السلام عليكم ورحمة الله
افصاح: "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"
إفصاح آخر: "المال إذا لم يجلب لك السعادة فعلى الاقل سيساعدك أن تكون تعيسًا وأنت مرتاح" هيلين براون
مساحة لذكر الله
****************************************************
الفصل الثاني
"الكتابة الميــ... الكتابة الماذا؟"
كان جليًا على تعبير وجهي عدم استيعاب الكلمة والتشوش الكامل مما دفعه للشرح..
"المسمارية، الكتابة المسمارية، هي نوع من الكتابة كانت تنقش فوق ألواح الطين أو الشمع والمعدن وغيرها". إذًا هي ليست لغة سرية أو شيء كهذا كما اعتقدت "إذًا هي كتابة تعود لزمن قديم؟" اومئ ثم وضح "نعم ظهرت قبل الأبجدية بــ 1500 عام، أول هذه المخطوطات ظهرت قبل 3000 سنة قبل الميلاد". 3000 سنه قبل الميلاد! هذا وقت طويل جدًا!
"هل تعلمين إنه يوجد حوالي 130000 لوح طيني من بلاد الرافدين في المتحف البريطاني، لذلك إن كان صاحب تلك الصورة على الإنترنت يمتلك لوحًا أصليًا بالفعل يمكنه بيعه بمبلغ جيد للمتحف، سيكون من الجميل إيجاد لوح أثري كهذا لأول أبجدية على مر العصور ولكن كما ترين، لا يمكنك أن تكون برفسور وباحث آثار في الوقت ذاته".
![]() |
الكتابة المسمارية |
وهذا يثير تساؤلي، لما أصبح طبيبًا في المقام الأول بينما كان بإمكانه أن يصبح عالم آثار؟ بما أن الأمر ليس من شأني لم أطرح هذا السؤال فعليًا وطرحت سؤال آخر يخص موضوعنا..
"ما هي بلاد الرافدين؟". سألت ليبتسم ابتسامة الشخص الذي استعد استعدادً كاملًا لصب علمه والارتواء من تعابير الفضول التي تنظر لوجهه "إنها موطن اللغة السامرية، كما أنها تعني ما بين النهرين، جاء الاسم دلالة على موقعها بين نهري دجلة والفرات، موقعها الحالي في العراق، في جنوب غرب آسيا، كما أنها ازدهرت بحضارات مثيرة للدهشة كبابل وسومر، حيث عاش السومريين".
" سومر؟" لم أتمكن من كبت النبرة المتسائلة، بدا مستمتعًا بهذا الفضول ولم يكن يبدو كشخص يمانع إطلاقًا سرد كل معلومة من كتاب يتذكرها حول موضوعنا..
" إنها حضارة وهي من الحضارات المعروفة في جنوب بلاد الرافدين، وقد عرفت بسبب ألواح الطين التي دونت عليها الكتابة المسمارية، يقال إنها سميت بالمسمارية لأنها تشبه المسمار في شكلها، تلك الحضارة تتغلف بالكثير مما يثير الدهشة في الواقع".
توقف عن الحديث الذي يدفعه حب المعلم في نقل علمه لجيل جديد، ظهر الحرج عليه بعض الشيء وضحك قائلًا "بالطبع إن انخرطت في الحديث عن هذه الحضارة ستتجه دفة حديثنا للكثير من المواضيع التي يطول شرحها كبابل وعلاقتها بحضارة السومريين والعراق وغيرها الكثير من هذه الأحاديث التي ستسأمين منها وستتمنين لو أنكِ قتلتِ نفسك قبل محاولة سؤالي عن شيء آخر".
أردت الإفصاح عن استمتاعي بهذا الحديث في الواقع، بل إن حماسه في الحديث كان كمرض معدي وبطريقة غريبة، ولكن لم أتجرأ على قول كل هذا واكتفيت بابتسامة مجاملة قبل أن أوجه السؤال الذي أتوق لسماع إجابته...
"إذًا... هل أصبح من الممكن ترجمة أي نص باللغة السامرية؟" زم شفتيه لثواني وهو يراقب تعبيري الجامد والمصغي للإجابة
"هناك برنامج مخصص لترجمة الكتابة المسمارية، يستعمله طلبة علم الآثار". أستطيع أن أجزم أن عيناي أصبحتا أكثر لمعانًا تصرخ بــ أرجوك دعني أستعمل هذا البرنامج، ضحك على تعبير وجهي الذي يفضح كل شيء.
نهض نافضًا غبار وهمي من فوق سرواله الأسود وقال "الساعة الثانية ظهرًا سأكون متواجد في مكتبي، أظن أنني لن أمانع ترجمة بعض النصوص".
حينها فقط بدوت كالعملاق برومثيوس الذي تمكن من سرقة النيران من جبل اوليمب ليمنح أسرارها لبني البشر..
صرخة السعادة الممزوجة بالنصر انطلقت من بين شفتي دون إرادة، وضعت كف يدي فوق شفتي في صدمة أصابت البروفسور أيضًا الذي نظر نحوي في تعجب قبل أن يضحك باستمتاع ويقول "سأنتظر مجيئكِ إذًا". ويخرج من المكان.
الابتسامة مزقت وجهي وقفزت بسعادة متلذذة بانتصار كانتصار برومثيوس عند لحظة سرقته للنار، ولكني تناسيت تمامًا إنه لم ينجو، سعادة برومثيوس ونصره أفسدها زيوس وكانت نهاية العملاق أنه أصبح معلقًا بين جبلين... دائمًا ما نتناسى عواقب أفعالنا.
......
لم يكن جدول المحاضرات الخاص بي ممتلئ نوعًا ما، فقط أملك ثلاث محاضرات انتهت جميعًا بلا مشاكل، حسنًا.. إن تغاضينا عن محاولة المتملق الحمقاء في الغش، وهمسات الطلاب عما حدث صباحًا لكن مع التجاهل كل شيء بخير.
عيناي اتجهت تلقائيًا لساعة اليد الصفراء حول معصمي، كنت أترجى عقاربها في الاتجاه إلى زاوية الرقم اثنين ولكنها تصبح أكثر عنادًا وبطءً وكأنها تثير غيظي عمدًا.
رشفة أخرى من عبوة الحليب المخفوق بالشكولاتة.
كنت دائمًا أملك تلك الفكرة التي أراها فلسفية بشكل ما، الزمن أشبه بقانون نيوتن، لكل فعل رد فعل، كلما أردنا من الوقت أن يمضي بسرعة أكبر، يصدر هو رد فعل معاكس لنا فيصبح أبطأ من المعتاد وكلما أردنا أن ينقضي ببطء يصبح أسرع بشكل يثير الخوف.
رشفة أخرى من العبوة التي تكاد تصبح فارغة ألحقتها بنظرة عصبية لساعة المعصم.
تنهيدة أخرى تسللت من بين شفتي، أخرجت الورقة المهترئة من بين صفحات دفتر ملاحظاتي، حدقت بتلك الرموز الشبيهة بالمسمار المتجاورة تنتظر من يعرف معناها، التحدي الحقيقي يكن في كيفية ترجمة الورقة كاملة؟
رشفة أخرى من العبوة التي اكتشفت إنها فرغت أخيرًا، تليها نظرة لساعتي التي توقفت عقاربها عن العمل تقريبًا..
اتسعت عيناي عندما رأيتها.. كانت الواحدة وثماني وخمسون دقيقة! أخيرًا تحرك الوقت.
ألقيت بالعبوة الفارغة ونهضت على ساقيَّ في حماس ملقية المخاوف التي تملأ رأسي بعيدًا، سأنتهز أول فرصة تظهر أمامي لترجمة الورقة كاملة.
وإن لم تظهر فرصة فسأفتعل واحدة.
توقفت أمام الباب الخشبي أنظر نحوه بتوتر، نفس عميق تليه عدة طرقات تردد صداها في أرجاء الممر الفارغ.
لم أستمع لإجابة لأعيد الكرة مجددًا، نظرت لساعة يدي التي تشير للثانية وخمس دقائق، هل نسي الامر؟ ربما عاد للمنزل بالفعل؟
"اوه، أنت دقيقة في مواعيدك حقًا!" أجفلت لصوته الذي صدر من خلفي والتفت بسرعة أنظر نحوه، ممسكًا ببعض كتبه ويده الأخرى داخل جيبه "يبدو أنك بالفعل متحمسة لمعرفة معنى الورقة". ابتسمت كمجاملة ليتعدى جسدي ويفتح الباب دالفًا للمكتب ويدعوني للجلوس فوق أحد الكرسيين أمام مكتبه.
