةٍ صفراء! 



 في الواقع بدا جذابًا جدًا وكأنه خرج من إحدى روايات الخيال، ماذا كنت أتوقع؟ كتابٌ غريب وألغازٌ أغرب وأصواتٌ غريبة، هل توقعت الحصول على مفتاح كمفتاح باب منزلي.

أغلقت قبضتي عليه قبل أن اتجه لخارج المكتبة والحمد لله أنني لم أقابل أمينة المكتبة ولا المتملق الذي يبدو وكأنه غير موجود في الجامعة.

 وصلت لمنزلي أخيرًا، بدون أن أنتظر أن ينتبه لي لوش أو لوريندا كنت داخل غرفتي وأغلقت الباب بالمفتاح حتى لا يتكرر إزعاج الأمس، أخرجت الكتاب من درج مكتبي وأنا أموت حماسًا، لكني توقفت قليلا، لأغير ملابسي على الأقل.

 أخذت حمامًا مريحًا لجسدي الذي ألمني بشدة وخرجت قبل أن أتجه لغرفتي وأغلق الباب مجددًا، جلست فوق كرسي المكتب الإسفنجي وتنهدت براحة، ها نحن ذا..

 "جلنار". صوت لوش جعلني أجفل، تبًا "ليس الآن لوش". صرخت ليجيب "أنا ولوريندا طلبنا بعض الدجاج الحار، هل تريدين؟ كما أن أمي الآن في المطار ولم تودعيها".

 زفرت قبل أن أقول "لا أريد طعاًما شكرًا لسؤالك، وأمي لن تغيب سنةً عنا، كما أنه لن ينفطر قلبها إن لم أودعها". صمت قليلًا قبل أن يقول "كما تريدين". ويمكنني أن أحزر أنه رفع كتفيه بلا مبالة دون أن أراه حتى.

 أعدت تركيزي نحو الكتاب أمامي، أرجوك افتح القفل حتى لا أفقد أعصابي، صليت ممسكة بالمفتاح قبل أن أدخله بالقفل وكان مناسبًا، مناسبًا بشكلٍ مثالي جعلني أحبس أنفاسي دون أن أدرك، ابتلعت بتوتر لا أعلم، وكأن شخصان داخل عقلي يصرخان أحدهم يصرخ بشكل جنوني افتحي القفل اللعين، والآخر كان خائفًا ومتوترًا من شيء لا يعلمه لكن يعلم أن فتح القفل سيجلب على رأسي شيئا لن يعجبني.

 ما الذي قد يحدث بأسوأ الأحوال؟ يخرج جني الكتاب عوضًا عن جني المصباح ويحقق لي ثلاث أمنيات؟ إنه قفل كتاب وليس صمام أمان لقنبلة حربية، تبًا للجانب الجبان ومرحبًا بالمجنون.

 أدرت القفل مرة لأسمع صوت تكة صغيرة لكن الكتاب لم يفتح، لذلك أدرت القفل مجددًا ولحسن الحظ تحرك بسهولة لتصدر تكة أخرى ويفتح القفل، دقات قلبي كان يمكنني سماعها خلال هدوء الغرفة، لا أعلم لما كل هذا الرعب والتوتر إنه كتاب لعين وحسب.

"إذًا أخيرًا فتحتي الكتاب اللعين يا فتاة". 

 قفزت فعليًا من فوق الكرسي الذي ارتطم بالأرضية مُصدرًا صوتًا عاليًا، ليس فقط جسدي الذي قفز، قلبي كان على وشك الخروج من حلقي من قوة نبضه.

 الألم الذي حطم عظام مؤخرتي لم يكن شيء بجوار الخوف الذي جعل جسدي يرتجف، عيناي مسحت الغرفة بسرعة وبفزع، لكن لا أحد! الغرفة فارغة الباب مغلق! هذا مستحيل الصوت كان واقعيًا، واقعي لدرجة مرعبة وكأن شخصًا يقف بجواري وقد تحدث؟

 ليس الصوت وحسب لقد شعرت به! لقد شعرت بشخص يقف بجواري أنا لم أكن أهلوس ولا أتخيل لقد كان حقيقيًا لدرجة مخيفة.