أخذ مكانه خلف المكتب وعبث بأزرار حاسوبه وسأل "إذًا أين الورقة؟" نظرت للورقة الأصلية لثواني..
"ها هي ذا". قلت وأعطيه الورقة... المزيفة! فقط لهذه المرة سأنقاد لشعوري الذي يؤمن أن هذا هو الفعل الصحيح.
" حسنًا لنرى". تمتم بينما قام بفتح برنامج ذا واجهة رمادية مملة، ملت بجسدي للأمام أراقب الخطوات التي يقوم بها، ضغط على أيقونة أشبه بالكاميرا ووضع الورقة داخل الماسح الضوئي وما هي سوى ثوان حتى ظهرت الصورة أمامه وحدد البرنامج بشكل آلي النص القابل للترجمة.
ضغط على كلمة ’ ترجمة’ وأنتظر لوهلة قبل أن يظهر أمام كلانا نص بالإنجليزية
في المربع الأبيض أسفل الصورة.
"She would be" " ستكون في".
كلانا نطق الجملة باستغراب ونظر كل منا للآخر، وكأننا نتساءل ما معنى هذا بحق الجحيم؟
"يبدو وكأنه جزء من نص كامل آخر، هل أنت متأكدة أن هذا كل ما وجدته على الإنترنت؟" تجمد لساني وشعرت أن لعبتي كُشفت لكني أكلمت الأمر للنهاية قائلة "نـ.. نعم، هذا فقط". حك ذقنه بينما عيناه تقرأ النص مجددًا "هذا غريب كيـ..".
الطرق على الباب قاطع أفكاره لتتوجه أنظارنا نحو الطارق، ظهر رأس أحد الطلاب من خلف الباب قائلًا "بروفسور! هل لي بلحظة؟" بالطبع رمق كلانا بفضول كأي شخص في العالم، نهضت واقفة وقلت "شكرًا لك برفسور، لن أشغلك أكثر من هذا سـ". قاطعني بسرعة قائلًا "لا بأس، فقط انتظريني سأعود بسرعة".
لم يترك فرصة الرفض لأنه انطلق خارج المكتب..
لحظة! تلك هي فرصتي.. لا تكوني جبانة روسيل فقط أفعليها. قفزت بسرعة خلف مكتبه ووضعت الورقة الأصلية داخل الماسح الضوئي وكررت العملية ذاتها، لم املك الوقت لنظر إلى معنى الترجمة قمت بكتابتها بسرعة في دفتري.
أغلفت نافذة الصورة الأصلية وتركت المزيفة، سحبت الورقة من الماسح الضوئي وأعدت المزيفة مكانها قبل أن أقفز لمكاني بينما أتنفس بصعوبة، دخل البروفسور في الوقت ذاته وابتسم معتذرًا "هل تأخرت؟" حركت رأسي للجانبين وتمتمت "على الإطلاق".
نهضت واقفة على قدمي وقلت على عجل "أعتذر عن إضاعة وقتك بهذا الامر، شكرًا لمساعدتي بروفسور، لدي موعد مع الطبيب لذلك سأذهب الآن". نظر نحوي باستغراب ولا ألومه، أبدو كشخص يحبس أنفاسه ويكاد ينفجر في أي لحظة "لا بأس، لقد استمتعت بالأمر في الواقع ولـ.”. لم أترك له مجالًا لأني شكرته مجددًا وانسحبت بسرعة خارج المكتب متجاهلة رغبته في إعادة الورقة المزيفة لي، يمكنه الاحتفاظ بها.
توقفت خلف باب المكتب وأخذت نفسًا قوي كنت كتمته بشكل لا إرادي، لقد كذبت للتو على شخص قام بمساعدتي؟ رائع شعور الذنب سيكون شيء جميل للتعايش معه.
تنهدت وضبطت حقيبتي فوق ظهري قبل أن أتجه نحو مقهى ’ سن شاين’ كوب من القهوة سيكون مفيدًا الآن.
......
"آنستي ما هو طلبك؟"
نظرت نحو النادل وطلبت المعتاد دائمًا " فقط كوب من القهوة المثلجة مع الكراميل". دوّن ملاحظته الصغيرة قبل أن يومئ باحترام ويبتعد لإحضار الطلب.
وجهت أنظاري للنافذة الضخمة بجانبي، مقعدي المفضل داخل المقهى هو بجوار النافذة دائمًا وأبدًا لأني أملك عادة غريبة، النظر للجميع في الخارج وأحاول تخمين وظائفهم من هيئتهم وطريقة تصرفهم، التفكير عن حول ماذا تدور أفكار كل واحد منهم، قد تجدون هذا مملًا لكن أظن أنه شيء يساعدني على الهدوء دائمًا.
الأمر محبب بالنسبة لي لكنه ليس لطيفًا، عندما تجد من يحدق بك في المقابل كما يحدث الآن! على الطرف المقابل من الشارع شخص يرتدي ملابس رياضية ما يقف هناك بثبات وينظر نحوي، دون أن يرمش، هذا ليس ظريفًا أبدًا ..
"آنستي". جفلت من صوت النادل ووضعت يدي فوق صدري بتلقائية، نظرت نحوه ليعتذر على مضض ولكنه رمقني ببعض الاستغراب لرد الفعل المبالغ بها، حسنًا لست أنت من يحدق به شخص غريب لمدة تقارب الأربع دقائق.
وضع الكأس امامي لأتمتم بشكر سريع والتفت مجددًا أبحث بعيني عن ذلك الشخص ولكنه اختفى!
لا بأس، لا بأس أنا هادئة هذا شيء عادي، لا يوجد شيء يثير الخوف من شخص يرتدي الأسود يحدق بك ويختفي فجأة، أنا لا أشعر بالغرابة إطلاقًا.
اوه لحظة! بالتحدث عن الأشياء الغريبة، أخرجت دفتر ملاحظاتي من الحقيبة لأفتح الصفحة التي كتبت بها تلك الترجمة، لم أنتبه لما نقلته لاستعجالي ولكنّي الآن أملك الوقت كله.
الكتابة هنا تقول:
She would be in her fullest beauty in the beginning of the sunset
And with the amazing light of the sunrise she shrink timidly
When the turret's angle tends to the blessed place
takes you to your first steps to the jewel of the world Will
تكون في كامل جمالها عند بداية الغروب
ومع ضوء شروق الشمس المذهل تتقلص بخجل
عندما تميل زاوية البرج للمكان المبارك
سيأخذك إلى خطواتك الأولى نحو جوهرة العالم.
حسنًا!
أنا لم أفهم شيءً.
الأمر غريب، النص يشير لشيء ما أو عدة أشياء ولكنها غير واضحة! الأمر أكثر تعقيدًا من محاولة فهم حديث لوش بينما هو نائم.
ما يجعلني أشعر برغبة كبيرة في الاستمرار في هذا، إني املك الكثير من وقت الفراغ ليس إلا، وربما شغف قديم لحل الأحاجي ولعب دور المحقق.
لكن ما هو الشيء الذي في كامل جماله عند الغروب؟ ويتقلص مع بداية الشروق؟ ربما أضواء المدينة! أعني عند الغروب تبدأ المدينة في تشغيل الأضواء ومع الشروق يتم إطفائها، هل هذا صحيح؟
لا، لا أظن إنه صحيح، مصطلح ’ shrink/ تتقلص’ لن يشير إلى انطفاء الضوء، لا يمكن لأضواء المدينة أن تتقلص! ما هي الأشياء التي تظهر بعد الغروب وتختفي عند الشروق؟
ربما النجوم!
لكن النجوم أيضًا لا تتقلص لكن ماذا عن القمر؟ إنه يستمر في التقلص طوال الشهر لكنه ذكر شروق الشمس وغروبها لم يذكر أي شيء له علاقة بالشهر، ما الذي يمكنه أن يتقلص عن الشروق؟
ماذا عن البيتان الآخران
When the turret's angle tends to the blessed place
takes you to your first steps to the jewel of the world Will
عندما تميل زاوية البرج للمكان المبارك
سيأخذك إلى خطواتك الأولى نحو جوهرة العالم.