 نهضت راكضة نحو النافذة أفتحها بقوة لكن لا أحد، المكان فارغ حتى من شخص غريب قد يقف ويحدق بنافذتي! إذا من؟ من بحق الله تحدث للتو؟

 لم يكن الصوت داخل عقلي لأنني في طيلة حياتي اختلقت ما يقارب مئة شخصية وكنت أتحدث معهم ولهذا أستطيع التفرقة بين الوهم والحقيقة، وما حدث للتو لم يكن وهمًا او هلوسة أو خيالًا.

 أغلقت النافذة قبل أن أحاول أخذ بضعة أنفاس أُهدئ بها نفسي احتضنت يدي المرتجفتين نحو صدري، بضعة أنفاس أخرى ومازالت عيناي تجول الغرفة لأُثبتَ لنفسي أنني متعبة جداً لأسمع شيء وأشعر به بشكل واقعي جدًا.

 اتجهت نحو الكرسي الملقى لأرفعه من فوق الأرضية وأجلس عليه، لا بأس كان مجرد خيالًا ربما لأنني كنت خائفة جدًا بسبب الكتاب وقام عقلي بتلفيق شيء شبه واقعي بسبب خوفي، لا أحد هنا ولا أحد يمكنه عبور الجدران والأبواب المغلقة جلنار ليقف بجوارك ويتحدث معك!

حاولت قدر الإمكان تجاهل ما حدث وإعادة كامل انتباهي نحو الكتاب أمامي.

 فتحت الغلاف الضخم نوعًا ما لتقابلني صفحة شبه صفراء كتب عليها بالخط الكبير كلمة..

  (توبازيوس، جوهرة العالم) 

  قفزت نحو رأسي صورة للنص المكتوب باللغة المسمارية "تقودك إلى أولى خطواتك نحو جوهرة العالم!" تمتمت بها متذكرة أنني لم أفهم هذا الجزء من اللغز، إذا كان اللغز يقصد الكتاب؟

الصفحة التالية كانت فارغة من أي كتابات سوى من شعار، درع يعتليه تاج سيفان من الجانبين ودائرة كبيرة تتوسط الدرع داخلها إحدى عشر دائرة أصغر حجمًا متصلة بدائرة في المنتصف، كل دائرة كانت تحتوي على علامة من شكل خاص. 

 كان تصميما مثيرًا للاهتمام، الصفحة التالية كانت تحتوي على كلمات، الكثير والكثير منها لكن لم أفهم حرفًا من المكتوب! بدت كلغة أخرى غير الإنجليزية كانت منسقة ومكتوبة بخط جيد، هذا الكتاب ليس مطبوعًا؟ لكنه مكتوب بخط اليد، ويمكنني أن أعرف أن الكلمات مكتوبة بحبر سائل وفرشاة كتابة على الطراز القديم، ليس قلمًا عاديًا!

 لم أحاول كثيرًا فهم المكتوب لأن الحروف ذات أشكال مختلفة وغريبة ولا تشبه أي لغة عرفتها يومًا، الصفحات الثلاث التالية احتوت على النظام ذاته... كلمات غير مفهومة؛ لذلك وفرت جهد محاولة قرأتها لوقت لاحق.

 فتحتُ الصفحة التالية وكانت عبارة عن خريطة! واحدةً كبيرةً رُسمت على الصفحتين المقابلتين بشكل عرضي تبدو خريطة لمكان ضخم، مملكة على الأرجح أو شيء مشابه. 

خلال الساعات التالية كان بجانبي ما يفوق ستة كؤوسٍ ورقية للقهوة، جهاز الحاسوب الخاص بي والكتاب، حاولت بشدة البحث عن أي شيء يدُلني على هذه اللغة أو حتى الخرائط الموجودة والأشكال الغريبة لكن وكأن جوجل شعر أنني شخص من كوكب آخر.

 لم أفهم شيء من الكتاب لكنني رأيت عشرات الصور المرسومة، التي وكأن أحد مخرجي أفلام الخيال في هوليوود قد رسمها، أو ربما ما كان ليصل لدقة الرسوم هنا في كل شيء، أعلم أنني قلت أنيّ لن أحاول معرفة المكتوب، ولكن ها أنا أحاول بجد لإيجاد شيء على الانترنت.