زاوية البرج؟ هل يقصد برج بيثام، ولكن الألغاز أحيانًا لا تقصد الشيء حرفيًا، ربما ليس ببرج بل مبنى عالي أو شيء أشبه بالبرج.
وعن أي جوهرة يتحدث؟ والمكان المبارك؟ هل يتحدث عن مكان مقدس دينيًا؟ ربما الكنسية؟ ما الذي أبحث عنه بالضبط؟
ماذا يمكن أن يكون؟ ماذا يمكن أن يكون؟ اللعنة.
لم أدرك أني لعنت بصوت مسموع نوعًا مما، نظرت حولي ببعض الأحراج أطمئن أن لا أحد سمعني..
"واو هل لعنت الفتاة الصامتة للتو؟"
أغمضت عيناي ما أن أدركت صوت من سمعت للتو، أشعر برغبة في قتل نفسي، لما؟ لما من بين جميع مقاهي مانشستر يجب أن يكون من بين كل الناس هو هنا؟
التفت أنظر إلى وجه المتملق الذي يرسم ابتسامة تتسع من الأذن إلى الأذن الأخرى "لم أكن أعلم أنك تقصدين المقاهي أيضًا!" رغبتي في دحرجة عيناي كانت شديدة لكني تجاهلته ونظرت لدفتري.
مفاجئة سيد متملق، أنا بشرية أيضًا أعرف كيفية شرب القهوة والجلوس على الكرسي "أعني ظننت أنكِ تقضين اليوم في المكتبة والمتاحف وما شابه". حقًا، صورة نمطية بحتة عن الفتاة المتفوقة، بالطبع لأني متفوقة سأعيش داخل مكتبة وسأصنع سريرًا من الكتب.
ألا يمكن لهذا الفتى أن يفكر قبل أن يخرج الأحاديث من فمه؟
"هل يمكنني الجلوس هنا؟ أنت لا تنتظرين أحدهم صحيح؟ ياه شكرًا لكِ". لحظة، لحظة! متى سمحت له بالجلوس؟ هو لم يترك فرصة لأرفض حتى، هل يستمتع بإزعاجي والتظاهر بالغباء؟
"أنا أنتظر شخصــ". قاطعني بسرعة "ما هذا؟" نعم وكأني لا أتحدث، سحب دفتر ملاحظاتي ينظر إلى النصوص المكتوبة، جذبت الدفتر من بين يديه بحركة عصبية ورمقته بطرف عيناي، إنه فظ كليًا!
"لم أكن أعلم أنك ترغبين في الانضمام لنادي الشعر التقليدي؟" قال ضحكا وأردت مجاملته والضحك لكن كان هذا صعبًا جدًا لأن الرغبة الوحيدة التي تتملكني الآن هي إمساك كوب القهوة الزجاجي وإلقائه فوق رأسه لكن حينها سأدفع ثمن القهوة والكوب معا.
" هل تحتاج إلى شيء ما؟" سألت وحاولت التحكم في نبرة صوتي فقد طفح الكيل من تصرفاته، كان يبدو كمن يحاول البحث عن شيء ما لقوله! لكنه توقف لوهلة ونظر نحوي بذهول " لقد تحدثتِ... مجددًا!" لما هو سعيد لهذا الحد، ما المثير في تحدثي معه؟ لما هو.. سعيد؟
هل كان يظن أني خرساء ليس من العجيب أن أتحدث صحيح؟ أنا فقط لست كثيرة الكلام، حسنًا ربما أفضل أن أتحدث مع نفسي كل مرة عوضًا عن التحدث مع من حولي، وهذا هو آخر شخص أردت حتى التحدث معه لكنه شخص يستفزني بشكل كبير ويجبرني على التحدث لجعله يبتعد.
"أخبريني هل هذا هو الوقت من السنة حيث تتحدثين دائمًا؟ أعني هل تتحدثين دائمًا في شهر يوليو؟ هل عليّ تسجيل ذلك حتى أستمع إلى حديثك دائمًا؟ كلما تحدثتِ أشعر كأني أشهد شيء نادر الحدوث". هل رأيتم هذا الغباء هو ما أتحدث عنه فعليًا، إنه يجعلني أفقد أعصابي، هل يجب عليّ أن أشعر بالإطراء مثلًا؟
ولأني لم أضع أي تعابير تدل على تفاعليّ مع ما قاله، أزاح تلك النظرة المتحمسة عن وجهه قبل أن يتنهد "حسنًا، أعلم أنك الفتاة الوحيدة التي لا تطيق بقائي حولها رغم أني مازلت لا أعلم السبب فأنا وسيم، غني، مثير، جذاب".
نعم أضف لذلك أحمق، غبي، مغرور، متملق، ومثير للأعصاب كم.. أريد قول هذا في وجه.
أبقيت نظرتي الجامدة نحوه ليقضم شفتيه وينظر بعيدًا عني "أرجوكِ، فقط لخمس دقائق أسمحي لي بالجلوس هنا، خمس دقائق ولن أزعجك بعدها". ما خطبه؟ لما قد يفـ....
اللعنة! هذا هو الأمر إذًا، التفت أنظر حولي أبحث عنهم "عن ماذا تبحثين؟" سأل لأنظر نحوه ببرود مجيبة "أصدقائك، أليس هذا تحدي من نوعا ما مع أصدقائك؟" عقدة تكونت بين حاجبيه وظهر الانزعاج على وجهه الذي أصبح جامدًا، اوه! يبدو إنه يخسر ما إن اكتشف الامر.. اعتذر لكني لست متاحة لتسليتك الآن.
"هل حقًا تظنين إنه يمكنني قبول تحدي كهذا لأقوم بجرح مشاعرك؟"
ماذا؟
"حسنًا أنا أقبل تحديات مشابهة، لكن لم أكن لأقبل أي تحدي يتضمنك، أنت منقذة مستقبلي العلمي على كل حال". ما خطب هذا الفتى هل هو لعوب أم لا؟ لما دائمًا يجعلني أشعر بالذنب؟
"في الواقع الأمر هو.. أنظري للطاولة الثالثة هناك". قال لألتفت نحو المكان الذي أشار عليه لأجد طاولة حولها أربعة فتيات، وأنظارهن مرتكزة علينا ... حسنًا عليّ بالتحديد، قشعريرة سارت في أرجاء جسدي لطاقة الكراهية الموجهة نحوي..
لما يبدو وكأنهن يردن اقتلاع رأسي؟ التفت نحو المتملق بسرعة ما إن نظرت نحوهن و.. لحظة سبب تلك النظارات هي ... المــــتمــلق، أقتلوني رجـــــــــاءً.
أقترب مني الأحمق ليهمس "إنهن يلاحقنني منذ أسبوع، في البداية الأمر كان رائعًا لكنه أصبح لا يطاق. كل وحادة تبالغ في مدح نفسها حد الجحيم وكأنها كليوباترا عائدة من الموت، ويجب تحمل تذمرهن لساعات، أصبحت الكوابيس تراودني بسببهن".
عقدت حاجباي وملت نحوه تلقائيًا لأهمس له "وما علاقة هذا بي؟" ابتلع قبل أن يبادلني الهمس "لقد اضطررت إلى أخبارهن أني أملك حبيبة وأني جاد معها ولا أستطيع التسكع معهن، لذلك سألنني من هي، ولذلك -".
توقف بينما ابتعدت عيناه عني " لذلك ماذا؟" لماذا أهمس بحق الله ولما هو قريب جدًا هكذا؟ " لذلك ماذا؟" كررت مجددًا أصر فوق أسناني ليغلق عيناه ويقول بسرعة..
"أخبرتهن أنك حبيبتي، أنا حقًا آسف لم يكن هناك أحد قفز في عقلي فجأة سواك عندما رأيتك هنا". اتسعت عيناي بصدمه ما الذي؟ اللعنة عليه ابن الـ... أقسم أني سأشتمه بصوت عالي
"أخبرتهن ماذا؟ هل تمزح معي، لما تورطني في مشكالك الغبية؟" قلت بعصبية ويدي ضغطت على الكوب الزجاجي بحده، وفكرة تحطيمه فوق رأسه بدت مغرية جدًا.
"أنا آسف جنجار أنا حقًا آسف". إنه يفعلها مجددًا، إنه ينطق اسمي بطريقة خاطئة مجددًا، أنا حقًا أريد كسر الكوب فوق رأسه ثم قتله، ولا أهتم لثمن الكوب أو قضاء حياتي في السجن إن كنت سأطهر الأرض من نسله.