 كل رسمٍ رغبت بشدة معرفة ما يعنيه، كانت تلك اللغة تشرح بشكل مفصل عن الرسم الموجود لكنني لم أقرأها كوني لا أستطيع، وهذا جعلني أشعر بأنّي كتلة من الغباء!

 لقد رأيت ما يفوق الثلاثين رسم من فصيلة التنانين، لا أمزح إنهم تنانين كالتي في الأفلام لكن بشكل أكثر غرابة! وكل تنين يختلف عن الآخر بشيء ما كالذيل أو الأجنحة الضخمة أو القصيرة أو الشائكة، هناك تنانين تمتلك ثلاثة أجنحة واحد ضخم والآخر متوسط والثالث صغير، لم أفهم ما المِيزَات حقًا لأنها كانت مكتوبة وليست مرسومة على الأرجح، لكني فهمت الرسوم على الأقل.

 لم تكن التنانين وحدها من تحتل الكتاب بل كان هنالك المئات من المخلوقات التي لم أكن لأرها حتى في أفضل أفلام الخيال مجتمعة، أصبحت على يقين أنه إن سلمت هذا الكتاب لأحد المخرجين، سأحصد من خلفه آلاف الدولارات أو ربما الملايين منها لأفكاره الغريبة هنا.

 الكثير من رسوم النبات وحركات قتال وأسلحة غريبة أشبه بسيوف وبنادق في الوقت ذاته وهذا كان غريبًا! والقسم الأكثر غرابة هو أنه مليءٌ بالكائنات الشبيه بالبشر، لقد كان القسم في منتصف الكتاب وكان مقسم لإثني عشر قسمًا، لقد وجدت قسمًا كان عن البشر! نعم شيء طبيعي أخيرًا.

  والأكثر غرابة هو أن من دَوَنَ كل هذا لم يكلف نفسه بكتابة ما يفوق الثلاث صفحات عنا؟ ثلاث صفحات تشملُ رسمًا للهيكل العظمي والعصبي والعضلات، تشريحٌ للعقل استطعت فهم أغلبها بما أنني طالبة في كلية الطب، فقط هذا... تشريح لجسم الإنسان ولكن لا شيء آخر حتى أنه مختصرٌ جدًا عن أي موضوعٍ عن البشر قد قرأته مسبقًا.

 أعلم أنني أبالغ لكن هذا جعلني شبه غاضبة، لما بحق الله شعرت وكأنني لا شيء لأن كل قسم عن كل مخلوق كان يحتوي ما يفوق الثلاثين أو الخمسين صفحة وما يفوق ذلك لكن ثلاث صفحات فقط للبشر، أحضروا المعتوه الذي كتب هذا هنا الآن، سنخوض محادثة ودية فقط!

 بالتأكيد نحن نملك ميزات كثيرة هذا واضح! حسنًا، هذا الجيل أصبح ينحدر نحو الغباء بشكل مخيف، لكن مازلنا نملك الكثير من الأشياء الإعجازية، الكثير من الأشياء التي لا تكفي ثلاث صفحات للكتابة عنها ربما!

 حاولت تجاهل الأمر منتقلة لبقية الأقسام، في الواقع الأقسام احتوت على رسوم للبشر لكن مع وضعيات للجسد تشبه تلك التي نراها في الأفلام.

 أحد الرسوم شخص يخرج ما يشبه الكهرباء، والآخر بدا وكأنه يتحول لشيء صلب وكأنني فتحت مسودةً لفيلم فانتازيا او رسوم كوميك كون مثيرة.