"هل بالصدفة أحداهن في نفس جامعتنا؟" سألت ما خطر على عقلي فورًا، أتمنى من كل قلبي أن تكون الإجابة مكونة من حرفي اللام والألف، ابتلع قبل أن يضيق عيناه ويهمس بحماقة "اثنتان منهن في السنة الثالثة". نفس عميق، نفس عميق، أنا لن أنفجر أنا لن.. اللعنة صفعت رأسي ومسحت على وجهي بنفاذ صبر.
"أنا حقًا آسف لقد اضطررت لفعلها، لا بأس لن أسمح لإحداهن بالتنمر عليك".
لا بأس لن أترك لهن الفرصة لذلك يكفيني فريونكا، لملمت حاجياتي قبل أن أضع حقيبتي فوق كتفي التفت نحوه لأقول "أنا ذاهبة أستمتع بوقتك". ثم اتجهت للخارج.
أخرجت نفسًا محاولة لتهدئة نفسي، ذلك الأحمق لما يورطني في مشاكله فقط لو يختفي من حــ". جنجار انتظري لحظة". تبًا أتركني وشأني يا رجل.
"أعلم أنك تريدين قتلي، كل الحق معك لكن لا أستطع تركك إنهن يراقبن. فقط حتى نبتعد من هنا دعيني فقط أسير بجانبك لن أزعجك". تنهدت بينما أشعر بالإنهاك يتمكن مني، لا أملك الطاقة لمجادلته أكثر لذلك اومأت باستسلام ليقفز صارخًا بــ "نعم".
يبدو أنني لن أسير وحدي للمنزل للمرة الأولى!
"إذًا مع من تقضين أغلب وقتك؟" ها نحن ذا، ألم يقل إنه لن يزعجني؟ "هيا فقط أخبريني، ستشعرين بالملل إن ظل كلانا صامتين". نفثت وقد بدأت أشعر بالملل بالفعل "لا أحد". نظر نحوي بسخرية وقال "هيا! فقط قومي بمجاراتي لن أخبر أحد أنك تملكين صديقًا أو صديقة سرية أنا كاتم أسرار جيد". ابتسمت، إنه أحمق وهذا مضحك نوعًا ما.
"أنا لا أمزح، لا أحد، أقضي وقتي مع نفسي". اختفت ابتسامته لأبعد أنظاري نحو الطريق، أخرج "أوه " صغيره قبل أن يصمت.
نظرت نحوه، بدا وكأنه يفكر بشيء ما قبل أن يبتسم وكأنه وجد ضالته " تسكعي معي!" رفعت إحدى حاجبيّ ليضع شفتيه بين أسنانه ويقول "دانيال أيضًا سيتسكع معنا إن كنتِ معجبة به! ما رأيك لا يمكن لفتاة رفض عرض كهذا". وجهت أنظاري إلى حذائي أنظر للرباط الذي حلت عقدته وقلت بلا مبالة "ولكني أرفض".
أستطيع الجزم أن ملامح الاندهاش على وجهه لكنه بدأ في الضحك بشدة، رفعت رأسي نحوه باستغراب "أنا لا امزح أنا حقًا أرفض". قلت ليتوقف عن الضحك وتبقى ابتسامة مرتسمة على شفتيه "أنا لا أضحك لأنني لا أصدقك، أنا فقط توقعت إجابتك هذه ورغم ذلك أشعر بالقليل من الصدمة".
تنهد ليردف "لذلك فكرة التنزه معك تبدو مثيرة، أنا حقًا مللت من الفتيات الذين قد يتسكعن معي للتفاخر فقط أو لأجل لقاء دانيال، إنهن فقط يتباهين طيلة الوقت دون ملل، يظنون أنهن إن واعدن شخصٍ معروف أو مشهور ستزداد شعبيتهن بدأت أشعر بالملل منهن لذلك -".
قاطعته بهدوء "لذلك اتجهت للفتاة الوحيدة التي لم تواعد من قبل، حتى تعبث معها قليلًا ثم تسخر منها بين أصدقائك، لأريح رأسك من الآن لا نية لي في التسكع معك، اوه بالمناسبة أولئك الفتيات المملات الذين تحدثت عنهن لم يصبحن مملات فجأة، لقد كن مملات منذ البداية ولكن الرواية هي إنهن لم يعدن يرضين غرورك".
أسرعت في خطواتي بعيدًا عنه أشعر ببعض الراحة في إخراج ما كتمته من وقت طويل، مازلت منزعجة رغم انفجاري لذلك التفت عائدة نحوه لأصرخ "أيها المــــــغرور!" الآن أشعر براحة كبيرة كما لم أفعل من قبل.. أخيرًا تخلصت منه و... لحظة!! هل يضحك؟ هل هو سعيد؟ بحق الجحيم ما لعنته؟
"أنت تفعلينها مجددًا". قال بين ضحكاته لأقف والتفت ناظرة نحوه، ماذا؟ أفعل ماذا؟ ما خطب سعادته هذه؟ "ما خطبك بحق –". صمتت قبل أن أشتمه لينظر نحو عيناي مع تلك الابتسامة "تتحدثين معي كما لم تتحدثي مع أحدهم من قبل، صرختي في وجهي كما لم تصرخي في وجه أحدهم من قبل، هل صرختي في وجه شخص ما أو أهنته بهذه الطريقة من قبل؟"
هززت رأس بلا كنفي، وما زالت أشعر ببعض الذهول "لكنك صرختي في وجهي للتو!" قال مع أكبر ابتسامة "أنت سعيد لأنني صرخت في وجهك وقمت بإهانتك؟" سألته بدهشة " نعم ...أعني لا، ليس هذا ما أقصد، لكني لست غاضبًا، أنا سعيد لأنك تتصرفي معي براحة، تصرخين عليّ، تتحدثين معي، وتتنزهين الآن معي، لكنك لم تفعليّ هذا مع شخص آخر!"
دحرجت عيناي قبل أن أقول "أنا لا أتحدث معك أنا أجاريك، أنا أصرخ عليك لأنك مزعج جدًا، أنا لا أتنزه معك، أنا مجبورة على المشي معك، هل تتذكر؟" رفع كتفيه بلا مبالة وقد دس يديه داخل جيبيه "لا أهتم للأسباب أنت فقط تبدين مختلفة، بشكل جيد وهذا يعجبني".
ما خطب هذا الفتى؟ " أنت فقط... إنسى الامر". قلت ليبتسم وينظر بعيدًا للسماء "لسبب لا أعرفه إلى الآن، أكون سعيدًا بشكل خاص عندما أقضي الوقت معك". مــ...ما هذا فجأة؟ نظرت إلى وجهه المتجه إلى أعلى، يبدو إنه ليس بهذا السوء الذي كنت أظنه لديه جانب جيد لكن مازال تقضية الوقت معه فكرة سيئة.
..
"أنا في المنزل!"
أعلنت فور دخولي المكان ووضعت حذائي جانبًا، رائحة اللازانيا كانت تملأ المنزل، أخيرًا شيء قابل للأكل، ما إن دلفت إلى المطبخ حتى استقبلتني مغرفة أمي التي طردتني للخارج، قائلة إنني لن أحصل على قطعة قبل أن أستحم.
لم أكن أمانع أخذ حمام هادئ بعد يوم غريب، في الواقع لم يكن من السيء العودة مع المتملق بعد كل شيء، ربما أضع أحاكمًا مسبقة على الكثيرين.
ما بالك جلنار، هل نسيتِ كل شيء متعلق بتجاهل الجميع، توَاصلي مع الآخرين تعني وضعي في المزيد من المشاكل، وهذا آخر ما أريد، وحتى وإن عدت للمنزل اليوم برفقة المتملق، لقد كنت مجبرة ليس إلا، لو اكتشف أحدهم حتى أنني عدت للمنزل برفقة ديفيد إينفان سأكون على الأغلب لحم ميت.
قاطع انغماسي داخل تلك الأفكار صراخ لوش القادم من الخارج قائلا " إن لم تخرجي خلال دقائق، سأعتبر هذه دعوه لأَكل طبقكِ". دحرجت عيناي قبل أن أصرخ " إياك ولمسهُ حتى".