 في نهاية الكتاب جذب انتباهي شيء غريب نوعًا ما، بعض الصفحات كانت ممزقة. ليست صفحة أو اثنتين لقد كان العديد من الصفحات الممزقة، وهذا واضح من أطراف الورق التي مازالت عالقة في الكتاب، شخصٌ ما استطاع فتح الكتاب سابقًا وقام بتمزيق الأوراق؟ أو ربما صاحب الكتاب بنفسه قام بتمزيقها؟

 قفز جسدي بفزع وانتزعت من أفكاري بسبب صوت المنبه الخاص بي، شتمت بينما أتنهد ونهضت لأقوم بإغلاقه، مهلًا لحظة؟ أعدت النظر للمنبه، أنها السادسة والنصف صباحًا؟ هل بقيت مستيقظة للسادسة والنصف صباحًا؟

 تبًا أنا لم أحظ بدقيقة نوم واحدة! كما أنني أملك محاضرةً بعد ساعة ونصف من الآن، لما عليّ أن أكون الفتاة المجتهدة التي اختارت جميع جدول موادها في وقتٍ مبكر؟

 وبما أن جسدي وعقلي تنبها أخيرًا أنني لم أحظ بالنوم الكافي بدا منظر الفراش مثيرًا جدًا، ومشهد جسدي يقع بين الألحفة الدافئة في هذا الطقس البارد والحصول على فترة طويلة من النوم، متجاهلة كل شيء يتكرر داخل ذهني كالرغبة في النعيم.

 تبًا جلنار توقفي لا يجب أن أتغيب عن محاضرة اليوم لقد تغيبت عن واحدة من قبل، ولن تكون هذه الثانية أبداً... بسبب كتابٍ غبي، لن أفعل. صفعت نفسي حتى لا أحلم بأشياء غبية لكن يبدو أنني بالغت بقوة الصفع لأني تأوهت من الألم ومسحت على خدي بخفة.

 ربما حمام بارد سريع سيكون منشطًا رائعًا، أو ربما يمكننا تجاهل كل شيء والعودة للنوم؟ تبًا تباً لا لن أسمح بتلك الأفكار بالتسلل إلى ذهني، هززت رأسي للجانبين قبل أن التقطت المنشفة وأتجه إلى الحمام.

 حسنًا، أخذت حماما باردًا، شربتُ كوبَ قهوة آخر وركضت حول الحديقة لنصف ساعة، والآن ارتديت ملابسي... أنا بكامل نشاطي اليوم ولن أنظر للسرير اليوم أبدًا، ولا أملك أي رغبة في النوم الآن مطلقًا.

 على من أكذب؟ رغم كل شيء أريد النوم لنهاية اليوم لكن لا، يمكنني التحمل إنها محاضرة واحدة فحسب، خرجت من غرفتي لأفاجئ بلورندا تتحدث على هاتفها مع إحدى صديقاتها "أوه جلنار صباح الخير". قالت بحماس لأومئ في المقابل، فجأة دُفع جسدي للأمام قبل أن ينتشر الألم في ظهري "صباح الخير جلنار". اللعنة عليك لوش "هل أنت حمار وحشي من نوع ما؟"

نظر نحوي بتعجب قبل أن يقول "تبدين وكأنك تحولتِ لمصاص دماء شاحب، هل نمتِ أمس؟" أوه نعم، نمت بالقدر الكافي الذي يجعلني أريد الركض للسرير واحتضانه للسنة المقبلة "لوش بحق الله هل هذا سؤال! السيدة مثالية لا يفوتها شيء من ساعات نومها المهمة، حتى تستيقظ بعقل متفتح ليومٍ دراسي". نظرت نحو لوريندا بحاجب مرفوعٍ قبل أن أصفع مؤخرة رأسها لتصرخ بألم.

تعديت جسديهما قبل أن أذهب للمطبخ، أشعر بالشبع بسبب جميع أكواب القهوة التي شربتها طيلة الليل، لذلك يمكننا أن نتعدى وجبة الفطور اليوم، أخذت حقيبتي قبل أن أخرج من المنزل متجهة للجامعة، إن وقعت هنا نائمة ودهستني شاحنة ما، أتمنى أن يأخذ أحدهم وصيتي ويحرق الكتاب اللعين ويجد الكاتب ويوجه لكمة قاتلة لوجهه.

 أعلم أن أغلب الأشخاص يمكنهم السهر ليومين متتاليين لكنني من الأشخاص الذين يعظمون النوم بما أني أقضي أغلب وقتي لوحدي، فأنا أقضيه في النوم لذلك طيلة حياتي اعتاد جسدي على النوم باكرًا والاستيقاظ بنشاط، أن أكسر الروتين فجأة هو أمر سيءٌ لجسدي.