انهيت حمامي بسرعة وركضت للأسفل لنجدة حصتي من الطعام "لوش واللعنة ابتعدت عن طبقي". صرخت بينما أقفز الثلاث درجات الباقية وأركض نحو المائدة لأصفع يد أخي قبل أن يلمس طبقي.
ابتسمت لمنظرها اللذيذ وكدت أخذ اللقمة الأولى ولكن أوقفتني أمي قائلة "بما أننا جميعًا معًا، أريد إعلامكم بالتالي". اوه لا! هذه الجملة تنذر بخبر سيء، على الأقل كان بإمكانها انتظاري لأتناول طعامي اولًا.
لوش ولوريندا مازال كل منهما يحشر فمه بالطعام، لكن أعينهم تنظر لأمي منتظرين ذلك الخبر "خلال يومين، سأكون في رحلة عمل لمدة أسبوعين في لندن". أصوات ارتطام الملاعق بالأطباق كانت الرد الوحيد، أسقط كل منا ملعقته ونظر لأمي بأعين متسعة
أسبوعان؟ ورحلة عمل؟ لا، لا يمكنها فعل ذلك بي، لن أسمح بهذا "أسبوعان؟ لكن أمي هـ -".
"هذا رائع!" قاطعني لوش بسرعة قائلًا بسعادة، لتومئ لوريندا بأكبر ابتسامة رأيتها على وجهها وتقول "يمكنكِ الذهاب ببالٍ مطمئن امي، سنكون بخير". لا لن نكون، لأنني من ستتحمل المسؤولية كاملة!
"لكن لما فجأة؟" سألت بانزعاج واضح لتزفر أمي "أعلم أنك ستضطرين لتحمل المسؤولية هنا بما أن لوش بالكاد يعرف أين يضع ملابسه". قالت أمي وهي تنظر للوش الذي تظاهر بالصدمة، لكنها تجاهلته وأكملت..
"لكن يجب عليّ حقًا الذهاب، فرع الشركة في لندن يواجه بعض المشاكل المالية بسبب استقالة المسؤول عن القسم المالي فجأة، إنه أمر من المدير جلنار كما أن هناك مكافأة".
ضربت رأسي بالطاولة وقد فقدت شهيتي وتذمرت "امي لا يمكنكِ تركي معهما، التعامل مع كلاب جارتنا دارسي الشرسة أسهل من التعامل معهما!" صفعت أمي كتفي بخفة وأنبتني قائلة "لا تشبهي إخوتكِ بالكلاب جلنار".
تمتمت بثقل "نعم إنهم أسوأ من الكلاب". ربتت أمي على ظهري وقالت "أنكِ في الواحدة والعشرين عليك تعلم المسؤولية". رفعت رأسي ونظرت بغيظ نحوها "لوش في السادسة والعشرين وهو عاطل عن العمل، من عليه تعلم المسؤولية هنا؟"
"أنا أعلم ما هي المسؤولية". قال لوش لينظر نحوه الجميع بعدم تصديق "ماذا؟"
تنهدت قبل أن انهض من فوق المائدة "سيكونان أسبوعين من الجحيم على الأغلب". غمغمت بينما انهض وأضع صحني الفارغ في حوض الغسيل "قومي بغسل صحنك، وإلا سأحطمه فوق رأسك". صرخت أمي لأدحرج عيناي وأقوم بغسله هي لا تمزح عندما يكون الموضوع غسيل الصحون.
.....
ألقيت بجسدي فوق كرسي المكتب، أسبوعان بدون أمي في المنزل مع كائنان مزعجان هذا سيكون مرهقًا حقًا.
أمسكت بحقيبتي قبل أن أخرج دفتر ملاحظاتي قمت بتشغيل حاسوبي، على الأقل سأشغل نفسي قليلًا، لنرى لنبدأ في تحليل ذلك النص شيئًا فشيئًا
She would be in her fullest beauty in the beginning of the sunset
And with the amazing light of the sunrise she shrink timidly
تكون في كامل جمالها عند بداية الغروب
ومع ضوء شروق الشمس المذهل تتقلص بخجل
والآن كيف يمكنني صياغة سؤال لجوجل عن شيء يكون في أوج جماله مع الغروب وينكمش مع الشروق، لنبحث عن مصطلحات بديله مثلًا شيء في أوج جماله وينكمش يمكن أن نجعلها شيء يلمع وينكمش، لنجرب إذًا
ما هو الشيء الذي يلمع مع الغروب وينكمش مع الشروق؟
لنرى ما لدينا هنا..
علم الفلك! لماذا لا تصبح الشمس أصغر خلال غروب الشمس؟ حسنًا سؤال جيد لكن لا أحتاجه.. كيف يكون غروب الشمس مختلفا في المريخ؟ بحق الله كل ما أجده هو عناوين عن الغروب والشمس والشروق لا شيء مفيد، حسنًا لنجرب شيء آخر بما أننا نمتلك هنا مصطلح تتقلص، فربما عند الغروب تكبر أو تتضخم لنعيد تغير صيغة السؤال إذًا
ما هو الشيء الذي يتضخم مع الغروب وينكمش مع الشروق؟
أرجوك جوجل معلومة واحدة مفيدة فقط واحدة لنرى.. نموذج النمو؟ لا، استجابة النباتات والتحكم في التوازن؟ لا، مواعيد الشروق والغروب؟ لا، التحكم في نمو النباتات الخشبية..
النباتات؟!
أغلب النتائج هنا تتحدث عن النباتات هل من الممكن أن النص يتحدث عن النبات فهو شيء معقول نوع ما النبات يكون جميلًا عندما يتفتح كما أنه الشيء الوحيد الذي ينكمش تقريبًا!!
أمسكت القلم الأحمر ورسمت سهمًا للسطرين الأولين، وكتبت كلمة ’ نبات’ حسنًا إنه مجرد افتراض في الوقت الحالي، إن كان كل من السطرين الأولين يتحدثان عن نبات ما، فلابد أن السطرين اللذين يليهما دلالة لمكان هذا النبات
When the turret's angle tends to the blessed place
takes you to your first steps to the jewel of the worldWill
عندما تميل زاوية البرج للمكان المبارك
سيأخذك إلى خطواتك الأولى نحو جوهرة العالم
لنربط المقاطع المفهومة ببعضها، هناك زاوية برج، مكان مبارك، وجوهرة العالم. حسنًا لا يبدو أي من هذا منطقيًا لكن المقصد هنا أن زاوية البرج أيا يكن هذا البرج ستميل إلى مكان ما، إذًا هل هو برج متحرك؟ واللعنة لا وجود لبرج متحرك هنا. هل يقصد ميلان في البرج أو عيبًا في بنائه أو أن زاوية القمة قد تميل إلى.. مكان مبارك!
مكان مبارك.. ما المقصود هنا، إذا كان البرج المقصود في مكان مبارك، إذًا الاماكن المباركة هنا هي الكنائس! أي كنيسة قد تمتلك برجًا في مانشستر. حسنًا بما أن النص كان مكتوبًا بلغة مسمارية، الورقة التي كتب عليها النص بدت قديمة، وكذلك الكتاب الغريب بدا أثريًا ربما يجب أن أبحث عن شيء قديم وأثري.
في الواقع لا شيء يتناسب مع هذا سوى كاتدرائية مانشستر..
في الواقع إنها تمتلك تاريخ عريقًا بالفعل، وقد شيدت أكثر من مرة كما أنها الكنيسة الأم وهي مقر أسقف مانشستر، إنها ليست ببعيدة شارع فيكتور وسط المدينة، سيستغرقني الأمر عشرون دقيقة بالدراجة تقريبًا.
هل عليّ الذهاب إذًا ربما أجد أي نباتات.. لكن عليّ أن أعرف أي نوع من النباتات أنا أبحث عنه!
هذا مسلي نوعًا ما، لقد وجدت شيئًا يملئ وقتي بعيدًا عن الدراسة، أخرجت منظمي اليومي، حسنًا رائع محاضرة واحدة في الثامنة صباحًا واليوم بأكمله سأقضيه داخل الكاتدرائية والمكتبة، فقط لنتمنى ألا أقابل فريونكا في الغد.
.....
"أنا حقًا لا أفهم، إنها المرة الأولى لحدوث شيء كهذا؟
تسلل صوتٌ غريبٌ لأذني، نسمة من الهواء البارد جعلت رعشة تسري في أنحاء جسدي، هل نسيت إغلاق النافذة قبل أن أنام؟
"لما من بين جميع المخلوقات، بشرية؟!"
فتحت عيناي بانزعاج لصوت التذمر العالي، نهضت بينما أتأفف منذ متى أصبح صوت لوش بهذه الحدة؟
أبعدت قدماي من فوق فراشي نحو الأرضية، رعشة سرت في جميع أرجاء جسدي بسبب البرودة القارصة التي لامست باطن قدمي، وكأنني توقفت فوق كومة من الثلوج، من الغبي الذي قام بفتح النافذة؟
"أنا لا أملك شيئًا لقوله، في الواقع أشعر بالحيرة أكثر منك".
إدراكي لما حولي بدأ يعود شيئًا فشيئًا، عيناي الناعستان بدأت رؤيتهما تضح أكثر، دقيقة... دقيقتان...لقد أدرك عقلي الأمر أخيرًا! أين أنا؟!
انتصب جسدي واقفًا في فزع عيناي تدوران بجنون حول المكان، هذا ليس المنزل! وهذه ليست غرفتي لأن هذه ليست غرفة! تبدو أكثر كغرفة معيشة لكن ... على الطراز القديم؟
"يا رجل أنا أفقد عقلي فعليًا".
صوت الصراخ الغاضب جعل كل شعرة في جسدي تنتصب فزعًا، التفت ببطء نحو مصدر الصوت ويبدو كأن عقلي أيضًا في حالة فزع لأنه يكاد يصرخ اهربي.
لكن عوضًا عن الهرب تحركت نحو مصدر الصوت ذلك الباب الخشبي، جسدي كان متخشبا بدوت كدمية خشبية تتحرك نحو المحرقة، أخذت نفسًا حاولت إيقاف ارتجاف يدي، فتحت ذلك الباب بحذر...
وأيا يكن من في الداخل سيجدر بي طلب المساعدة منه، هذا هو الفعل الصحيح.
هذا ما أخبرت به نفسي، لكن يبدو أن الأمر تغير عندما وقعت عيناي على الفأسان المستندان على الجدار المجاور للباب، أردت الركض والانسحاب لكن قفزت داخل عقلي صورة ظننت أنني نسيتها صورة لرجل لا ينظر نحوي يتحدث بنبرة غاضبة ويمسك بذات الفأسين، إنه الرجل من حلمي الغريب السابق، رفعت عيناي بسرعة للأشخاص في الغرفة، التي كانت هادئة فجأة.
لوهلة لمحت عيناي هيئه لأربع أجساد، لم أستطع حتى تحديد أشكالهم لأن عيناي تركتهم جميعًا متجهة لجسد الرجل المتصلب بجانبي أردت العودة خطوة واحدة للخلف لكن لا شيء، قدماي لم تلتقط أرضًا صلبة لتقف عليها، كأن جسدي انجذب للأسفل بقوة والأرض قد اختفت من تحتي، فقط جسدي كان يسقط في فجوة كبيرة سوداء.
حاولت يدي التمسك بأية شيء لا أراه ربما كنت آمل أن يمنع جسدي من الارتطام بقوة على الأرض التي لا أرها، شعرت وكأن الهواء يسحب خارج صدري لذلك أغلقت عيناي بقوه قبل أن أصرخ بكل ما أملك "النجدة!"
الألم انتشر في أنحاء جسدي بداية من ظهري الذي شعرت وكأنه انقسم لنصفين، أخذت عيناي تتسع بينما أخذت نفسًا قويًا وكأنني كنت على وشك الموت شعرت وكأن الهواء كان قد فارق صدري بالفعل، أنفاسي كانت متسارعة بينما العرق يتصبب من جسدي بشكل جنوني.
هذا أسوء حلم قد أحلم به يومًا، أنا لا أعلم إن كان حلمًا حتى لقد بدا ... حقيقيًا.
نهضت من فوق الأرضية أحدق في الظلام المنتشر في كامل غرفتي، وقفت وألقيت بالغطاء فوق السرير وأنرت الإضاءة الصفراء، إنها السادسة فجرًا، الشعور بجسدي المتعرق لم يكن لطيفًا أبدًا لذلك التقطت منشفتي واتجهت للمرحاض.
ما إن انهيت حمامي اتجهت للأسفل بينما المنشفة بين يدي أجفف بها شعري الرطب، كوب من القهوة الساخنة وفطائر الشكولاتة ستكون كافية بما أن أمي لن تستيقظ قبل السابعة.
لم أتمكن من منع نفسي من التفكير في هذا الكابوس السخيف بينما أنتظر انتهاء كوب القهوة.
المخيف أن الحلم بدا حقيقيًا، والمشترك بينه وبين حلمي الآخر أن هناك رجل يمسك بفأسين، ولا يبدو لطيفًا أبدًا.
هذه المرة أتذكر عينيه جيدًا! أشبه بالزجاج، جذابة في الواقع وكأنها تكشف ما خلفها.. لما أصبحت أتحدث بغرابة؟
صوت صفير آلة القهوة سحبني بعيدًا عن أفكاري، أخذت الكوب والفطيرة واتجهت لحديقة المنزل، السماء البنفسجية الممتزجة بالظلمة، لطالما كانت مزيجًا مريحًا للأعصاب خاصة مع نسيم الهواء البارد.
حركت كرسي الأرجوحة بقدمي بينما أرتشف بعض القهوة، أفكر بالأحداث الغريبة التي بدأت تحدث حولي، مازِلت أتذكر نوعًا ما الحديث المتبادل بين الأشخاص الموجودين في حلمي.
حول شخص ما، بشري! أي نوع من الأحلام هذا، ويمكنني تحديد أن أحدهم كان غاضبًا!
الرجل ذو الفأسين، لابد أنه هو.
لما يبدو غاضبًا في كل حلم؟ لما يظهر في أحلامي حتى؟ ما يجعل الأمر غريبًا هو أن الحلمان يمتلكان الكثير من الأشياء المشتركة، الرجل الغاضب، الجو المحيط، بدا كأنني في مكان مختلف، زمن آخر بدت الأشياء من حولي قديمةً نوعًا ما، كما.. فأسين؟! من يستعمل الفأس هذه الأيام؟
والأكثر غرابة هو أنني أستمر بالتفكير بهذه الحماقة، إنه حلم فقط أيتها الحمقاء لا تجعلي من الأمر وكأنه حقيقة.
"جلنار". أجفلت لصوت أمي الذي دمر الهدوء "ماذا؟ لقد كان المكان هادئ". ظلت تنظر نحوي بتعجب قبل أن تقول "أنت استيقظتِ مبكرًا! دون أن أضطر لإيقاظكِ؟ لقد استيقظتِ قبلي حتى، هل أنت جلنار؟" دحرجت عيناي لمبالغتها "رأيت حلمًا مزعجًا ليس إلا".
"أحلمي إذًا بحلم مزعج كل يوم حتى لا أدمر حنجرتي لإيقاظك". قالت وهي تتجه للداخل "ألا يجب أن تخبريني بشيء كـ هل أنت بخير؟ أو لا عليك يا ابنتي؟" قلت لتتوقف وتنظر لي بحاجب مرفوع "الأحلام السيئة لن تقتلك لكن صراخي صباحًا عليك سيجعل مني امرأةً خرساء، والآن توقفي عن التذمر إنها السابعة والنصف تقريبا ستتأخرين". ثم التفتت لتتجه للمنزل.
أمي تستحق جائزة الأم الأكثر روعة في العالم، أشعر بحنانها يخنقني بالفعل.
لحظة واحدة لقد ذكرت أمي شيئًا عن التأخر والساعة، اللعنة إنها السابعة والنصف بالفعل، لم أرتدي ملابسي شعري في حالة يرثى لها وخلال نصف ساعة أو أقل ستبدأ محاضرتي، أنا حقًا سأتأخر.
ركضت بسرعة نحو المنزل متجهة إلى غرفتي "جلنار لقد جهزت ملابس لكِ ستجدينها فوق السرير، أنت متأخرة لذلك لا وقت لاختيار ملابسك". صرخت أمي من المطبخ لأصرخ بعبارة الشكر دون أن أستدير، نزعت بيجامتي قبل أن التقطت الملابس فوق الفراش وأرتديها دون النظر حتى لما أرتدي.
لممت شعري نحو الأعلى وضعت بعض العطر قبل أن التقطت حقيبتي ونظارتي وأركض للأسفل.