 تنهدت بتعب قبل أن أتجه لخزانتي لآخذ دفتر المحاضرة، اصطدمت بأحدهم لأعتذر بتمتمة شبه مسموعة.

  وقفت أمام خزانتي لأفتحها لكنها لم تفتح! وضعت الأرقام مجددًا لكن لا فائدة "ماذا تفعلين؟" التفت لفتى أراه للمرة الأولى في حياتي " أفتح خزانتي؟" كان أشبه بسؤال في الواقع "تقصدين خزانتي!" قال ضاحكًا، لحظة ماذا؟ التفت لرقم الخزانة.. اللعنة ليست خزانتي.

 اعتذرت من الفتى قبل أن أتجه لخزانتي التي تبعد عن خزانته بعدة خزائن أخرى، هذه المرة فُتِحت الخزانة لأبتسم بانتصار "صباح الخير". أومأت لأيّن يكن الشخص الذي ألقى التحية دون النظر نحوه، هذا نادر! أن يلقي أحدهم التحية عليّ بما أن الأشخاص الذي يعرفونني في قسمنا يتجنبوني والأشخاص من السنوات الأعلى لن يلقوا التحية على فتاة لا يعرفوها.

 "هل أنتِ بخير؟" أومأت مجددًا دون أن ألتفت، أخذت دفتري قبل أن أغلق الخزانة والتفت للذهاب لكن جسدُ دانيال الذي ينظر نحوي بفضول سد الطريق، بأعين نصف مغلقة حاولت العبور من جانبه لكنه توقف أمامي مجددًا يمنعني من العبور "تبدين شاحبة هل أنتِ بخير ربما تحتاجين لطبيب؟ أنتِ جلنار صحيح؟" واو، يتذكر اسمي، أيها المتملق تعال وتعلم آداب الحديث.

 "لا بأس، أنا بخير". سأسقط نائمة هنا إن أنهكت نفسي بالحديث، تثاءبت للمرة الألف "دانيالو، صباح الخير يا رجل، لم كــ... اللعنة تبدين في حالة فظيعة". صاح المتملق فجأة الذي انضم لدانيال ممسكًا بحقيبته "نعم أرأيتِ حتى ديفيد لاحظ ذلك". قال لي لأتنهد فيريونكا لن تكون سعيدة إن رأتنا هنا.

 " أنا بخير، شكرًا لسؤالك". قلت لدانيال متجاهلة المتملق قبل أن أعبر من جوارهما، لكن يد المتملق كانت قد أمسكت بمعصمي تمنعني من الذهاب "إن كانت فيريونكا تضايقك مجددًا يمكـ.". قاطعته بينما أسحب ذراعي من بين يديه " أنا بخير". تمتمت وتثاءبت مجددًا.

 هل أهرب منه مجددًا؟ إنه كمغناطيس المشاكل لحياتي "أنتِ لستِ كذلك". قال مؤكدًا معترضًا طريقي مجددًا.

  "هذا الفتى كالعلكة الملتصقة بشعر فتاة". نعم تمامًا  

 "هذا هو التشبيه المناسب! علكة، أنت عبقري".

 " شكرا لك".

 على الرحب يـ... لحظة!! سقط دفتري من بين يدي قبل أن ألتفت بفزع حولي، واللعنة مع من كنت أتحدث للتو؟

 لقد كان الأمر كشخص يقف بجواري، هذا مستحيل إنه الصوت نفسه من يوم أمس "جلنار عن ماذا كنتِ تتحدثين لتو؟ عن علكة وعبقري لا أفهمك؟" نظرت نحو المتملق الذي ينظر نحو تعابير وجهي الفزع بقلق "ألم تسمعا هذا؟" سألت لينظر كل منهم للآخر بتعجب "نسمع ماذا؟" سأل دانيال "ذلك.. ذلك الصوت، صوت الفتى منذ قليل لقد كان هنا". تحدث بعصبية أنا لم أكن أتوهم! هذا مستحيل، أحدهم كان يتحدث معي وأنا أجبته؟ "جلنار لا أحد يقف هنا غيرنا". قال دانيال.

 بعض الأعين بدأت بالتوجه نحونا في تعجب، أنحنى المتملق ممسكًا بدفتري الذي أوقعته وناوله لي قبل أن يقول "هل حصلتي على قسط كاف من النوم؟" النوم! هذا هو الأمر لأنني لم أنم بشكل كافي بدأت أهلوس "لا، لم افعل". تمتمت وكأنني أُحادث نفسي قبل أن ألتفت متجاهلة الاثنين وأتجه إلى المرحاض.

 غسلت وجهي أكثر من مرة بماءٍ بارد، لا بأس فقط لأنني مجهدة بدأت في توهم أصواتٍ ليس إلا، مجرد هلوسة أنا لست مجنونة أو شيء من هذا القبيل، استندت بيدي فوق المغسلة، ورفعت عيناي نحو المرآة لكن عوضًا عن رؤية عيناي البنية كل ما رأيته عينان زرقاوان مائلتان للون الأخضر، تنظران نحوي قبل أن أسمع كلمة "مرحبًا مجددًا" مع ضحكة صغيرة. 

 تجمدت في مكاني أبحلق في العينين أمامي قبل أن أعود لوعي وأصرخ بفزع مندفعة للخلف، لأقع فوق الأرض "أوتش! لا بد أن هذا مؤلم على رسلك يا فتاة". لا هذا كثير، هذا كثيرٌ جدًا، التقطت حقيبتي قبل أن أنهض مسرعةً خارج المرحاض.

 لقد جننت، إني فعليًا أستمع لأحدهم يتحدث معي، الهلوسة أخطر مما توقعت! كنت اصطدم بالأشخاص دون أن اعتذر حتى، واللعنة من ماذا أركض؟ وكأن شبح ما يطاردني! توقفت فجأة، لما أركض؟ أنا فقط أهلوس وكأن الأشباح حقيقة، أي حماقة هذه؟ 

أخذت أنفاسي ببطء، ومشيت بشكل طبيعي نحو المحاضرة بينما أحاول تجاهل نظرات الجميع الفضولية نحوي.

جلست في أحد المقاعد القريبة من الصف الأمامي أنتظر المحاضرة لتبدأ، عقلي كان مشغولًا في التفكير بشيءٍ آخر كالعنين التي رأيتها في المرآة مثلًا، لقد بدت حقيقية تمامًا والصوت أيضًا. هذا حقًا مربكٌ للأعصاب، وضعت رأسي فوق الطاولة، أشعر بنعاسٍ شديد، أريد النوم حقًا ربما كان من الأفضل البقاء في المنزل والتخلي عن لعب دور الفتاة المثابرة.

 " أريد الذهاب للمنزل". تمتمت بتعب وكأن أحدهم سيمسك بيدي ويخبرني هيا لنذهب للمنزل "واو، لم أكن أعلم أن حياة الطالب المثالي صعبة لهذا الحد". ارتفعت عيناي بخمول نحو مصدر الصوت..

 فتى يجلس بجواري يستند بخده فوق كف يديه وينظر نحوي مع ابتسامة شفقة، إنه... وسيمٌ حقًا إنها المرة الأولى التي أشاهد فتى مثله في قسمنا! كيف لم يلاحظه أحد؟ هذا الفتى يمكنه أن ينافس دانيال في شعبيته، أعني خصلاته السوداء، حاجبيه الكثيفين، فكه الحاد، لحيته القصيرة والخفيفة، شفتين صغيرتين مع ابتسامة متكلفة جذابة، مع رموشٍ كثيفةٍ وأعينٍ زرقاء مائلة للخضار. 

 حتى طريقة ملابسة تبدوا جذابة "هل ستبحلقين كثيرًا؟ أنا وسيم صحيح؟" ابتسمت كالبلهاء حتى مع ابتسامته المغرورة يبدو وسيمًا، لكن بشرته..