تبًا إنها الثامنة تقريبًا، ارتديت حذائي قبل أن ألقي نظره سريعة في المرآة المجاورة لباب الخروج، رائع هودي أسود مع سروال أبيض ممزق، لنذهب و... لحظة ماذا؟! التفت للمرآة مجددًا أي نوع من الملابس هذه؟
"امي" صرخت عندما أدركت أن أمي من استغلت تأخري لتضع هذه الملابس لي "جلنار إنها السابعة والخمسون دقيقه أنت متأخرة بالفعل". قالت بوجه بريء.
إنها محقة، اللعنة أي أم تعذب أولادها بهذه الطريقة! "شكرًا على مساعدتك". سخرت قبل أن أخرج وأخذ دراجتي لأتجه إلى الجامعة.
أتعلمون عندما ترتدون شيئًا لا تحبونه، شيئًا لستم معتادون عليه أو تغيرون من نمط تصفيفة شعركم، تشعرون وكأن جميع الأعين واقعة عليكم وكأنكم أصبحتم محور الكون، رغم أن لا أحد يعلم أنك هنا ولا أحد ينظر لك.
هذا ما أنا عليه، أحاول تجنب الجميع وكأنني ارتكبت جريمة بشعة، تغير نمط ملابسي فجأة من القمصان الخالية من الطابعات والسراويل الفضفاضة إلى هودي مع سروال ضيق ممزق، وكأن الأمر لا يكفي، كلمة ’ عاهرة’ التي تتوسط الهودي بشكل عريض، تجعلني ممسكة بنصف كتبي أضمها لصدري حتى لا يرى أحدهم هذه الكلمة، لا أكاد أصدق أن أمي أعطتني هذا حتى بعد رؤيتها لهذه الكلمة.
رغم كل هذا كنت أحاول الركض بسرعة للحاق بالمحاضرة أنا متأخرة خمسة عشر دقيقة أو أكثر وهذا يكفي لطردي، فتحت الباب بسرعة، أو ربما عليكم القول بأني حطمته مقتحمة قاعة المحاضرة الهادئة..
أنا حقًا آسفه أعلم أني متأخرة ولا أملك عذرًا لتأخري، لكن أرجوك بروفسورة إليا دعيني انضم إليكم". لم أترك لأحدهم فرصة فهم الاقتحام الوحشي الذي حدث للتو.
مضت ساعتين ونصف حتى انتهت المحاضرة أخيرًا لأتنهد بتململ، أحب الدراسة لكن محاضرات إليا دائمًا مملة، وضعت كتبي داخل الحقيبة بينما امسكت بدفتر ملاحظاتي أضمه لصدري، لم أتخطى بعد الكلمة الوقحة على ملابسي.
اتجهت نحو خزانتي، ووضعت دفتر ملاحظاتي وأوراق المحاضرة "اوه صباح الخير جلنجار". تبًا إنه المتملق، لا بأس سأتجاهله فحسب.
"واو يا فتاة تبدين.... لا أعلم مختلفة اليوم!" مختلفة؟ هل يعني هذا مختلفة بشكل سيء؟ لا أبدو جيدة، ماذا يعني؟ "جميلة، أنت مختلفة بشكل جميل اليوم" بدا وكأنه قرأ وجهي لذلك صحح بسرعة.
نظرت نحوه، تلك النظرة مع تلك الابتسامة الهادئة، اللعنة أعدت نظري بسرعة إلى الخزانة، ما الذي يهم؟ لما أنا مهتمة بكيف يراني المتملق مختلفة؟ هذا لا يهم أبدًا.
" هل... هل أحمرت وجنتاك للتو؟!" اللعنة عليه، لم أفعل.. بالتأكيد لم أفعل، ضحكة غير مصدقة خرجت منه قبل أن يقترب وجهه مني " أنت بالفعل محمرة!" اللعنة عليك.
أغلقت الخزانة بقوه جعلته يفزع قبل أن التفت إليه بغضب "أنا لست كذلك". قلت بحدة، قبل أن التفت لمغادرة المكان، ولكن يبدو أن اليوم لن يكون كما تمنيت لأن وجه فريونكا وكل من صديقتيها كان أول ما واجهته.
"اوه أنظر من هنا، يا فتاة لقد كدت لا أعرفك اليوم". بدت جملتها كمجالمة لطيفة ولكن ابتسامة أصدقائها الساخره بإمكانها إخبارك أنها مجاملة ساخرة ليس إلا. ابتلعت قبل أن أنقل نظري بعيدًا عنهما "هل تحاولين بذل الجهد لتجذبي الأنظار أم ماذا؟" أيتها... تبًا فحسب.
"هذامثير". قالت أوليفيا بإيمائه قبل أن تتبع جملتها بـ "للشفقه". لتنفجر الثلاثة ضحكًا، ومع ضحكاتهن بدأ الجميع من حولنا يهدؤون مشاهدين الأمر.
"لا أعلم إن كنتن لا تجدن النظر أم أن الغيرة أصابتكن، لكني -". يد التفت حول كتفي تشدني نحو صاحب الصوت الذي لم يكن سوى المتملق، نظر نحوي بابتسامة واسعة قبل أن ينقل نظره للثلاثة ويكمل " لكني واقع في حبها اليوم، تبدو مدهشة!" وكأن المكان من حولنا أصبح فارغًا، الصمت حل على المكان، لم أستطع رؤية نظرة الآخرين أو حتى فريونكا ومن معها، لأن عيناي كانت على أكبر اتساعها وهي تنظر للمتملق فقط لا غير.
هل أصبت بضعف للسمع، أو أن هذا حلم مزعج آخر، هذا يبدو أبعد عن الواقع الذي أُعايشه بمراحل، تغاضيًا عن أبواب الجحيم التي ستفتح على حياتي الجامعية، لما قلبي اللعين يستمر بالنبض بقوة؟!
" د... ديفيد أنت –". احداهن قالت لكنه قاطعها "هل يمكنكن التنمر على طالب آخر لأني سأستعيرها اليوم؟" قال قبل أن يتم سحبي بلا إدراك ويديه مازالت ملتفة حول عنقي، ما إن خرجنا من المبنى حتى نظر نحوي بابتسامة واسعة "هل تمتلكين أي محاضرة أخرى؟ ما رأيك بالذهاب لمقهى؟" سأل ليعود إلى وعيي أخيرًا، وأول ما قمت به هو إبعاد جسدي عنه بمسافة.
" ما الذي فعلته في الداخل للتو؟" صحت به بغضب ليتظاهر بالتفكير ثم يقول "بعيدًا عن أنني لم أقل سوى الحقيقة، لقد أنقذتك من تنمر اليوم!" قال بكل بساطه "لا أنت زدت الأمر سوءً! لأنه سيكون مضاعفًا الآن". قلت من بين أسناني بغيظ لينظر نحوي بتعبير متفاجئ "ما الخطأ الذي ارتكبته؟ لم أستطع الوقوف فقط ورؤيتهم يتنمرون عليك كأطفال الثانوية". قال لألوح بيدي منفعلة "من الأفضل لك أن تفعل، فقط تجاهل الأمر كما كنت تفعل من قبل، هل ظننت أننا أصدقاء نوعًا ما فقط لأني جاريت حماقتك بالأمس؟" صحت في المقابل قبل أن أدرك الحماقة التي تفوهت بها، رغم أنها الحقيقة.
توقعت أن يصرخ عليّ يدفعني أو حتى يتجاهلني ويبتعد غاضبًا، لكنه أقترب ممسكًا بكتفي مع ابتسامة كبيره "نعم كل من يجاري حماقتي هو صديق لي، مبارك لك أنت هي صديقتي الفتاة الأولى!" قال ببساطة لأعقد حاجبيّ "صديقتك الفتاة الأولى؟"
أومئ ببساطة " نعم جميع الفتيات اللاتي عرفتهن انتهى الأمر بنا نتواعد، ثم ينتهي الامر. لذلك لم تكن واحدة منهن صديقة لي، أنت الفتاة الأولى التي أتحدث معها دون أن نتواعد". قال ببساطة لأتنهد وأفرك مقدمة رأسي بإرهاق "أنت أحمق كليًا". قلت ليومئ بتفهم.