 إنها شاحبة، ليس كثيرًا لكنها تقترب لتكون شفافة، أنا لا أبالغ يبدو وكأنه سيكون شفافًا! وما الخطب مع الهالة الزرقاء من حوله؟ وكأن هالة من اللون الأزرق تحيط بجسده؟

 "أنت أزرق!" قلت بنعاس شبه واعية بالذي أقوله، أخفض وجهه نحوي ليقابل عيناي ويبتسم ابتسامة غريبة "أزرق؟ هذا جديد". قهقه بخفة قبل أن ينظر حوله "لا أحد لاحظ أنني.. أزرق". هذا صحيح لا أحد يقول شيء كهذا؟

 "لما تتحدث مع شخص مثلي؟" خرج السؤال بشكل عفوي، مازلت أضع رأسي فوق الطاولة وأنظر لوجهه متحدثة بنبرة كسولة كأنني ثملة، بدون أن أعطي أهمية لأن شخص يجلس معي ويتحدث لكنه مازال لم ينعتني بالفظة أو يسخر مني هذا غريب؟

 "لأنك مثيرةٌ للاهتمام". عقدت حاجباي، أنا؟ ما بين الواقع والنوم هل أتوهم؟ "أنا؟ مثيرة للاهتمام؟" سألت بتعجب، ومازالت عيناي تلتقط كل جزء في جسده، تلك الهالة تزعجني والجو المحيط به يصيبني بالقشعريرة.

 وضع رأسه فوق الطاولة ليقابل وجهي ويهمهم "نعم، أنا لا يمكنني الشعور بمشاعر البشر، لكن عندما أكون حولك أشعر بحضورٍ قوي، وكأنك تحملين طاقة الكون معك!" قهقهت بخفة ما نوع هذا الحديث الآن؟ "هل هذه طريقة مبتذلة للاعتراف ثم السخرية مني؟" سألت ولكن قبل أن يجيب الفتى قفز جسدي منتصبًا بفزع عندما صرخ أحدهم باسمي.

  شعرت وكأن قلبي سيتوقف عن النبض، نظرت نحو البروفسور الغاضب موجهًا نظراتًا ناريةً نحوي، جميع الموجودين يشاهدون ما يحدث، لأنه حتى الآن لم يصرخ البرفسور عليّ قط!

"ما المكان الذي تظنين أنك فيه؟ تتغافلين عن المحاضرة وأيضًا تتحدثين خلالها، ومع من تتحدثين؟ هل تستخدمين هاتفك أثناء المحاضرة؟" صاح بغضب لأبتلع وأحرك رأسي بالنفي بسرعة "أ- أنا أتحدث معه، آسفة". قلت بسرعة مشيرةً نحو الفتى الذي رفع رأسه وأسنده على كف يده، ليبتسم نحوي باستمتاع غير مبالٍ بالبرفسور.

 الجميع نظر للمكان الذي أشير له حيث هو يجلس ثم أعادوا النظر نحوي وكأنني مجنونة، أغلق الأستاذ عينيه محاولًا الهدوء "هل تسخرين مني؟" اتسعت عيناي قبل أن أحرك رأسي نافية بسرعة " أنا... لم أكن-". صمت لا أعلم ما الذي يجب عليّ قوله، كما لماذا أنا من أُوبخُ وهو فقط يستمتع بالمنظر؟

 "مع من كنتِ تتحدثين؟" سأل الأستاذ مجددًا بحدة لأعقِدَ حاجباي..

  "هو".

  أشرت مجددًا للفتى الذي أصبح يكتم ضحكته بقوة "من هو بحق الله؟ لا أحد يجلس بجوارك جلنار!" صرخ بغضب، لحظه مــ.. ماذا؟؟ "لا! إنه يجلس هنا، إنه-". توقفت أحاول الشرح.. ما اللعنة؟ هل أصيب بالعمى؟

 نظرت حولي لعل أحدهم يشرح الموقف لكنهم جميعًا ينظرون نحوي وكأنني أمزح وبعض الأشخاص الذين كانوا يجلسون على مقربة مني ابتعدوا قليلًا، ما الذي يحدث بحق؟

 "بسسسست". همس الفتى بجواري لأنظر نحوه بفزع "لا تحاولي!" قال قبل أن ينهض واقفًا أمامي ويبتسم بأكبر ابتسامة قد أرها

 "لأنه لا أحد يراني غيرك عزيزتي جلنار".