"هل ستبقى تلاحقني وحسب؟" هتفت عندما مرت خمس دقائق وهو يتبعني في كل مكان " نعم حتى توافقين على الذهاب معي إلى المقهى". قال لأتوقف عن المشي وأنظر له "أنا حقًا لدي مكان آخر أذهب له اليوم، أنا لا أكذب ولا أحاول الهروب للمنزل، أنا حقًا سأذهب لمكان ما!" نظر نحوي بعينين ضيقة قبل أن يصفق بيديه "رائع لنذهب معا". اللعنة عليك.
جلست على الكرسي داخل مقهى الجامعة ليجلس على الكرسي الذي يقابلني مع حاجب مرفوع "ماذا؟" سألت بنفاذ صبر ليجيب بسخرية "هذا هو المكان الذي تريدين الذهاب إليه؟ 'مقهى' الجامعة". قام بثني أصبعيه بينما يقول مقهى كتنصيص ساخرًا.
"لا، أنا حقًا ذاهبة لمكان آخر لكن أحتاج التأكد من شيئًا ما، لحظة... لما تتذمر هنا؟ أنت من قرر اللحاق بي" قلت قبل أن أخرج دفتري وأضع الحقيبة أرضًا.
حسنًا لنتجاهل المتملق الآن، لنكمل ما بدأنا به شيء يــ... أتمازحني الآن؟ "أعد دفتري". قلت للأحمق الذي سحب دفتري ينظر إليه "تكون في كامل جمالها عند بداية الغروب ومع ضوء شروق الشمس المذهل تتقلص بخجل، واو هل انضممتِ لنادي الشعر أو شيء كهذا؟" سخر لأدحرج عيناي وأمد يدي بتعبير صارم "أعطني الدفتر". رفع يديه باستسلام وسلمه لي لكنه توقف فجأة...
"نبات؟!"
قال قبل أن يعقد حاجبيه كأنه يتذكر شيء ما "شب الليل!" صرخ فجأة وكأن الأمر قد قفز داخل عقله.
"ماذا؟" سألت بتعجب لينظر لي وكأنه اكتشف الذرة ويقول "البيتان هنا يقصدان نبات، إنه نبات شب الليل أليس كذلك؟ كنت أعلم أنني قرأت شيء مماثل في أحد مواقع الإنترنت".
"هل يمكنك أن توضح مقصدك، لأنني بدأت أشعر بالتشوش؟" سألته بينما حصل على تركيزي بالكامل..
"يفترض بك معرفة هذا، البيتان يتكلمان عن نبات شب الليل، يسمى أيضًا بنبات الساعة الرابعة لأن أزهار هذا النبات بنفسجية اللون تتفتح من حوالي الساعة الرابعة مساء حتى اليوم التالي ومع الشروق تغلق مجددًا!" قال بكل بساطة.
شب.. شب الليل، هل هذا ما كنت أبحث عن طيلة الوقت؟ "هل يوجد نبات كهذا؟" سألت بشك ليرفع إحدى حاجبيه "ظننتكِ تعرفين كل شيء؟ بالتأكيد هو حقيقي وموجود". هذا.. هذا رائع لقد وجدت ضالتي، نبات شب الليل "ديفيد أنت رائع!" صرخت قبل أن أركض بسرعة خارج المقهى، تجاهلت نداء ديفيد لي قبل أن آخذ دراجتي وأتجه للكاتدرائية.
نبات شب الليل! هذا هو كل ما أنا في حاجه للبحث عنه، حتى أجد الشيء الذي لا
أعلم ما هو!!
*********************************************
عدنا والعود احمددددُ
الصراحة مكنتش ناوية ارجع فقرة الرغي والكلام بعد كل فصل بما انه كان احلى في الو*تباد لان التفاعل بين الفقرات بيخلي الوضع اشبه فعلا بمحادثه بيني وبينكم
لكن بناء على طلب الجمهو الحبيب، ففقرة الحديث الذي لا داعي قد عادت
محدش يستغرب من طول الفصول لان زي ما هو واضح دمجت فصلي ففي فصل عشان منخلصش الروايه بعد 500 فصل ولا حاجه .
وضع المدونة غريب ومش متعودة عليه نهااائي يمكن ولا انتم بس شويه شويه هيتطور المهم روايتنا ترجع -وتخلص عشان اخلص-
توبازيوس بقت اشبه بالعدو المحب بالنسبالي
زي شخصية لوكي في مارفل، هي شخصية شريرة لكنك بتحبها وهو شر لابد منه.
مش من عوايدي اسيب حاجه في نصها بدون ما انهيها عشان كده توبازيوس هتنزل هتخلص ان شاء الله ولو بعد مية سنة.
شكرا لانتظاركم وصبركم ومحبتكم المستمرة
ومعرفش بجد متحمليني ازاي
لوووف يو
باي
احـلى شي هـو فقـرة الـرغي 😂👏
ردحذفمـو مهم يكـون الموقـع مثـالي المهم تنزل فيه توبازيوس حبيبة الكل 😭🖤
وانا شايفه الموقع حلوو و مش ناقصه حاجه 👏👏💙💙💙
احلى فقرة هي كلام بالاخير مشتاقين الى كل شيء من الالغاز و شخصيات و كل شيء ان شاءالله تكمل و تكون انجح رواية لن تستحقين كل نجاح و توفيق 💕💕😉
ردحذفاحلى جزء كلامنا معاكى ومناقشه الفصل والتوقعات وان شاء الله الروايه تكمل واحنا معاكى للآخر
ردحذفمنتظره على احر من الجمر انتقالها 😭♥♥♥ الفصل روووعه💕
ردحذفعااااااااااااااااااااااااااااا متحممسسهه اععيدد الفصووووللل
ردحذفحبيبت قلبي انتي يا اسرااااء❤️❤️❤️❤️
ردحذفالفصل كان تحفة (يعني سبق الاطلاع عليه و كل شيء) لكن توباز كانت و ستبقى مليئة بالحماس و الاثارة حتى لو كانت المرة الالف لقراءتها و فقرة الكلام الفاضي كم اشتقنى😭❤️❤️❤️❤️
ردحذفأنا لسه تحت تأثير الفرحة برجعتك انتي و الرواية العزيزة على قلوبنا 😭
ردحذفالمدونه حلوه مش وحشه زى ما أنتى متخيله بجد والقراءه فيها سلسله جدا فا أستمرى 🤍🤍🤍🤍
ردحذفارجع اعيد ان هدية عيد ميلادي الي يصادف ٢/٦....... هيه توبازيوس
ردحذفبارت فوق الروعة والجمال بجد تسلم ايدك يا إسراء وشكراً بجد انك بتعيدي نشرها
ردحذفالواحد لسي مش مصدق والله
ردحذف❤️❤️
ردحذفالفقرة المنتظرة هي فقرة الرغي في الاخر بتخليني احس انك موجودة معايا و بنحكي سوا بجد الرواية دي من اعظم ما قرأت و ما مستعدة اتركها لو بعد مليون سنة هفضل استناها حقيقي 💕💕
ردحذفالرواية انها تبدو وكانها من عالم اخر😍😍🥰😊
حذف🔥❤️
ردحذفديفيد احسه كتكوت احبه
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف🔥🔥🔥
ردحذفالفصل التالت مش راضى يظهر عندى خالص
ردحذفوانا ايضا موش راضي يطلع
حذفممكن يتواصل معي إذا في جدا عنده رابط الفصل الثالث
ردحذفطيب فين الفصل الثالث
ردحذفكيف ألقى الفصل الثالث؟
ردحذفانا مش عارفة سبب تأخيري في القراءة رغم اني كنت ميتة على ان توبازيوس تستمر بس والله مقدر اوصف سعادتي
ردحذفديفيد يجنن
ردحذفانا بلشت فيها وحاسة اني ندمانة لانو باين من الحماس حخلصها بكم يوم وارجع استنا الفصول الجديدة 😩😩😩😩
ردحذفحبيت ديفيد😭💖
ردحذفهو انا محتاجة مساعدة كيف الاقي الفصل الثالث لأنو صراهة ما اقدر اتنفس بدي اكمل بسرعة
ردحذفاذا لقيتي خبريني انا مالقيتو
حذفوين باقي الفصول ما بلاقي غير الفصلين الأول و الثاني؟؟؟
ردحذف❤❤❤
ردحذفليه الفصول ما بتظهر
ردحذففقرت الرغي احلى فقرة الصراحة 😂😂😂اوعك تبطلي عنها
ردحذف