 أنا أريد الذهاب للمنزل.

*****************************************


مش محتاجه اقول ان ده واحد من اكتتتتتتتر الفصول المفضله بالنسبالي شخصيا

الشخصية الي بنحبها كلنا سجلت دخولها هنا بالظبط

احيانا شخصيته بتتحرك لوحدها بعيد عن تخطيطي ليها وبتاخد مسار احداثها لوحدها 

عشان كده هو مفضل جدا ليا.

موضوع كمان كنت عايزه اتكلم فيه...

انا تجنبت احط اي صور للشخصيات لما عدت الروايه عشان تناسب خيال القارئ، وتخيلي للشخصيات مش بيقيد تخيلكم انتم ليها اي شخص يناسبكم تقدروا تتخيلوا كشخصية مفيش شخص بعينه ممكن يكون بيمثل الشخصيه لينا كلنا.

صور الممثلين الي اتحطت زمان كانت اقرب حاجه لخيالي -وقتها- واتحطت لتقريب الصورة .

لكن للجميع حرية تخيل شخصيته.

بس والله 

انجوي بكل فصل♥

لوف يو ♥

بااااي


Esraa A

احظ بوقت ممتع بعيدًا عن العالم.

24 تعليقات

  1. ااااااااااااااااااااا كنت عم استني بحبك 😭💜

    ردحذف
  2. يا اسراء بالله متتأخريش اوي

    ردحذف
  3. اخيرا يوجيني 😭😭 ياخي احب اورانوس بس يوجين مميز جد يارب م جبت العيد باسمائهم 😭

    ردحذف
    الردود
    1. 😂😂😂 جبتي اكبر عيد بأسمائهم لأن مافي احد اسمه اورانوس 😂😂💔 اعتقد قصدك اتـريـوس

      حذف
    2. اهخ 😭😭 معليش معليش ياعزتي لاتريوس لو يدري قطع راسي

      حذف
  4. اسراءءءء ليش الفصل قصيررر وليش تتأخرين بالتنزيل 😭😭 المهم الفصل كان تحفة ، والله يومية ازور الموقع واتأكد اذا نزلتي فصل او لا

    ردحذف
    الردود
    1. ماكو تأخير هي قالت انزل فصلين بالاسبوع فـ انتي زوري الموقع نهاية الاسبوع احسن 😂😂😂

      حذف
  5. يوجييييييين احله من يضهر 😂♥♥♥♥♥♥

    ردحذف
  6. يوووووووچييييسن عيوووني حرفيا بتطلع قلووووب

    ردحذف
  7. حبيبي يوجيييين😭❤️❤️❤️ اشتقتاااالك و لظرافتك😂😂

    ردحذف
  8. يوجييننن😭😭💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖

    ردحذف
  9. اخـيراً سمو الأمير يـوجـيـن 😂👏👏💙💙💙💙💙💙💙
    حمـاااااااسسسس مليـووووون 😭😭👏👏👏🖤🖤🖤

    ردحذف
  10. هموووت واخيرااااااا يوجيننننن

    ردحذف
  11. و من هنا يبدأ الحماس الحقيقي

    ردحذف
  12. بنات انا مش لاقيه الفصل الخامس

    ردحذف
  13. مقدررر الشخص الغريب الي يطلع لجلنار حبيتتتههه ضحكني رغم انه بين جلنار كانها مجنونة بالمحاضرة😭 بعدبن شفيه كذا مره حلو؟ وقعت له

    ردحذف
  14. الله واخيرا المقطع يلي خلاني اقرا الرواية 😭😭

    ردحذف
  15. متحمسة لباقي الرواية اععععععههههههعهعها

    ردحذف
  16. يوجين مفعل وضع :دخول رايق مسبب حرايق 😂😂😂
    الحماس الففف💜💫

    ردحذف
  17. اخيييييييررررراا 🥳🥳🥳🥳 حمااااااااسسس اخيير ظهرر يوجيين 😍

    ردحذف
  18. 😭😭😭😭 I'm so excited ❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥

    ردحذف
أحدث أقدم

نموذج الاتصال